من ميكانيكي لبائع أعلام.. نصف نهائى أفريقيا لمحمود: «رزق لعيالي»
كتابة وتصوير-عبدالله عويس:
في طفولته، كان محمود يوسف، يعمل في ورشة لصيانة السيارات. يحلم أن يمتلك واحدة ذات يوم، لكن السنوات مضت دون تحقيق حلمه، ومع كبر سنه بات الرجل عبئا على الورش، ولا تكفيه يوميته، فاتجه للعمل في مجال الطباعة وتركيب اللافتات، غير أنه ترك عمله خلال تلك الأيام، بحثا عن رزق في بيع أعلام مصر، خلال مباريات المنتخب في كأس الأمم الأفريقية.
كانت أول مرة يبيع فيها محمود الأعلام، في النسخة السابقة من بطولة كأس الأمم الأفريقية، والتي نظمتها مصر في عام ٢٠١٩، باع الرجل كثيرا من الأعلام آنذاك، غير أن مصر خرجت مبكرا من البطولة، ومع تلك النسخة قرر العودة لبيع الأعلام من جديد: «أنا ميكانيكي أصلا، بس مش هينفع أشتغل صبي وأنا داخل على الخمسين، فسبت الشغلانة في الورش لكن بصلح موتوسيكلات قدام بيتي».
يحكي محمود وهو يقف وبين يديه عدد كبير من أعلام مصر، يبيعها على مقربة من مقاهي ستعرض مباراة مصر والكاميرون، في دور النصف النهائي والمقامة خلال اليوم، في التاسعة مساء. مباراة لها أهميتها، بعدما خرج المنتخب المصري بهزيمة قاسية في النسخة الماضية من الكأس، وفشلوا في الحصول على اللقب بعد تحقيقه ٧ مرات آخرها في ٢٠١٠: «الموضوع أكبر من الكورة، لو المنتخب كسب، يبقى في فرصة تاني أبيع يوم النهائي، وده هيبقى رزق لي ولعيالي ولناس كتير تانيين».
اشترى الرجل ٩٠ علما، بأحجام مختلفة، سعر أصغرها ١٠ جنيهات، والوسط بـ٢٠ جنيها، والكبير بـ٤٠ جنيها: «وبيبقى مكسبي في الواحد ٥ جنيه مش أكتر، فربنا يرزق عيالي برزقهم» قالها الرجل الذي له ثلاث أولاد في مراحل تعليمية مختلفة، ويبحث لهم عن دخل جيد إضافي، إلى جانب عمله في الطباعة وتركيب اللافتات: «فيبقى جنيه على جنيه، ورزق على رزق».
ويشتري أطفال وكبار، من الرجل الأعلام التي معه، ويأمل أن تباع جميعها قبل موعد المباراة، لتكون هناك فرصة لبيع أعلام أخرى في المباراة المقبلة حال تأهل المنتخب المصري للمباراة النهائية: «ساعتها هبيع أكتر أكيد، كل ما بنوصل للنهائي نبيع بزيادة، فما بالك لما نوصل النهائي».
فيديو قد يعجبك: