دراسة| مقاطع الفيديو تعاني من مشكلات أخلاقية وقانونية لا حصر لها
كشفت دراسة حديثة عن وجود علاقة بين منتج صحافة الفيديو ودرجة المصداقية لدى الجمهور، سواء كان المنتج مؤسسة إعلامية أو فرد، وهو ما يعني أن نسبة من الجمهور العربي تصدق وتتأثر بمقاطع الفيديو.
وتوضح الدراسة التي أعدها الدكتور سمير محمود، المتخصص في تكنولوجيا الصحافة والنشر الإلكتروني، أن متابعة صحافة الفيديو تختلف بحسب السن، فالفئة العمرية من (26 – 50) سنة هي الأكثر استخدامًا لهذا النوع مقارنة بمن تتراوح أعمارهم بين (18 -35) سنة.
كما أنها تختلف بحسب المؤهل التعليمي للجمهور، الذي يؤثر على مستوى تفاعلهم، فأصحاب المؤهلات الأعلى أكثر تفاعلًا من أصحاب المؤهلات المتوسطة ودون الجامعية.
وصحافة الفيديو - وفقًا لهذه الدراسة - "هي صحافة بث رقمي تقوم على إعداد تقارير ومقاطع مصورة قصيرة وسريعة، ينتجها فرد قد ينتمي لمؤسسة إعلامية أو مستقل أو هاوي، ويتم بثها على المواقع الإلكترونية للصحف والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي.
وخلصت الدراسة إلى أن الجمهور يعي دور وتأثير صحافة الفيديو كتوثيق الأحداث والوقائع، فمقاطع الفيديو هي أدلة إثبات للممارسات الخاطئة في المجتمع. ومن ناحية أخرى، يمكن استخدامها للشهرة والتربح أو التشهير والابتزاز واختراق خصوصية الأفراد والمجتمعات.
لذا كانت الدوافع الأولى لمتابعة الجمهور العربي لهذا النوع هي "اكتساب المعرفة والمعلومات"، وفقا للدراسة، مع الإشارة إلى أن أكثر ما يجذبهم هو العناوين.
على الجانب الأخر؛ فأبرز عوامل عدم استخدام الجمهور لصحافة الفيديو، أنها لا تخضع لرقابة أو محاسبة وقد تروج لأكاذيب، فضلا عن تحيزها وانتقائيتها في العرض بغرض الإثارة، وربما تنقل محتوى غير لائق ولا يحترم الخصوصية.
ذلك ما جعل نسبة كبيرة من الجمهور العربي (عينة البحث) يشكك في مصداقية مقاطع الفيديو ويرغب في التحقق منها رغم انتشارها الواسع.
وفي هذا الشأن أشارت الدراسة في مقدمتها إلى أن الثقة في مصداقية وسائل الإعلام قد تراجعت بحدة بعد تصاعد وتيرة انتشار الأخبار الكاذبة والمزيفة؛ المصطلح الذي انتشر منذ 2016 ليصف الأخبار المضللة والصور ومقاطع الفيديو المفبركة، واقترن بقوة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2016 التي أتت بالرئيس الأمريكي ترامب.
وتعتبر الدراسة أن جنسية المبحوثين "عنصر فارق ومؤثر" في أنماط التفاعل، حيث أن المصريين أعلى تفاعلا مقارنة بجمهور الجزائر والكويت والأردن.
وقد طبقت الدراسة على عينة قوامها 1302مبحوث ينتمون لثماني دول عربية هي: مصر، ليبيا الجزائر، الكويت، عُمان، السعودية، العراق، والأردن.
وتشير نتائجها أيضا إلى أن أكثر المنصات المستخدمة للمتابعة هي "يوتيوب" وتطبيق
"واتساب"، أما أقلها فهي المدونات سواء العامة أو الشخصية، على أن يتابع هذا المحتوى عبر الهاتف المحمول، ونادرًا عبر أجهزة الحاسب المكتبية.
ويرى الجمهور المتابع أن صحافة الفيديو تتأثر بأهداف منتجها ومروجها، ويمكن أن يكون لها تأثير على المجتمع وعلى صنع القرار، كما يمكن أن يتسع دورها كأداة للضغط والرقابة المجتمعية.
ومع ذلك فيحذر الجمهور (محل البحث)، من أن صحافة الفيديو قد تضر بالأمن القومي ولا يمكن الوثوق بها، خاصة تلك التي لا تهتم بمصالح الجمهور وغير الرسمية.
وفيما يخص مستقبل صحافة الفيديو؛ توقع الجمهور توسع انتشارها بدخول شركات متخصصة في إنتاجها، ما سيرفع جودتها، على أن يؤثر ذلك سلبًا على حجم متابعة التلفزيون ومعدلات قراءة الصحف. وذهب توقعهم أيضا إلى أن صحافة الفيديو ستعاني من تضييق قانوني وقيود تشريعية ومشكلات أخلاقية وقانونية لا حصر لها.
فيديو قد يعجبك: