إعلان

دلال عبد العزيز وسمير غانم.. زواج لمُنتهى العمر

01:04 م الأحد 08 أغسطس 2021

دلال عبد العزيز وسمير غانم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

رُبما يسحرنا الحديث عن الحب، نظن أنه شيء عظيم لو حققناه لامتلكنا الجنة في قلوبنا، لكن الحب لا يحتاج إلى التعامل معه على أنه شيء مُقدّس وبرئ، بل إنه من عاديته يتلوّن بجميع الألوان طالما لمسه البشر، وعلى المُحبين أن يتعاملوا معه على أنه لا سحر في الحب، لا مجال للتقديس، حتى يستمرّ بهم لآخر العمر مثلما نجحت المُعادلة في زواج الفنانين دلال عبد العزيز وسمير غانم.

معروف عن زواج الفنانين أنه قصير المدى، لكن دلال وسمير نجحا في كسر تلك السلسلة، واستمرا زواجهما 37 عامًا، وتوجّا ذلك الزواج بابنتين هما دنيا وإيمي.

وقد وقعت دلال في حب سمير غانم منذ تعرفهما في مسرحية "أهلًا يا دكتور" عام 1980، صحيح أن سمير لم يعترف لها بحُبّه طيلة علاقتهما قبل الزواج التي امتدت لأربع سنوات، لكن أفعاله كانت تدل على إعجابه بها، فقد كان يصطحبها بسيارته من وإلى بيتها خلال عملهما بالمسرحية، كما أنه في أول عيد ميلاد لدلال بعد تعارفهما أهداها معطف أسود انبهرت به دلال كثيرًا، هي التي لم تعتاد بعد على الهدايا باهظة الثمن، فقد كانت فتاة بسيطة قادمة من مدينة الزقازيق، كما أنه في كل مرة يمرّ عليهما بائع الفل كان يبتاع لها الفل، وكأنها كانت حبيبته دونما أن يلفظ بذلك.

كان إصرار دلال على حُب سمير هو ما أمال قلب الفنان الكبير تجاهها، لم تخجل الفتاة البسيطة من حبها ولو للحظة، عرف الوسط الفني كله بحُبها له، وكانت تدور ورائه لتُبعد المعجبات من حوله، حتى أن سمير قال ضاحكًا في إحدى المقابلات إنه تزوجها ليتخلص من تلك المطاردة.

ولأن القدر هو ما يحكم مصير البشر فرغم أن سمير حاول بكل الطرق ألا يُعطي لدلال الأمل في حبهما، كما أنه حذرها من فارق السن بينهم الذي وصل لعشرين عامًا، لكن حدثت واقعة كانت فارقة لدى سمير، وهو وفاة أخيه سيد، حيث وقفت دلال بجواره طيلة الأزمة، ولم تتركه أبدًا، وقال عن ذلك "حسيت إني مقدرش أستغنى عنها"، ومع إصرارها على حُبه تزوجا عام 1984 لتأخذ القصة منحى آخر.

تحوّل سمير إلى زوج مُلتزم بعد الزواج، خاصة بعد إنجاب الابنة الأولى، وقتها أعطت دلال اسمًا لفتاتها البكرية وهو اسم دُنيا، كانت تقصد معناه المُركب في الاسم كاملًا، "دنيا سمير غانم"، أي العالم الجديد الذي تحوّل إليه سمير، وبالفعل حدث ذلك مع الوقت.

كان زواج دلال وسمير عاديًا، لم يكن فيه الأساطير التي دومًا ما نسمعها في قصص الحب، حتى أن سمير لم يكن زوجًا أسطوريًا، فتقول عنه دلال في إحدى المقابلًات "كان بيجيبلي فل قبل الجواز، وأول ما اتجوزنا وعدى علينا بياع الفل بصله وقاله خلاص اتجوزنا"، تحكي ذلك دلال وتكرره في عدة مقابلات ضاحكة، لم تكن امرأة حالمة أو مُتطلبة بل لم تحتاج لأكثر من زوج تحبه وتأمن العيش معه، وهو ما وفّره لها سمير "كنت بكبر دماغي وبحاول ميبقاش فيه مشاكل بينا"، بهذه الطريقة نجح الزوجان في الاستمرار.

وكعادة زواج المصريين فإن من يُنجح الزواج هو المرأة وليس الرجل، وهو ما اعترف به سمير أيضًا، فقد كانت دلال شخصية قوية تقوم على إدارته وإدارة البيت وابنتيها، كان ذلك جُلّ اهتمامها خلال سنوات طويلة، كما أنها كانت امرأة بسيطة غير مُتكلّفة، فيظهر الاثنان على الشاشات ضاحكين مُبتسمين، وكأن الزواج يسري هكذا بدون مشاكل.

رحل الرفيقان وقد أثبتا لنا أن الحُب يحتاج لأكثر من السحر، وأن الزواج يحتاج لأكثر من التغافل، أو رُبما يكمن السر في الجملة الضاحكة التي قالها سمير ذات مرة "اللي نجّح الجواز إني مكنتش عايز أتجوز".

فيديو قد يعجبك: