إعلان

قدم دورًا بطوليًا في "أكتوبر" واستشهد ابنه.. وداعًا شيخ المجاهدين (بروفايل)

06:19 م الجمعة 24 يونيو 2022

رئيسة- شيخ المجاهدين الراحل حسن علي خلف

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

بطولات ملحمية حملها سِجل الشيخ حسن علي خلف، المُلقب بشيخ المجاهدين، قدّم دورًا لا يُنسى في حرب أكتوبر المجيدة، ظل على العهد مدافعًا عن بلاده، لا يخشى شيئًا حفاظًا على الأرض، يجابه العدو الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر، ويدعم الدولة في حربها الدائرة حاليًا ضد الإرهاب، ارتوت سيناء بدماء ابنه شهيدًا، احتسب وابتلع حُزنه "الشهادة شرف، ابني مش أحسن من زمايله اللي راحوا معاه". وفيما أخذ على مدار تلك السنوات يسطر تاريخًا من النضال، رحل عن عالمنا أمس الخميس، مُخلفًا وجعًا في قلوب مُحبيه.

ونعت القوات المسلحة في بيانها الشيخ الراحل، وقال المتحدث العسكري، في بيان صباح اليوم الجمعة، إن القيادة العامة للقوات المسلحة، تنعى الشيخ حسن على خلف شيخ المجاهدين في سيناء الذي وافته المنية أمس عن عمر يناهز 72 عامًا.

وذكر الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري المصري على فيسبوك أن "الفقيد كان له دوراً بطولياً في حرب أكتوبر المجيدة والذى سيظل خالداً في سجل التاريخ".

منذ جاء إلى الدنيا وتشرَّب الشيخ حسن حُب الوطن من والده وعه الشيخ خلف حسن الخلفات، اللذان سطروا بطولات في مواجهة العدو الإسرائيلي. يجري حُب سيناء في عروق ابن منطقة الجورة جنوب مدينة الشيخ زويد، وجادت عشيرته "الخلفات"، التي تُعد إحدى عشائر قبيلة السواركة بما تملك في سبيل الوطن.

عام 1967 انضم الشيخ حسن علي لصفوف المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، شكّل منظمة سيناء العربية للدفاع عن سيناء، لم يكتفِ عند ذلك بل جنّد مزيد من الفدائيين من شباب القبائل وضمهم لصفوف المقاومة.

برفقتهم استطاعوا ضرب مركز القيادة الإسرائيلية بالعريش، ومستعمرات الاحتلال الإسرائيلي فى مناطق الشيخ زويد، إضافة إلى تنفيذ عمليات نوعية سواء كان مترجلًا أو مستخدمًا الإبل في التنقل.

كل شيئ يهون في سبيل الحفاظ على الأرض، لأيام طويلة عاش المناضل السيناوي في مناطق قاحلة، يتنقل عبر الدروب الصحراوية لتنفيذ عمليات ضد أهداف عسكرية إسرائيلية، وكان له دور بارز في نقل الصواريخ والأسلحة والمدد من شرق القناة حتى عمق سيناء.

لمدة 40 شهرًا، وقع الشيخ الراحل أسيرًا في إيدي الإسرائيليين، حُكم عليه بالسجن 149 عامًا، لكنه خرج عقب حرب أكتوبر في تبادل أسرى، وفي عام 1947 حصل على نوط الامتياز من الدرجة الأولى من رئيس الجمهورية الأسبق أنور السادات، تقديرًا لجهوده الوطنية خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي بسيناء.

لم تكن مجهودات الشيخ حسن أمام العدو وحسب، لكنه وهب روحه لأجل مدينته الشيخ زويد، وصار قاضيًا عرفيًا للصلح بين العائلات وفقًا للأعراف والتقاليد البدوية منذ عام 1982، وتمكن من إنهاء خلافات بين عائلات سيناوية.

حين بدأت سلسلة الهجمات الإرهابية على شمال سيناء، كان في أول صفوف المواجهة، أيَّد الجيش المصري ودعا كافة القبائل للتكاتف مع القوات المسلحة للقضاء على الجماعات المتطرفة والإرهابية وحماية سيناء من وجودها.

برحيله خيَّم الحزن على أهالي شمال سيناء، تحولت منصات التواصل الاجتماعي لدفتر عزاء، يُرثي فيه المحبون شيخ المجاهدين، وفي جنازة مهيبة تقدّم لمثواه الأخير بقرية الجورة جنوب الشيخ زويد، ليواريه الثرى، لكن ما وهبه للوطن من ملاحم لن يُنسَ.

فيديو قد يعجبك: