بعد الخمسين.. شهيرة تبدأ فصلًا جديدًا من حياتها بمشروع عرائس
كتبت-رنا الجميعي:
هدأت الحياة بعد انتقال أبنائها إلى القاهرة، فتشت حولها لم تجد أحدًا بعد حياة صاخبة تملؤها بهجة الأبناء، لم ترتكن شهيرة فؤاد لذلك الهدوء القاتل، والتفتت نحو حبها للخياطة التي تمارسه منذ الطفولة وسط الجدة والأم والخالات، وعبر تلك الهواية نجحت في تأسيس مشروعها الخاص بالعرائس القماشية.
حينما سافر أبناء شهيرة إلى العمل في القاهرة شعرت بالخواء "وكنت بسأل نفسي أنا ليا لازمة ولا لا بعد العمر الطويل ده"، كان ذلك خلال أزمة فيروس كورونا عام 2020، وما تبعها من توقف العالم، قررت السيدة السكندرية شغل وقتها في متابعة ما تحبه من أعمال الكروشيه، وتحديدًا ما تقدمه إحدى الأكاديميات المتخصصة في التفصيل "كنت بحب العرايس القماش اللي بيعملوها، وحاولت أجرب وأعمل عروسة بس مطلعتش حلوة، وابني دفع تمن الكورس عشان يشجعني"، تقول شهيرة بصوت حنون وممتن.
تدربت شهيرة لمدة عام على كيفية صناعة عروس قماش "وبدل ما أضيع وقتي في الأخبار الغم عن الكورونا، كنت بستغل النت في حاجة مفيدة"، بعدها بدأت في تأسيس مشروعها الخاص، وكلما تحدثت شهيرة عن ابنيها التي تفتقدهما كثيرًا، تكلمت بحب شديد، فتقول عن دور ابنتها في مساعدتها "بنتي ساعدتني في عمل اللوجو واختارنا اسم pouppette، يعني العروسة الحلوة الصغيرة، وعلمتني كمان ازاي أستخدم الانستجرام"، وقامت شهيرة بتدشين صفحتها الخاصة على التطبيق.
على مدار عام توالت الطلبات على شهيرة، تصنع عرائس للفتيات والفتيان، ولا تقتصر الطلبات على العملاء صغار السن فقط "أنا مكنتش متخيلة إن رجالة في سن الأربعين يبقوا عايزين عرايس بشكلهم"، تقول ضاحكة. المختلف في مشروع شهيرة أنها تصنع عروس على شكل الشخص المراد "ويبعتولي صورهم الشخصية، وممكن يطلب إضافة جيتار أو عايز يمسك في ايده آيس كريم لو طفل، المهم تكون معبرة عن شخصيته"، وتفرح شهيرة كلما جاءها طلبًا غريبًا عليها "في كل مرة بتعلم حاجة جديدة".
ولدت شهيرة في ستينيات القرن الماضي، وقتها كان الطبيعي حياكة كل سيدة لملابسها يدويًا "وكل حاجة تخص البيت"، وتعلمت الصغيرة على يد جدتها أصول التطريز التي تعيش معها في البيت نفسه "ومكنش عندنا لعب، كنا بنعمل ألعابنا بنفسنا"، ولا تنس شهيرة أيام الصيف الذي تقضيه بصحبة والدتها وخالاتها المعلمات "كانوا لازم يروحوا المدرسة في الصيف، ويعلموا بعض الكروشيه والتريكو، وأنا في ديل ماما هتسيبني فين".
حب الحياكة لم يكن مجرد تسلية بالنسبة لشهيرة، بل حباها الله بتلك الموهبة التي استمرت معها رغم مرور السنوات، وكان علاجها في مواجهة ثقل الأيام وصمتها "بيجيني رسايل صوتية جميلة أوي من الأطفال، بتبسطني"، وبسببه وجدت السيدة السكندرية معنى للحياة "دلوقت أنا مشغولة، وفي نفس الوقت الولاد هيلاقوني في أي وقت يحتاجوني فيه، ومش هيكونوا قلقانين عليا".
فيديو قد يعجبك: