لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور.. اختراع قديم تعاون فيه العلماء المسلمون والمسيحيون واليهود

12:05 م الخميس 07 مارس 2024

نشرت صحيفة ذا جارديان البريطانية، تقريرا مطولا عن أسطرلاب قديم معروض في متحف فيرونا بإيطاليا، وقالت إن أهميته تكمن في كونه يكشف عن تعاون علمي بين العلماء المسلمين والمسيحيين واليهود خلال العصور الوسطى.

يعود تاريخ هذه القطعة الأثرية إلى القرن الحادي عشر، وهي تحمل نقوشا باللغات العربية والعبرية واللاتينية.

وعثرت الباحثة في كلية التاريخ بجامعة كامبريدج، الدكتورة فيديريكا جيجانتي، بالمصادفة على الأسطرلاب، وهو أداة تستخدم لرسم خريطة النجوم ومعرفة الوقت وكانت تعد أداة غير عادية في ذلك الوقت، لفوائدها في علوم الفلك والملاحة.

وسافرت جيجانتي، وهي أيضا أمين سابق لقسم الأدوات العلمية الإسلامية في متحف تاريخ العلوم بجامعة أكسفورد، إلى فيرونا لإجراء بحوث على القطعة الأثرية، وعندما تسلل الضوء من إحدى نوافذ المتحف إلى الأسطرلاب ظهرت مجموعة من الخدوش، دفعتها إلى تحقيق متعمق كشفت نتائجه أن الإسطرلاب كان يحمل نقوشا باللغات العربية والعبرية، كما كان يحمل أيضا نقوشا لشخص إيطالي لاتيني، ما يشير إلى مروره عبر خلفيات ثقافية ولغوية متنوعة.

وتشير نقوش الإسطرلاب وتصميمه المعقد إلى أصوله التي تعود إلى إسبانيا في فترة الحكم العربي، مع مشاركته في رحلات لاحقة عبر شمال إفريقيا قبل وصوله أخيرا إلى إيطاليا. ويسلط هذا المسار الضوء على دور الأداة في التبادل العلمي بين المسلمين واليهود والمسيحيين عبر القارات.

وتحكي نقوشه، المكتوبة باللغة العربية أولا، ثم بالعبرية، قصة كيفية إنشاء المعرفة ومشاركتها وتطويرها من قبل العلماء المسلمين واليهود الذين يعيشون ويعملون جنبا إلى جنب في الأندلس، المنطقة التي يحكمها العرب في شبه الجزيرة الأيبيرية.

وتطابقت مواقع النجوم على الآلة مع تلك الموجودة على الأسطرلابات المصنوعة في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، في حين أن لوحة أخرى من لوحاته محفورة بخطوط العرض في شمال إفريقيا، ما يشير إلى أن من كان بحوزته الجهاز في ذلك الوقت عاش في المنطقة أو سافر إليها بشكل متكرر.

من الصعب تحديد التسلسل الزمني الدقيق لرحلات أسطرلاب فيرونا، لكن جيجانتي تعتقد أنه صنع في الأندلس ونقل إلى شمال إفريقيا، ربما المغرب، قبل أن يصبح في حوزة مالك يهودي.

وعلى الرغم من أنها كانت على الأرجح في أيدي بعض اليهود، إلا أن اللغة العربية كانت لغة مشتركة واستخدمها اليهود بقدر ما استخدمها المسلمون والمسيحيون.

ويبدو أن المجموعة الأخيرة من النقوش، بالأرقام الغربية، نفذت بواسطة شخص إيطالي أو لاتيني.

وتقول جيجانتي إن اكتشاف إسطرلاب فيرونا لا يلقي الضوء على التطور التكنولوجي للحضارات الماضية فحسب، بل يوضح أيضا النسيج الغني للتبادل العلمي الذي تجاوز الحدود الدينية والثقافية. مشيرة إلى أن هذه النتائج تؤكد على روح التعاون التي قادت التقدم العلمي خلال فترة العصور الوسطى، ما يتحدى الروايات المعاصرة عن العزلة والانقسام بين المجتمعات الدينية المختلفة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان