إعلان

أَوليب.. مشروع تخرج وثّق الحياة بشلاتين في 15 يومًا

12:07 م الخميس 12 أغسطس 2021

طلاب إعلام عين شمس في مدينة شلاتين


كتبت-إشراق أحمد:

الصدفة وحدها قادت جهاد محمد ورفاقها للاستقرار على فكرة مشروع تخرجهم؛ حينما قرأ أحدهم خبرًا عن مدينة شلاتين فلمعت الوجهة أمامه وأخبرهم "ليه مانعملش فيلم عن حلايب وشلاتين؟". وقُضي الأمر بفيلم وثائقي يفوز بجائزة الإبداع الأولى في قسم الإعلام بكلية أداب عين شمس.

لم تكن معرفة الطلاب عن المدينة الحدودية تتعدى كونها مكان صحراوي بدائي، فيما تلتفت المواد المصورة فقط لإشكالية انتماء أهالي حلايب وشلاتين لمصر أم السودان "محدش بيورينا المعالم اللي في المكان ولا حياة الناس هناك" كما تقول جهاد لمصراوي، لذلك تحدى 20 طالبًا الصعاب وعزموا على خوض التجرية "المشرفة كانت شايفة في الأول أن السفر مسألة صعبة وبعضنا كمان عشان أغلبنا بنات لكن في النهاية تحمسنا نعمل حاجة مختلفة ونتعب عشانها".

"أَوليب" الاسم الذي اختاره طلاب أداب عين شمس لفيلم الوثائقي "معناه حلايب وشلاتين باللغة البجاوية القديمة اللي يعرفها أهالي المكان". أرادوا كما تقول جهاد أن يمنحوا العمل المصور طابعًا خالصًا بسكان المدينة الحدودية، مع التأكيد على مصريتها في وقت تتعالى فيه الأصوات بين الحين والآخر أن شلاتين ليست على خريطة مصر.

1

في إجازة منتصف العام، كان اللقاء الأول الذي جمع الطلاب بأهالي شلاتين "سافرنا للمعاينة نشوف المكان على الطبيعة ونتعرف على الناس اللي ممكن نصور معاها". 4 أيام قضاها شباب جامعة عين شمس عادوا بعدها لنقل ما رأوا لبقية زملائهم. زاد حماس جهاد للذهاب، إذ لم ترافقهم في المرة الأولى، لكن لم تكن الرحلة سهلة وقت التنفيذ.
استغرق الأمر طويلاً حتى الحصول على تصاريح للتصوير في المكان، توجه الطلاب من خلال الجامعة إلى قرابة 4 جهات أمنية ورسمية من أجل السفر، وحينما جاءت الموافقات لم يكن أمامهم سوى نحو 15 يوم قبل الميعاد النهائي لتسليم المشروع.

سابق الطلاب الزمن وفي الوقت ذاته تحدوا مخاوفهم نحو إخراج أول عمل محترف لهم، إلا أن كل شيء ذاب مع وقع أقدامهم مرة ثانية في شلاتين. "كنت متخيلة أن المكان صحرا مفيش غير بيوت بسيطة والناس معتمدة على الرعي لكن لقيت عكس كده". كانت جهاد ضمن الطلاب الستة الذين قطعوا نحو 16 ساعة في السفر، وقضوا أسبوعًا في المدينة الحدودية للتصوير.

2

تنقل الطلاب بين النقاط المحددة والمختلفة للتصوير، وثقوا تفاصيل الحياة، والمشروعات التي تقام في المدينة، حضروا إحدى الأفراح، وجابت الكاميرات بين الصحراء والبحر الأحمر المطل عليه المدينة الحدودية، التقوا الأهالي، مَن يعملون بالرعي، والصيادين، محدودين التعليم وأصحاب الدرجات العلمية العليا، حتى النساء حرصوا أن يظهر حديثهم رغم صعوبة ذلك. "الناس كانت مرحبة أننا نتكلم معاهم وعن حياتهم"، ساعد وجود رفقاء من أهل المكان في كسر الجليد وتذليل العقبات التي واجهت الطلاب.
لا تنسى جهاد يوم التصوير في منطقة أبرق المعروفة في شلاتين "المكان جوه الصحراء وكنا بنصور الساعة 2 الضهر في شهر يونيو" ورغم اعتمادهم على سيارة مكيفة للتنقل طيلة فترة تواجدهم، إلا أن الوصول لأبرق تحديدًا لم يكن ليحدث إلا بعربة نصف نقل مفتوحة لتتحمل قسوة الرمال. تعرض البعض للتعب في الرحلة المصغرة لكن في النهاية انهوا ما أرادوا تصويره.

3

تفاجأت جهاد بمالمستوى المعرفي لبعض الأهالي وأنهم ليسوا كما كانت تظن في عزلة عما يجري حولهم "في ناس مثقفة ومطلعة ومتابعة التطور التكنولوجي". في شهر يوليو المنصرف عرض الطلاب مشروع تخرجهم بعد مضي أسبوع لإنهاء المونتاج، أثنى أعضاء لجنة التحكيم على عملهم الوليد، وفي الختام حصلوا على جائزة الإبداع ضمن 9 مشاريع تقدم بها طلاب شعبة التليفزيون في قسم الإعلام بكلية أداب عين شمس.

لم يكتف فريق عمل "أوليب" بتنفيذ مشروع التخرج، قرروا استكمال مسيرتهم مع إنتاجهم الأول، يحاولون التواصل مع القنوات التليفزيونية لعرض الفيلم، ووزارة السياحة، يرغب الطلاب حديثي التخرج في الترويج للمكان، يجدون أنها فرصة لجذب الأنظار للمدينة المصرية الحدودية ومعالمها التي تصلح لأن تكون قبلة سياحية كما تقول جهاد.

فيديو قد يعجبك: