إعلان

التغير المناخي يهدد "رئتي البشرية" في حوض الكونغو​

11:35 م الثلاثاء 21 يونيو 2022

التغير المناخي يهدد رئتي البشرية في حوض الكونغو​

بي بي سي

مساحة كبيرة من التربة العضوية الغنية بالكربون والتي اكتشفت في وسط القارة الأفريقية باتت عرضة للتهديد جراء التنمية التي لا تخضع للسيطرة أو المراقبة، ما يشكل خطرا هائلا على مستقبل التغير المناخي، كما يقول مراسل بي بي سي للشؤون الأفريقية أندرو هاردينج.

بعد رحلة استغرقت 10 ساعات بالسيارة، تليها 10 ساعات أخرى على متن زورق صغير مصنوع من الأشجار، ثم ثلاث ساعات قضاها في شق ممر باستخدام المناجل، ثم ساعتين في السير بصعوبة بالغة في مستنقع يقع وسط الأحراش في الحر القائظ، بات الفريق العلمي أخيرا مستعدا لبدء مهمته.

بدأ العلماء بتجميع جهاز معدني طويل يشبه المفتاح الحلزوني الذي يستخدم في إزالة السدادات الفلينية من الزجاجات، ثم غرسوه بقوة في بقعة داكنة اللون من التربة المشبعة بالمياه، بينما كانوا يقومون بإزالة البعوض والطين بعيدا عن الجهاز، وفقًا لـ"بي.بي.سي".

حدد العلماء موقع كل بقعة من بقاع التربة باستخدام جهاز يعمل بنظام تحديد المواقع "GPS"، ثم يصورون العينات التي يستخرجونها من باطن التربة قبل أن يحكموا تغليفها بالبلاستيك ويرسلوها إلى جامعة ليدز لتحليلها مرة أخرى.

وأضاف ساسبينس إيفو، وهو من كبار خبراء أراضي التربة العضوية في الكونغو برازافيل والذي كان يزور الفريق: "هذه التربة العضوية ذات أهمية بالغة في سياق التغير المناخي، إذ إنها تحتوي على كمية هائلة من الكربون المخزن تبلغ حوالي 30 مليار طن، وفي حال إطلاق هذه الكمية في الهواء، فإنها سوف تسرع من وتيرة التغير المناخي على مستوى العالم".

ومن جهتها قالت وزيرة البيئة بالكونغو، سودون-نونوت "بدون حوض الكونغو، لن تستطيع بقية أنحاء العالم أن تتنفس، نحن الأفارقة نوفر خدمة نظم بيئية لجميع أرجاء الكوكب. ومن المنطقي أن يكون لهذه الخدمة ثمن".

وأضافت الوزيرة: "الآن وقد فقدت غابات الأمازون دورها كجهاز لضبط وتنظيم المناخ العالمي بسبب إزالة أشجارها..فإن حوض الكونغو يقوم بدور رئتي البشرية، بل وكليتيها أيضا"، في إشارة إلى دور أراضي التربة العضوية المستمر في تنقية الغلاف الجوي من ثاني أكسيد الكربون.

تحتوي أراضي التربة العضوية على كمية من الكربون تزيد عن تلك الموجود في الغابات الشاسعة التي توجد بها، لكن التربة العضوية التي يستغرق تكونها آلاف الأعوام قد تتعرض للتدمير في غضون أسابيع فقط إذا ما تركت لتجف، نقلًا عن "بي بي سي"عربية.

تأتي التهديدات الرئيسية من مواسم الجفاف الطويلة المرتبطة بالتغير المناخي، وكذلك من تصرفات البشر، مثل الممارسات الزراعية والرعوية غير المستدامة - وهو تحد خطير يواجه دولة الكونغو برازافيل والدول المجاورة التي تسعى جميعها إلى تنمية اقتصاداتها والتكيف مع الزيادة السكانية.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان