14 فبراير.. المصريون يحتفلون بعيد الحب في ذكرى ميلاد «الوحش المخيف»
كتابة وتصوير- عبدالله عويس:
من بين 365 يوما في العام، اختار الضيف الثقيل أن تكون أولى محطاته بمصر، في الـ14 من فبراير، ليرتبط التاريخ الذي يحتفل فيه العالم بعيد الحب، بتسجيل أول مصاب بالوباء المستجد في مصر. مفارقة ليست بعيدة عن مجتمع يحتفل بعيد الحب مرتين في العام. جاء كورونا، فأخفى بجعبته اللمس، والقبل، والأحضان، وهي بعض مرادفات الحب. على أن ما أحدثه في الذكرى الأولى لزيارته، كان مختلفا عن الذكرى الثانية، والتي تحل اليوم.
14 فبراير 2020
كان العالم كله يتحدث عن الوباء المستجد، الذي يحصد الأرواح ويفتك بأجساد المرضى، متنقلا بين دولة وأخرى. منذ ديسمبر 2019، سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، بعدم تسجيل حالة واحدة على أرضها لمصاب بالفيروس، حتى جاء عيد الحب.
كان اليوم عاديا، متاجر بيع الورد تعمل بكل طاقتها، والهدايا موزعة في كل مكان، واللون الأحمر يطغى على كل شيء، والناس تحتفتل بعيد الحب، في يوم جمعة، حتى أعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية في بيان مشترك مع منظمة الصحة العالمية، اكتشاف أول حالة مصابة بفيروس كورونا، على أرض القاهرة لشخص أجنبي، ونقلت الحالة إلى مستشفى للعزل. على أن الاحتفالات استمرت، ولم يتغير أي شيء، ولم تكن مصر قد اتخذت أية إجراءات قبل ذلك التاريخ، مثلما فعلت بعد ذلك، في إغلاق بعض الأماكن، وفرض حظر تحرك مؤقت، وتعليق السفر.
14 فبراير 2021
كان قد مر على فيروس كورونا في مصر، عام كامل، تبدلت أشياء واختفلت أشياء، بات التقارب الجسدي ممنوعا، والكحول والكمامات ملاصقة للناس، فجاء الاحتفال بعيد الحب باهتا سخيفا. فالمستشفيات تكتظ بالمرضى، وحالات الوفاة والإصابات تتزايد يوما تلو آخر.
في هذا اليوم سجلت مصر 600 إصابة جديدة الفيروس، وتوفي بسببه 36 شخصا، ليكون إجمالي المصابين 134638 حالة، و9935 حالة وفاة. يوم يتذكره محمود علي، بائع الورد بالمهندسين، والذي لم يبع كثيرا خلال تلك الفترة من العام، والتي كانت في السابق مصدر رزق كبير له ولغيره من الباعة.
في تلك الفترة من العام، كانت مصر قد ألقت المقاهي والكافيهات وعدد آخر من الأماكن، قبل فتحها من جديد في خطة للتعايش مع الفيروس، وكان لكل ذلك تأثير كبير على عيد الحب، الذي كان في الذكرى الأولى لمرور عام على كورونا في مصر. ولم تكن اللقاحات قد بدأ تطعيم المواطنين بها بعد.
14 فبراير 2022
تعايش الناس مع فيروس كورونا، صار الحديث عنه بمزاح كما كان في سابق عهده، حين زار البلاد أول مرة. يصاب أحدهم به، فيقول إنها «نزلة برد من المروحة». على الرغم من ارتفاع غير مسبوق في أعداد الإصابات اليومية. لكن شيئا من الأمل بات أقرب للناس. اللقاحات متوفرة، وأماكن التطعيم منتشرة، وأعراض الإصابة أقل من ذي قبل بالنسبة للمطعمين.
في الليلة التي سبقت عيد الحب لهذا العام، كانت وزارة الصحة قد أعلنت عن الحالات الجديدة المصابة، بواقع 2131 حالة، ليصل إجمالي المصابين إلى 454952 حالة، و23 ألفا و349 حالة وفاة. وتحور الفيروس غير مرة، ليكون أوميكرون الأسرع انتشارا.
يقول محمد مصطفى وهو بائع ورد في شبرا، إن هذا العام مختلف في مبيعاته عن العام السابق، صارت هناك حركة تجارية أكبر، والناس يقبلون على شراء الورد. يعتبر الشاب الذي يبيع الورد منذ سنوات أن هذا الفعل ربما يكون تعويضا لما جرى في عيد الحب في العام الماضي: «لقد مل الناس وضجروا بسبب كورونا، لم يحتفل كثيرون العام الماضي، لكن هذا العام صار الوضع مختلفا».
فيديو قد يعجبك: