إعلان

علي فرج.. ملك متوّج على عرش "الإسكواش" رغم التعثر (بروفايل)

11:49 م الخميس 01 يوليه 2021

علي فرج المصنف الأول عالميا بالاسكواش

كتب- محمد مهدي:

منذ سنوات عديدة كان عدد من أعضاء نادي هليوبوليس الرياضي يلتفون حول الملعب الزجاجي للاسكواش مشدوهين ناحية طفل لم يتعدى السادسة من عمره يبكي لأنه لا يرغب في ترك المكان، يتمنى اللعب لساعات أطول بجوار شقيقه الأكبر، تحاول أسرته إقناعه بمغادرة الملعب دون جدوى، لم يكن أحد يدرك حينذاك أنه سيصبح ذات يوم المصنف الأول عالميا في الاسكواش، وأن اسم "علي فرج" سيكتب في تاريخ اللعبة.

واحتفظ فرج بتربعه على القمة للشهر التاسع على التوالي، وفقا لما كشفه اتحاد محترفي الاسكواش عن التصنيف الجديد لشهر يوليو الجاري، ليبقى اللاعب الموهوب متصدرا مشهد الاسكواش منذ نجاحه في اقتناص المركز الأول نهاية العام الماضي عقب تتويجه بعدد من البطولات العالمية من بينها بطولة مصر الدولية.

ولم تكن النجاحات وليدة الصدفة، فقد عُرف عن فرج منذ صغره مدى ارتباطه بالمضرب والكرة الصغيرة، يذهب رفقة عائلته وشقيقه الأكبر إلى النادي لممارسة اللعبة كهواية قبل أن ينشغل بها وتصبح مصدر اهتمامه وشغفه الدائم، يحقق بطولات محلية عديدة ويشارك في المحافل الدولية، يُلقي الرعب في قلوب خصومه من شدة "حرفنته" وتلاعبه بالكرة بسلاسة ودقة غير أنه اختار في وقت مبكر أن يُنهي مسيرته بعد انتهاء مرحلة الناشئين ولا يستكملها في عالم الاحتراف.

كان على فرج الاختيار بين الاسكواش كحياة كاملة أو التركيز في دراسته واستكمال طريقه كمهندس حيث درس الهندسة الميكانيكية في جامعة هارفارد قبل أن يتخرج عام 2014، أراد الاكتفاء بما حققه من نجاحات كبيرة في بطولات الناشئين لكنه استمع في النهاية لنداهة الاسكوش، وقرر السير في طريق الاحتراف ليُظهر داخله موهبته الكبيرة ومدى براعته داخل الملعب الزجاجي خاصة في مبارياته أمام الكبار.

قوة المصنف الأول عالميا بالاسكواش تعود إلى قدراته في التعامل مع المنافسين بمستوى عالي، يدرسهم جيدا قبل المباراة، يكتشف مكمن خطورتهم ويقضي عليها في الأشواط الأولى وفي حالة عدم وجود التوفيق بجانبه لا يفقد تركيزه، يستعين بالصبر والهدوء، يتحكم في أعصابه، ثم يعود إلى المباريات في مفاجآت مدوية، يقول عن ذلك إنه يشاهد مباريات خصومه قبل المواجهة بساعات قليلة ويتخيل جميع المواقف الصعبة وكيف يتصرف خلالها بالطريقة الأمثل.

لا يؤمن فرج بأن هناك إمكانية للحفاظ على المستوى ذاته خلال كافة المباريات التي يلعبها طوال العام التي تصل لنحو 50 مباراة، لذلك يجب على اللاعبين الكبار التكيف مع جميع الظروف وتخطي جميع الصعوبات سواء كانت الإصابات الصغيرة أو الشعور بالإجهاد أو المشاكل الشخصية وهو ما دفعه لمصاف العمالقة في الاسكواش لسنوات طويلة واعتلاء القمة لشهور عديدة.

صال وجال اللاعب العشريني في الملاعب الزجاجية حول العالم، اختطف الفوز من أمام اللاعبين المخضرمين أمثال محمد الشوربجي وشقيقه مروان وطارق مؤمن والألماني سيمون برونزر الإنجليزي نيك ماثيو حيث اقتنص ألقاب كثيرة من أبرزها بطولة أمريكا المفتوحة للاسكواش، وبطولة العالم وبطولة مصر الدولية وبطولة السويد المفتوحة وبطولة قطر.

مر بتجارب صعبة خلال مسيرته لأن الوصول إلى القمة مفروش بالتحديات، من بينها خسارته في بطولة أمريكا عام 2015 في مباراة النهائي، كان يتمنى الفوز خاصة مع حضور عائلته خصيصا من القاهرة لمشاهدته، شعر وقتها بالإحباط الشديد، ابتلعته حفرة اليأس، كاد أن يختفي فيها "الفترة دي هزتني جامد" كما يقول في تصريحات إعلامية، لكنه انتفض سريعا ليعود إلى منصات التتويج "كسبت بعدها بطولة كبيرة رجعتلي ثقتي في نفسي".

تلك الفترة ليست الأفضل لفرج في الاسكواش، يغيب منذ شهور عن الملاعب للإصابة، لم يتمكن من المشاركة في بطولة الجونة الدولية، وعند عودته في بطولة الثمانية العظماء بمول العرب لم يتمكن من تخطي دور المجموعات، يحتاج إلى مزيد من الوقت لاستعادة لياقته كاملة لكنه قد مباريات قوية أمام لاعبين من الطراز الرفيع أمثال محمد الشوربجي واللاعب الصاعد بقوة مصطفى عسل، ليكتسب احترام الجميع فيما ينتظر عشاق الاسكواش خوضه غمار المنافسة بقوة الفترة القادمة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان