أُسرة تتخلى وأخرى تقلل الكميات.. شهر رمضان في ظروف استثنائية بسبب الأزمة الاقتصادية
كتب- محمود عبدالرحمن:
كعادته سنويا، اعتاد حامد سعد مرافقة زوجته قبل أيام على بدء شهر رمضان، لشراء احتياجات الشهر الكريم من السلع الأساسية وغيرها، لتكفي الشهر أو أغلب أيامه. هذا الأمر اختلف هذا العام، بعدما اضطر رب الأسرة لتقليل الكميات الأساسية، بجانب التخلي عن بعضها، نتيجة القفزة التي يصفها بـ"غير المسبوقة" للأسعار مع ثبات دخله الشهري.
"الأسعار في الأول كانت حلوة وكنا نعرف نشتري كل حاجة"، يستكمل حامد صاحب الـ41 عاما، الذي يعمل محاسبا في إحدى فروع سلاسل معارض بيع الأدوات الصحية الشهيرة، لكنه اضطر هذا العام للاكتفاء بشراء احتياجات تكفي الأيام الأولى من شهر رمضان، على عكس ما اعتاد عليه، يقول: "الحاجات اللي كنا نجيبها بألف جنيه بقت بأكثر من الضعف"، في ظل انخفاض القيمة الشرائية لراتبه الشهري الذي لا يتخطى الـ4 آلاف جنيه، وينفق منه على أسرته "زوجته وأطفاله الثلاثة"، بجانب تحمله مصاريف والدته المسنة التي تحتاج علاج للسكر يكلف 350 جنيها في الشهر: "كل حاجة سعرها ارتفع والمرتب بقى يدوب يكفي الشهر".
"من أول رجب بحوش فلوس لحاجات شهر رمضان"، تقول إلهام محمد، والتي وجدت نفسها كغيرها من مئات الأمهات مجبرة هذا العام على مضاعفة هذا المبلغ لشراء الاحتياجات التي اعتادت القيام بشرائها، وتساعدها في تقليل عدد مرات الذهاب إلى السوق أثناء الصيام، تقول: "كنت الأول بـ 2000 جنيه أجيب أغلب حاجة البيت"، من زيت وسكر وأرز وغيرهم من السلع الأساسية التي يكثر استخدامها في رمضان، بسبب عمل الحلويات، وبخلاف شراءها كميات من اللحوم والدواجن.
"دلوقتي أقل كيلو لحمة بـ 180 جنيه وكمان مش موجود"، تستكمل إلهام التي تعمل موظفة في شركة المياه، تصف الأم التي تعول طفلين عقب وفاة زوجها حجم المعاناة والمشقة في الحصول على بعض احتياجاتها من معرض أهلا رمضان بمنطقة فيصل التي تقيم بها: "الأسعار رخيصة في المعرض بس الدنيا زحمة جدا"، بجانب تحديد عدد معين من السلع: "كل واحد اثنين كيلو رز وزيهم سكر وزجاجة زيت"، ولا تكفي هذه الكميات لسد احتياجاتها طوال الشهر، لذا هي مجبرة بشراء ضعف هذه الكميات ولكن بالأسعار الحرة: "في المعرض السلع بسعر وبره بسعر تاني"، تقول الأم.
"رمضان السنة دي صعب جدا مش عارف أجيب حاجة بسبب الأسعار"، يقول أحمد رضا، الذي قام بجولة في أحد الأسواق المخصصة لبيع ياميش رمضان بمنطقة شبرا، والتي انتهت بعدم شرائه أي من الأنواع التي اعتاد على شرائها بسبب الارتفاع الكبير للأسعار في مختلف الأصناف.
"محتاج جمعية عشان أشتري كام كيلو بلح وزبيب"، يستكمل صاحب الـ 58 عاما والذي يعمل مدرس بوزارة التربية والتعليم، الذي يرجع ارتفاع الأسعار إلى استغلال بعض التجار لتحقيق مكاسب إضافية: "عارف في ارتفاع في الأسعار بس مش للدرجة دي"، مطالبا الحكومة بتشديد الرقابة على الأسواق لتخفيف على المواطنين: "اللي مش معه فلوس يعمل إيه؟".
فيديو قد يعجبك: