وفاة جيهان السادات.. خزانة «أسرار أكتوبر الجديدة» تغلق برحيل «سيدة مصر الأولى»
كتب- عبدالله عويس:
"جيهان السادات تكشف أسرارا جديدة لحرب أكتوبر".. تحت هذا العنوان أو ما شابه له، تسابقت الصحف حينا ووسائل الإعلام المرئية حينا آخر، بنشر تفاصيل عادة ما تكون متكررة، في كل ذكرى لحرب أكتوبر، على لسان "السيدة الأولى" قرينة الرئيس الراحل أنور السادات، وبوفاتها اليوم، الجمعة، عن عمر يناهز 88 عاما، فإن ذلك العنوان صار جزءا من الماضي، ربما لن يكون حاضرا في أكتوبر القادم.
على عكس زوجات قادة مصر السابقين، كان لجيهان أدورا سياسية ومجتمعية، برزت فيها "كأول سيدة أولى" في مصر، ولعبت دورا في تشريعات كقانون تنظيم الأسرة، وقانون الأحوال الشخصية، ودعم الدور السياسي للمرأة.
وترأست الهلال الأحمر المصري وجمعية بنك الدم المصري، إبان حرب أكتوبر. ومارست أعمالا خيرية تلت تلك الحرب، تركزت على المصابين فيها، ودعم المعاقين والأيتام. وبالنسبة للأجيال اللاحقة، كان ظهورها على شاشات التلفاز أو حوارات الصحف، يثير بعض التندر على اعتبار أن سرا جديدا سيكشف حول حرب السادس من أكتوبر لعام 1973، في حين أن تلك الأسرار سبق وأن قيلت غير مرة.
وكان آخر ظهور إعلامي لها في الـ6 من أكتوبر الماضي، مع الإعلامية لميس الحديدي، بمناسبة الذكرى الـ47 للحرب، وتحت عنوان "السادات من النصر إلى المنصة".
في ذلك الحديث، قالت جيهان إنها توجهت لقصر الطاهرة، للإقامة مع زوجها إبان حرب أكتوبر، وبدى لها واثقا من النصر، رغم أن نكسة 67 ما تزال حاضرة في ذهنها وتسبب لها القلق: "قلت له إن شاء الله ربنا ينصرك، قاللي أنا واثق من ده وإن ربنا معايا وهينصرني". وكان المهندس جمال أنور السادات حاضرا ذلك اللقاء الإعلامي رفقة والدته وشقيقاته وتحدثوا أيضا عن كواليس الأسرة مع الأب، قائد النصر في ذلك الحرب، بالرغم من صغر سنيهما: "أول يوم في الحرب بالليل رحت للطاهرة، وبيت معاه أول يوم، كنت عايز أطمئن عليه، كنت مبسوط وطاير من الفرحة وعندي 18 سنة لكني مدرك اللي بيحصل" يحكي جمال.
جيهان، الحاصلة على ليسانس الآداب في جامعة القاهرة، وماجستير في الأدب المقارن، ثم الدكتوراة، عملت بهيئة التدريس في جامعة القاهرة، وأستاذ زائر في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومحاضرة في جامعة ولاية كارولينا الجنوبية، ولها مؤلفات، مثل "أثر النقد الانجليزي في النقاد الرومانسيين في مصربين الحربين" وهي رسالة بحثية، معنية بالأدب والشعر. لكن كتابها "سيدة من مصر" تناول كثيرا من تجاربها خلال العمل السياسي، وبعض تفاصيل حياتها مع الرئيس الراحل أنور السادات، كما كان الأمر نفسه في كتاب "أملي في السلام" الصادر عام 2009 عن دار الشروق، والذي كان بمثابة تحليل ورؤية للسلام والسياسة في الشرق الأوسط، وفق خبرات وأدوار لعبتها.
ولدت جيهان صفوت رؤوف في عام 1933، لأب مصري وأم بريطانية، وبعد ست سنوات من رحيل السادات، الذي اغتيل عام 1981، أجرت صحيفة واشنطن بوست حوارا معها، تحدثت فيه عن علاقتها بالسادات، قالت فيه إنها "قابلته لأول مرة في منزل ابن عمي في السويس، عام 1948م، وأحببنا بعضنا البعض، وتمت خطبتنا، وكان يأت لرؤيتي في منزلنا كل يوم، وأتذكر أنه عندما رأت صديقاتي صورته، قالوا لي إنه ليس جميلا (...) قلت لهم سأتزوجه لأنه لديه قيم ومبادئ، أشعر بأنه سيصبح شيئا كبيرا في المستقبل" وأنجبت جيهان من السادات 3 بنات، هن لبنى ونهى وجيهان، وابنا واحدا هو جمال.
وتوفيت اليوم، الجمعة، جيهان السادات، في أحد مستشفيات القاهرة، كانت تعالج فيه بعد رحلة طويلة من العلاج في الولايات المتحدة. ونعت الرئاسة المصرية جيهان السادات. وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، بسام راضي، إن "قرينة الرئيس الراحل محمد أنور السادات قدمت نموذجا للمرأة المصرية في مساندة زوجها في ظل أصعب الظروف وأدقها، حتى قاد البلاد لتحقيق النصر التاريخي في حرب أكتوبر الذي مثل علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث، وأعاد لها العزة والكرامة". وقرر الرئيس عبد الفتاح السيسي منحها وسام الكمال، مع إطلاق اسمها على محور الفردوس.
فيديو قد يعجبك: