"تراث المدينة القديمة".. حكايات الساحل الغربي للإسكندرية في مشروع "سواحلنا"
كتبت- هبة خميس:
في الثمانينات استقرت عائلة "رنا أمين" في منطقة العجمي بغرب الإسكندرية لتشهد الأسرة على الفترة الذهبية للمنطقة حينما كانت مصيفاً للأثرياء من كل المدن، في صغرها اعتادت "أمين" على تساؤلات البعض حول محل سكنها.
"في المدرسة كنت لما حد بيسألني ساكنة فين اقوله في العجمي يقولي دي مصيف برة اسكندرية وكنت بستغرب دة جداً لكن في نفس الوقت بحب المنطقة اللي انا عايشة فيها جداً"، في عامها النهائي في كلية الفنون الجميلة قررت "أمين" ان يكون مشروع تخرجها له علاقة بتلك المنطقة التي لا يعلم الكثيرون عنها وعن تاريخها سوى أنها كانت مصيفاً للأثرياء وأبناء الطبقات العليا إلى أن تحركت تلك الطبقة تجاه الساحل الشمالي.
تخصصت "أمين" في قسم التصميمات المطبوعة والجرافيك بسبب حبها الشديد للرسم الصحفي للجرائد والمجلات والمواقع الإلكترونية "في القسم معظم الناس بتعمل مشاريع التخرج حوالين أعمال أدبية مثلاً أو كتب لكن أنا لما بحثت ملقتش عن منطقة غرب اسكندرية إلا مقالات متفرقة ففكرت اعمل مجلة تتكلم عن الساحل الغربي للإسكندرية".
حينما استقرت "أمين" على شكل مشروعها والمنطقة التي تتكلم عنها كان التوسع هو الأفضل فبدلاً من أن تكون عن منطقة العجمي فقط تكون الجريدة حول الساحل الغربي للمدينة الذي يضم منطقة الدخيلة والمكس والقباري انتهاءً بالعجمي.
لكن الفكرة حينما عرضتها على الزملاء وأساتذة الجامعة لم تلاقِ الترحيب المناسب ظناً منهم بأنها منطقة فقيرة لا تحمل عناصر إبهار أو تاريخ طويل "الغريب إن الناس نفسهم اللي ساكنين في المناطق دي ميعرفوش حاجة عن تاريخها ولا تراثها، أنا قررت الموضوع يكون عن تاريخ الأماكن وتراثها وحتى نوعية الجاليات اللي كانت فيها وشكل الناس حالياً وأسلوب حياتهم".
عبر السوشيال ميديا بحثت "أمين" كثيراً حول ذكريات الناس من تلك المناطق ونتيجة بحثها أسفرت عن الكثير من اليونايين الذين عاشوا في تلك المنطقة وصور شخصية للكثير من العائلات، تمسكت "أمين" بفكرتها حتى النهاية حينما عرضت فكرة الجريدة المتخصصة "سواحلنا" في شكل تصميم ورقي كبير ليبدي الأساتذة إعجابهم بالشكل النهائي ويصل إليها الكثير من ردود الأفعال المشجعة، "أثناء شغلي والرسم عملت صفحة على انستجرام وقررت انها تكون المنصة اللي هحط عليها التصاميم والشغل وحالياً مستمرة في العمل عالفكرة بالرغم من إن المشروع نجح لكن طموحي إنها تكون جريدة تخدم فعلا المناطق دي وتعرف الناس عنها وعن علاماتها المشهورة" .
فيديو قد يعجبك: