إعلان

علماء يكشفون: ماذا يحدث في أجسام المشجعين أثناء المباريات المصيرية؟

11:27 ص الثلاثاء 16 يوليه 2024

كرة القدم

قد يبدو غريبا أن تسمع عن شخص أصيب بنوبة قلبية بسبب مباراة في كرة القدم، لكن العلماء لا يستغربون ذلك، إذ تدعم دراسات عديدة أن المشاهدة خصوصا في المباريات الحاسمة تتجاوز مسألة الترفيه والتسلية.
يقول باحثون من جامعة ديربي، إن مشجعي كرة القدم قد يشهدوا زيادة في القلق الذهني الذي يؤدي إلى أعراض فسيولوجية ملحوظة أثناء مشاهدتهم المباريات المصيرية.
ويفرز الجسم هرمون الكورتيزول من الغدد الكظرية، التي تقع أعلى الكليتين، أثناء الانفعال الناجم عن مشاهدة المباراة، فيما يُعرف باستجابة "القتال أو الهروب" كرد فعل فسيولوجي، حيث نجهز أجسامنا بالفطرة لموقف خطير أو مخيف عن طريق إطلاق الهرمونات.
ويزيد الكورتيزول من الطاقة ويعزز اليقظة، ولكن إطلاقه بشكل مفرط يمكن أن يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي وزيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم مع خطر الإصابة بمشاكل في القلب، بمرور الوقت.
ووجدت أبحاث سابقة زيادة في النوبات القلبية بين المشجعين في أيام المباريات النهائية، بسبب مستويات التوتر الخطيرة، وفقا لتقرير ديلي ميل.
ويفرز المشجعون المزيد من الكورتيزول عند مشاهدة المباريات الحاسمة، وفقا لدراسة نشرها خبراء في جامعة أكسفورد.
يرتفع هرمون الأدرينالين المعروف باسم "هرمون القتال أو الهروب" أثناء مشاهدة مباراة كرة القدم، ما يزيد من سرعة نبضات القلب.
وتستجيب مواقع محددة على خلايا الأعضاء الرئيسية، تسمى مستقبلات بيتا، للأدرينالين عند إطلاقه عن طريق زيادة معدل ضربات القلب.
وقال مارك فاجي، أستاذ علوم التمارين السريرية: "هذه الاستجابة لا تهدف إلى تحسين نقل الأكسجين، بل هي استجابة للهرمونات التي يتم إفرازها".
ويرتفع ضغط الدم أيضا لأن إطلاق هذه الهرمونات يتسبب في انقباض الأوعية الدموية، على الرغم من أن هذه استجابة مؤقتة.
وقال الدكتور أندي هوتون، عالم الرياضة والتمارين الرياضية: "يمكن أن يرتفع معدل ضربات القلب لدينا عندما نشعر بالتوتر أو القلق، كما هو الحال عندما نشاهد مباراة مهمة في كرة القدم".
وقد تجد أن راحة يدك تتعرق أثناء مشاهدة مباراة كرة قدم مهمة، نظرا لأن الغدد العرقية الموجودة في أيدينا، وكذلك الجبهة والقدمين، يتحكم فيها الجهاز العصبي.
وعندما ترتفع درجة حرارة الجسم، غالبا نتيجة لاستجابات القتال أو الهروب، يتم إطلاق العرق بغرض التبريد.
وقال ميل ليندلي، رئيس كلية الرعاية الصحية والاجتماعية: "نحن نعلم أن أيدينا وأقدامنا تحتوي على تركيز أكبر لأنواع معينة من الغدد العرقية مقارنة بمناطق أخرى من الجسم. تنشّط هرمونات التوتر هذه الغدد العرقية في الجسم، لذلك تتعرق أيدينا عندما نكون نشعر بالتوتر".
كما يؤدي الإجهاد إلى حاجة الجسم للتنفس بعمق أكبر وبمعدل أسرع، للحصول على المزيد من الأكسجين من الهواء، ما يشجع على تبادل الأكسجين بالكامل، أي استبدال الأكسجين الوارد في الهواء بثاني أكسيد الكربون الخارج.
ويؤدي ذلك إلى إبطاء ضربات القلب وخفض أو استقرار ضغط الدم استجابة للتوتر، لذا ينصح خبراء جامعة ديربي بالتنفس العميق في "اللحظات المؤثرة في مباراة كرة القدم".
وبعيدا عن السلبيات، يشعر الجسم بالنشوة خلال أعلى مستويات مباراة كرة القدم، مثل تسجيل فريقك المفضّل هدفا أو الفوز بالمباراة.
وتؤدي مثل هذه النشوة إلى إطلاق هرمونات "السعادة" في الجسم، مثل الدوبامين والأوكسيتوسين والأدرينالين والإندورفين والفازوبريسين.
وقال فاجي: "هذه المواد الكيميائية الطبيعية يمكن أن تجعلنا نشعر بالارتياح، وتأثيرها الإيجابي مفيد لصحتنا".

فيديو قد يعجبك: