إعلان

مقتل الطالبة سلمى| غضب في السوشيال ميديا والتغطية الإعلامية السبب (تقرير)

08:04 م الخميس 11 أغسطس 2022

إسلام المتهم بقتل الطالبة سلمى

كتبت-هبة خميس:

على غرار جريمة قتل الطالبة "نيرة أشرف" ففي يوم الاثنين الماضي قُتلت الطالبة سلمى بمحافظة الشرقية بعد عدد من الطعنات حيث تتبعها زميلها في مكان تدريبها في صحيفة محلية ليقتلها بدافع الانتقام من رفضها له.

انتشرت على السوشيال ميديا المنشورات الغاضبة التي تطال الإعلام كسبب في انتشار تلك النوعية من الجرائم بسبب التغطية الصحفية لحادثة قتل "نيرة أشرف" لينقسم الناس حول شكل التغطية المناسب لذلك النوع من القضايا وهل يجب معاملتها مثل حوادث الانتحار التي يشجع نشرها على القيام بنفس الفعل؟.

تجيب الدكتورة بكلية الإعلام "سهير عثمان" على هذا السؤال حيث تحمل الإعلام مسؤولية تغطيته غير المهنية فقط، فطبيعة القضية نفسها مختلفة؛ هناك قاتل يقتل على مرأى ومسمع الناس وشخص صور مقطعا له وصور انتشرت بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي "أول مرة نشوف قضية وتفاصيلها كدة عالهوا، والغلطة اللي وقع فيها الإعلام هو تبادل الأخبار والصور من السوشيال ميديا للمواقع لدرجة إن الناس كانت تنشر الأخبار دون تحري الدقة".

ترى عثمان أن أزمة الإعلام كانت في عدم تحري الدقة واقتحام خصوصية الأشخاص حيث نشرت بعض الوسائل صورا فيها تفاصيل الحياة الشخصية للضحية، حيث تضيف "الصحفي مالوش حق ينقل تفاصيل شخصية، واللي حصل ساعة نيرة مع الاطلاع على التفاصيل الشخصية ده فتح مساحة للتعاطف مع القاتل ودي كانت الأزمة".

تتابع "عثمان" التغطية الصحفية لتلك القضايا وتتفاجأ بإهمال الدقة والتخلي عن مصادر المعلومة الصحيحة، فتداولت المواقع أخبارا عن وجوب الدية للقاتل في حادث "نيرة أشرف" بالرغم من أن ذلك غير قانوني ووجب الاعتماد على مصدر موثوق به.

عقب حادث طالبة الزقازيق قرأت "عثمان" الخبر على إحدى المواقع الشهيرة، حيث نشر صورة للضحية وهي مقتولة نقلا عن حساب القاتل، ترى "عثمان" أن السبب في التخلي عن المهنية هو الحديث حول "الريتش" أو الوصول لأكبر عدد من المتابعين دون العودة لأخلاقيات المهنة.

لكن في المقابل، لا تحمل "عثمان" الإعلام أزمة تكرار الجريمة، فقاتل "سلمى"-من وجهة نظرها- كان سيقتلها حتى لو لم يكن هناك حادث "نيرة أشرف".

وعن الشق النفسي لتلك الحوادث يرى الدكتور "جمال فرويز"، أستاذ علم النفس، أن الإعلام له دور سيء فيما حدث؛ فتسليط الضوء على تلك الأنواع من الجرائم لحصد اللايك والتعليقات يجعل القاتل "ترند" فيكون القتل وسيلة لنيل الترند.

ويوضح الطبيب النفسي: "لما أشوف موقع بيشير كلام على لسان أشخاص عايزين يحصدوا تفاعل على منشوراتهم فيبرروا للقاتل والناس تقرأ وتصدق وتتعاطف مع القاتل يبقى هنا فيه مشكلة".

اتفق دكتور فرويز مع الدكتورة بكلية الإعلام أن واجب الإعلام هو نشر التأييد العام لعقاب المتهم والحديث عن عقوبته وهي الإعدام كما ينص القانون، لكنه يرى أن الإعلام الذي تحدث عن الدفاع عن القتلى يحفز الكثير من ضعاف النفوس وأصحاب المشكلات الشبيهة بارتكاب الجرائم والتنصل منها مثلما يتابعون التعاطف مع المجرم، مستطردا "وعشان مش منطق إنه كل واحد يترفض يوصل الموضوع للدم".

يقول فرويز إن هناك ما يسمى الخلفية الذهنية التي تنشأ لدى الشخص حينما يقرأ الكثير من الأخبار العنيفة، ويدلل على ذلك بمشهد من فيلم "البحث عن فضيحة" حيث يفكر عادل إمام في حل يجمعه بحبيبته بينما يقرأ صديقه الجريدة أمامه ممتلئة بأخبار الخطف فيقرر خطف حبيبته "دة اسمه تنشيط للخلفية الذهنية، علشان كدة الإعلام مفوض يركز على العقاب وليس الفعل علشان ميحصلش اقتداء للقاتل في فعله العنيف".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان