إعلان

"يلزمنا قادة لإيجاد عالم خال من السل" ... شعار اليوم العالمي للسل هذا العام

09:09 ص الجمعة 23 مارس 2018

القاهرة - (أ ش أ):

تحيي منظمة الصحة العالمية غدا /السبت/ اليوم العالمي للسل 2018 تحت شعار "يلزمنا قادة لإيجاد عالم خال من السل"، ويركز الاحتفال هذا العام على وضع التزامات لإنهاء مرض السل ليس على المستوى السياسي مع رؤساء الدول ووزراء الصحة فحسب، بل على جميع المستويات.

ويحتفل سنوياً باليوم العالمي للسل بتاريخ 24 مارس وذلك لرفع مستوى الوعي العام بما يخلفه وباء السل من آثار صحية واجتماعية واقتصادية مدمرة، ولتكثيف الجهود الرامية إلى إنهاء هذا الوباء العالمي، ويتزامن هذا التاريخ مع اليوم نفسه من عام 1882 الذي أعلن فيه الدكتور "روبرت كوخ" عن اكتشافه للبكتيريا المسببة للسل، ممهداً السبيل بذلك أمام تشخيص هذا المرض وعلاجه، ورغم ما أُحرز من تقدم كبير طوال العقدين المنصرمين، فإن السل ما زال يتصدر قائمة الأمراض الفتاكة والمعدية في جميع أرجاء العالم.

والسل عبارة عن عدوى بكتيرية يمكن الوقاية منها ولكنها قاتلة لأنها تصيب الرئتين، وتكتسي أشهر المعالم الموجودة في مختلف أنحاء العالم ببريق أحمر وهاج يوم 24 مارس الجاري دعماً لليوم العالمي لمكافحة السل، الذي يرمي إلى لفت الانتباه إلى خطر داء السل.

ووفقاً لأحدث إحصائيات تصدرها منظمة الصحة العالمية، فقد تم بفضل التشخيص الناجح والعلاج الفعال، إنقاذ 53 مليون شخص خلال الفترة الممتدة بين العام 2000 والعام 2016، ولا يزال عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بداء السل ينخفض بنحو 2 % سنوياً.

وعلى الرغم من التقدم الكبير الذي يحرزه العلماء المختصون كل عام، فإن داء السل يعد واحداً من أهم أسباب الوفيات في جميع أنحاء العالم، إذ يخطف أرواح ما يزيد على 4500 شخص يومياً.

وقد حددت منظمة الصحة العالمية هدفاً طموحاً للمجتمع الدولي يتمثل في، تقليص عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بمرض السل بنسبة 95 % خلال الفترة الممتدة بين العامين 2015 و2035 ، وخفض الحالات الجديدة بنسبة 90 % خلال الفترة الزمنية نفسها.

ومن المقرر أن ينعقد الاجتماع الرفيع المستوى الأول للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن السل في نوفمبر المقبل 2018 في نيويورك، ويأتي ذلك في أعقاب المؤتمر الوزاري العالمي الافتتاحي الذي انعقد في شهر نوفمبر الماضي تحت شعار القضاء على مرض السل، عندما اجتمع قادة ونشطاء من 120 دولة في موسكو ووعدوا بالتزام عالمي جديد لبذل المزيد من الجهد لمكافحة المرض.

والسل تسببه البكتريا المتفطرة السلية التي تصيب الرئتين في أغلب الحالات، ويعد السل سبباً من أهم 10 أسباب للوفاة في العالم، إلا إنه يمكن علاجه والوقاية منه، وينتقل السل من شخص إلى آخر عن طريق الهواء، فعندما يسعل مرضى السل الرئوي أو يعطسون أو يبصقون يدفعون بجراثيم السل إلى الهواء، ويكفي أن يستنشق الشخص بضعاً من هذه الجراثيم كي يصاب بالعدوى، وربع سكان العالم تقريباً مصابون بالسل الكامن، أي أنهم حاملون لعدوى بكتريا السل ولكنهم ليسوا (بعد) مرضى بالسل ولا يمكنهم نقل المرض.

ويتعرض الأشخاص الحاملون لبكتريا السل للإصابة بمرض السل على مدى حياتهم بنسبة من 5 % إلي 15 %، بيد أن هذه النسبة تكون أكبر من ذلك بكثير في الأشخاص ذوي المناعة المنقوصة، مثل المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري أو الذين يعانون من سوء التغذية أو داء السكري أو يتعاطون التبغ.

وعندما يصاب شخص ما بالسل النشيط (المرض) قد تظل الأعراض (مثل السعال والحمى وإفراز العرق ليلاً وفقدان الوزن) خفيفة طوال عدة أشهر، وقد يؤدي هذا إلى التأخر في التماس الرعاية ويترتب عليه انتقال البكتريا إلى الآخرين، ويمكن للمصابين بالسل النشيط أن يتسببوا في عدوى عدد يتراوح بين 10 و15 شخصاً آخرين عن طريق مخالطتهم عن قرب لمدة عام، وفي غياب العلاج الصحيح، يتوفى 45% من الأشخاص غير المصابين بفيروس العوز المناعي البشري في المتوسط من جراء السل، ويتوفى جميع المصابين بالفيروس تقريباً.

وأفادت إحصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2017، بأن 10.4 مليون شخص وقعوا في براثن مرض السل، وأن المرض حصد أرواح 1.8 مليون شخص آخر في عام 2016، الأمر الذي يجعله يتصدر قائمة الأمراض الفتاكة والمعدية في جميع أنحاء العالم.

وتزداد خطورة التعرض للإصابة بالسل وإتاحة الرعاية اللازمة لمرضاه بتوفر عوامل من قبيل سوء التغذية ورداءة السكن والمرافق الصحية، كما تزداد درجة تأثيرها بفعل عوامل خطر أخرى مثل تعاطي التبغ والكحول والإصابة بداء السكري، وعلاوة على ذلك، فإن إتاحة الرعاية الصحية غالباً ما تعرقل بسبب التكاليف الكارثية المتكبدة من جراء الإصابة بالمرض والسعي للحصول على الرعاية والافتقار إلى الحماية الاجتماعية، مما يسفر عن الدوران في حلقة مفرغة من الفقر واعتلال الصحة، كما أن انتقال السل المقاوم للأدوية المتعددة يزيد موضوع القضاء على هذا المرض أهمية وإلحاحاً.

ويشكل ظهور السل المقاوم للأدوية المتعددة تهديداً كبيراً يتربص بالأمن الصحي، وقد يعرض المكاسب المحققة في ميدان مكافحة السل للخطر، كما أنه يعتبر السبب الرئيسي للوفاة بين المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب(HIV) والذين هم عرضة للإصابة بالمرض بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30 مرة أكثر ممن هم غير مصابين بالفيروس.

والسل المقاوم للأدوية المتعددة هو شكل من أشكال السل تسببه بكتريا مقاومة لا تستجيب للعلاج بالإيزونيازيد والريفامبيسين، وهما الدواءان الأشد فعالية من بين أدوية الخط الأول من علاج السل، ويمكن علاج السل المقاوم للأدوية المتعددة وشفاؤه باستخدام أدوية الخط الثاني، بيد أن خيارات الخط الثاني من العلاج محدودة وتتطلب المعالجة الكيميائية الطويلة (قد يستمر العلاج سنتين) بأدوية مكلفة وسامة، وفي بعض الأحيان، قد تنشأ مقاومة أشد للأدوية.

وعلى صعيد العالم، لا ينجح حالياً علاج إلا 54% من المرضى المصابين بالسل المقاوم للأدوية المتعددة و30% من المرضى المصابين بالسل الشديد المقاومة للأدوية.

وتمثل "استراتيجية دحر السل" التي اعتمدتها منظمة الصحة العالمية في مايو 2014، مخططاً لجميع البلدان للقضاء على وباء السل بالحد من الوفيات الناجمة عن السل وخفض معدلات الإصابة به والتخلص من التكاليف الكارثية الناتجة عنه، وتحدد الاستراتيجية الغايات العالمية المتعلقة بالأثر والمتمثلة في خفض معدل الوفيات الناجمة عن السل بنسبة 90%، وخفض عدد الحالات الجديدة بنسبة 80% في الفترة بين عامي 2015 و2030.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان