أول تتابع جيني لقرد ليس من أسلاف الإنسان
كتبت- جهاد التابعي:
اكتشف فريق علماء من جميع أنحاء العالم، بكلية '' طب بايلر'' جامعة واشنطن، تتابع جيني ''غريب'' لقرد صغير من الفصيلة ''مارموست''، مما يتيح معلومات جديدة عن سرعة هذه الفصيلة الفريدة في التكاثر، ونموها، ويسلط الضوء علي حقائق جديدة عن التطور وعلم الأحياء الأولي، ويقول فريق العلماء: إننا ندرس الجينات الأولية لفهم طبيعة الفصائل قريبة الشبه من الإنسان.
ويقول دكتور ''جيفري روجرز'' الاستاذ المساعد بمركز الجينات بكلية بايلر: التتابع الجيني الذي اكتشفه العلماء سابقا لأسلاف القرود، والذي كانوا أكثر قرابة للإنسان في شجرة التطور الأولية، وفر معلومات مهمة جدا عن بداية تطور الإنسان، لكن لأول مرة يكتشف العلماء تتابع جيني لقرد في العصر الحديث لا ينتمي لرتبة الإنسان الأولية، وهو ما يزرع فرعا جديدا في شجرة التطور بعيدة عن القرود الشبيهة بالإنسان والتي تم دراسة جيناتها بالتفصيل من قبل، وهو ما يتيح الفرصة للعلماء بدراسة الجينات البشرية وتاريخها، مقارنة بأسلاف أخري.
وقد كشفت الدراسة خصائص جينية فريدة تم ملاحظتها بقرود '' المارموست'' تتضمن تتابعات جينية مسئولة عن قدرة هذه القرود علي التكاثر والإنتاج الغزير للحياة، فعلي عكس البشر، تنجب المارموست توائم بشكل مستمر دون أي مشاكل صحية، وهو ما جعل الباحثون يتساءلون لماذا تفعل هذه الفصيلة ذلك بشكل طبيعي وانسيابي، لكن لا يستطيع الإنسان فعله بهذه السهولة حيث يمثل خطرا كبيرا ومرتبط بالكثير من الأمور المعقدة، ويقول دكتور ''روجرز'' إنه ليس جينا واحدا هو المسئول عن الحمل المتعدد في هذه الفصيله بل مجموعة من التتابعات الجينية، التي يمكن مقارنتها مع الإنسان لدراسة حالات التوائم المتعدده النادرة في الإنسان.
وقد لاحظ العلماء أيضا تغيرات جينية لا توجد في أي فصائل متشابهة مع ''المارموست'' حيث أن التوأم المتآخي في هذه الفصيلة، لا يحملا نفس الصفات الوراثية بالحمض النووي، ويعتبرا كائنان منفصلان، فعندما فحص العلماء عينة من دمهما وجدا أن نسبة التشابه في الصفات الوراثية بينهما من 10 إلي 50 بالمائة، وهو شيء مختلف، كان لسبب مشاكل في كائنات أخري لكن مع هذه الفصيلة الأمر عادي وهذا هو المثير للإهتمام.
''المارموست'' لديهم نظام اجتماعي فريد، حيث يعتني الكبار من الإناث والذكور بالنسل الجديد، ويحملون صغار أقاربهم لمدد طويله، ليتفرغوا للتناسل من جديد بأسرع ما يمكن، والغريب في الموضوع أن الأقارب الكبار المتخصصون في العناية بالآخرين يحددون نسلهم لأجل ذلك، فيبدو أن هذه الفصائل مهيئة تماما ومتكيفة مع الإنجاب السريع، فهم مستقرون بأماكن ثابته من الغابة، ويتبعون نظاما غذائيا يساعدهم علي سرعة التكاثر، علي عكس الحيوانات التي تتنقل من مكان لمكان فتأخذ وقتا لتستقر ثم تتكاثر في كل مرة، وتتميز هذه الفصيله بحجم جسم صغير مرتبط بالتطور الجيني الخاص بهم أيضا، بالإضافة إلي جينات أخري مسئولة عن معدلات الحرق والتمثيل الغذائي المرتفعة لديهم.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: