إعلان

مشاهير ونجوم ونشطاء وسياسيون.. متورطون في فضيحة شراء اللايكات والمتابعين

11:44 ص الإثنين 29 يناير 2018

كتب – محرر مصراوي:

أثار التحقيق الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" حول الحسابات المزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي، جدلا عالميا واسعا، دفع السلطات الأمريكية إلى الإعلان عن عزمها التحقيق في الأمر، خاصة أن القضية لفتت الأنظار إلى عشرات الشركات التي تويف الحسابات، وتبيع المتابعين للمشاهير، و"المؤثرين".

وركز تحقيق الصحيفة الأمريكية على شركة واحدة تعمل في مجال بيع المتابعين، شارحا كيف تزيف الحسابات وتعاد التغريدات، ومشاركة منشورات وتزييف الإعجاب والمشاهدات، غير أن هناك شركات أخرى مماثلة يمكن الوصول إليها بالبحث في "جوجل".

وتضمن التحقيق الاطلاع على حسابات شركة "ديفومي" المتخصصة في بيع المتابعين على موقع "تويتر"، وإجراء مقابلات مع متخصصين ومعنيين، خلص التقرير إلى أن مئات ملايين الانطباعات على "السوشيال ميديا" مزيفة.

ونقلت شبكة سكاي نيوز عن المدعي العام لنيويورك، إن ما تقوم به تلك الشركات من تزييف حسابات بأسماء أصحاب حسابات حقيقية يعد "انتحال شخصية" يعاقب عليه القانون.

لكن التحقيقات القانونية قد لا تصل إلى الأثر الأوسع لعمليات سوق النصب على مواقع السوشيال ميديا، في الوقت الذي تواجه شركات كبرى مثل "جوجل" و"فيسبوك" و"تويتر" انتقادات لتغاضيها عن انتشار الأخبار الكاذبة التي تسهم الحسابات الآلية المزيفة في اتساع نطاق انتشارها.

واهتم تحقيق "نيويورك تايمز" بجزء بسيط من سوق النصب والتزييف، وبالتحديد بـ3.5 مليون حساب مزيف بيعت لأكثر من مشتر، ليصل العدد إلى 200 مليون متابع، على موقع "تويتر" وحده.

وكشفت سجلات شركة "ديفومي" أن المشترين من كافة الاتجاهات والمهن، فمنهم سياسيون ومشاهير فن ورياضة، وحتى عدد من المحللين والخبراء الذين يظهرون على التليفزيونات، وأيضا "نشطاء" يروجون لقضايا تكتسب زخما بملايين الحسابات المزيفة.

وكشف التحقيق أن مؤيدي الرئيس دونالد ترامب ومعارضيه على السواء زبائن عند شركات بيع المتابعين المزيفين.

المثير أن أغلب من يسمون "المؤثرون" Influentials على مواقع السوشيال ميديا، يشترون متابعين مزيفين بالملايين.

ويحصل هؤلاء على ثروات هائلة من شركات الدعاية والعلاقات العامة التي تستخدمهم لترويج منتجات وحملات، وتدفع لهم على كل تغريدة على "تويتر".

ومقابل بضع سنتات يدفعها هؤلاء "المؤثرون" مقابل آلاف المتابعين المزيفين والحسابات الآلية التي تعيد تغريد ما يبثون على صفحاتهم، يحصل هؤلاء على آلاف الدولارات من حملات الترويج.

وعلى سبيل المثال، يحصل المؤثر الذي لديه 100 ألف متابع على تويتر على ألفي دولار مقابل تغريدة ترويجية، ومن لديه مليون متابع يحصل على 20 ألف دولار مقابل تغريدة ترويجية.

ونشرت صحيفة "صن" البريطانية مؤخرا قصة الأختين آرابيلا وجادين داهو (وهما مؤثرتان غير مشهورتين عمرهما أقل من 15 سنة)، تكسبان ما لايقل عن 100 ألف دولار سنويا من العمل مع شركات كبرى مثل "أمازون" و"ديزني" و"ناينتندو" وغيرها بنشر تغريدات عن منتجاتها.

وكشف تقرير "نيويورك تايمز" أن حسابيهما على تويتر اشتريا مئات آلاف المتابعين من شركات بيع الحسابات المزيفة، لكن عن طريق والدهما وأشخاص يعملون مع الأختين.

وحسب تحقيق الصحيفة الأمريكية، تعترف شركات التكنولوجيا بأن قدرتها على مواجهة الحسابات المزيفة ومجموعات الحسابات الآلية محدودة.

لكن الواقع أن الكل مستفيد، فموقع "تويتر" على سبيل المثال، لا يتطلب أي تدقيق في إنشاء حساب عليه.

وكما يستفيد المؤثرون والمشاهير من زيادة عدد المتابعين وإعادة نشر تغريداتهم، يستفيد "تويتر" كذلك من زيادة عدد الحسابات عليه.

وبما أن "تويتر" و"فيسبوك" و"جوجل" شركات مسجلة بالبورصة الآن، فإن قيمتها تعتمد على عدد المتابعين، حتى لو كان ثلثهم غير حقيقي كما أعلن "فيسبوك" مؤخرا.

ويقول "تويتر" إن نحو 15% من المستخدمين الناشطين وعددهم 48 مليون مستخدم "حسابات مزيفة"، لكن بعض الخبراء يقولون إن النسبة أكبر بكثير من ذلك.

ولأن أصحاب الأعمال الآن باتوا يهتمون بنشاط الموظف المتقدم للحصول على عمل على وسائل التواصل الاجتماعي، كعامل مهم في توظيفه وتحديد أجره، يسعى كثيرون لزيادة عدد متابعيهم - خاصة على "تويتر" - بشراء المتابعين وإعادة التغريد الآلي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان