إعلان

دراسة إنجليزية تكشف: إنسان النياندرثال ليس "أبله" ورسم لوحات لا تُصدق

11:55 م الأحد 25 فبراير 2018

كتب – حاتم صدقي:

حينما حلل الباحثون اللوحات الفنية التي وجدوها في بعض الكهوف بإسبانيا، خلصوا إلى أنها رُسمت منذ 64 ألف سنة بواسطة، انسان النياندرثال، ويعني ذلك أنها رسمت قبل عشرين ألف سنة من وصول الإنسان الحديث إلى أوروبا.

كثيرا ما كان يتم تصويرهم على أنهم من "البلهاء والمتوحشون"، ولكن دراسة جديدة أشارت إلى أن إنسان النياندرثال ربما كان من الفنانين المهرة.

وقام فريق من الباحثين من جامعة ساوث هامبتون البريطانية، بتحليل للصور في ثلاثة من هذه الكهوف في إسبانيا، واقترحوا أن هذه اللوحات الفنية نفذها إنسان النياندرثال منذ حوالي 64 ألف سنة مضت، أي قبل وصول الانسان الحديث إلى أوروبا بنحو عشرين ألف سنة.

ويعني ذلك أن فن كهوف العصر الجليدي الذي يتضمن صور للحيوانات والنقاط والعلامات الهندسية، يجب أن يكون من قبل انسان النياندرثال. كذلك فإنها تشير إلى أنهم كانوا يفكرون بطريقة رمزية، مثل البشر المحدثين.

وقال كريس ستانديش الباحث المشارك في هذه الدراسة، إنه اكتشاف مذهل ولا يصدقه عقل، إذ يقترح أن انسان النياندثال كان أكثر تعقيدا مما يعتقد العامة.

وتبين نتائج البحوث أن اللوحات الفنية التي تم تحديد تاريخها هي الأقدم على مستوي العالم بالنسبة لفن لوحات الكهوف، وتم ابتداعها قبل عشرين الف عام تقريبا من وصول الإنسان الحديث من أفريقيا لأوروبا. ولذلك فمن المحتم أن تكون قد رسمت بواسطة إنسان النياندرثال.

وفي هذه الدراسة، استخدم الباحثين تقنية تسمي التأريخ باستخدام مزيج اليورانيوم والثوريام لتحديد متي رسمت هذه اللوحات الفنية على جدران الكهوف الثلاثة، باسيجا، مالترافيسو وأرداليس.

تقترح نتائج الأبحاث أن النياندثال كانوا يفكرون بطريقة رمزية ، كالإنسان الحديث تماما لكي تبدع هذه اللوحات الفنية من المحتم أن يكون النياندرثال قد أبدوا سلوكا معقدا

وتحتوي الكهوف الثلاثة علي لوحات مرسومة باللون الأحمر أو الأسود لمجموعات من الحيوانات والنقاط والإشارات الهندسية بالإضافة إلي فضلا عن الاستنسل اليدوي، والطباعة اليدوية والنقوش.

ولكي يبدع النياندرثال مثل هذه اللوحات كما يقول الباحثون، فمن المحتم أن يكونوا قد أبدوا سلوكا معقدا يتضمن اختيار المواقع والتخطيط لمصدر الضوء ومزج الألوان.

ويوضح الدكتور ديرك هوفمان، أستاذ علم الانسان التطوري بمعهد ماكس بلانك، والباحث الأول في هذه الدراسة، أنه حتى الآن لم تنسب الثقافة المادية الرمزية إلا لسلالتنا فقط. وتابع: "هل ترحال الزمن ممكن؟ يجيب العلم على هذا التساؤل وما إذا كان زوار المستقبل حقيقية من عدمه."

وقال هوفمان أن ضرورة ظهور الثقافة المادية تمثل عتبة أساسية لتطور البشرية، أنها إحدى الركائز الأساسية لما يجعلنا بشرا. أن القطع الأثرية التي لا تكمن قيمتها الأثرية كثيرا في فائدتها العملية، بل في استخدامها الرمزي، فهي تعبير عن الجوانب الأساسية للإدراك البشري كما نعرفه.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان