إعلان

فارس دسوقي.. الخروج من إصابة لعينة لتحقيق المجد في الاسكواش (حوار)

04:35 م السبت 19 يونيو 2021

اللاعب فارس دسوقي المصنف السابع عالميا بالاسكواش

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

فترة مظلمة عاشها اللاعب فارس دسوقي، المصنف السابع عالميا بالاسكواش، عند تعرضه لإصابة بالغة في عام 2017 حرمته من الملاعب لنحو 14 شهرا، ابتعد كثيرا عن لعبته المحُببة، بدت العودة صعبة وتراجع تصنيفه الدولي من المركز الثامن إلى الـ 400 لكنه لم يرغب في الاستسلام، انتفض ابن الاسكندرية، خاض رحلة علاج صعبة حتى استعاد وجوده مرة ثانية بالفوز في بطولات كبرى ومنافسة عظماء اللعبة على المراكز الأولى.

كانت تجربة قاسية يعتبرها والده محمد دسوقي نقطة تحول كبيرة في مسيرة الابن "وقت صعبة جدا، كان فيه شعور إن كل شيء بينهار" في عام 2017 وما قبلها قدم فارس مستويات كبيرة داخل الملاعب الزجاجية، صار لمضربه سطوة أمام المنافسين، لا تستعصي عليه الكرة كثيرا، يروضها كما يشاء حتى وصل إلى رقم 8 في التصنيف العالمي قبل أن يُصاب بتمزق في الرباط الصليبي "كان عنده أحلام كتيرة وكل دا أصبح مهدد في لحظة".

صورة 1

يُخلق الأبطال من رحم المعاناة، الموهبة فقط لا تكفي أحيانا، لذلك التزم فارس بمشوار الصبر حتى أخره "دورنا على أفضل مكان نعمل فيه العملية، وسافرنا ألمانيا عملها هناك" تتناقص أسهم البطل السكندري في عالم الاسكواش، البطولات المتلاحمة تُظهر نجوم جدد، تلوح علامات الإحباط في الأفق، تسكن الأسئلة المؤرقة في عقله "احتويناه احنا وأصحابه والمقربين لينا، كنا داعمين ليه لحد ما ربنا كرمه وعدى من الإصابة" يذكرها الأب مؤكدا على شعوره بالفخر تجاه الابن الذي تحمل الكثير في تلك المرحلة.

بعد أكثر من 400 يوما دون مباراة واحدة، وقف فارس داخل الملعب الزجاجي يتلمس خطاه من جديد في رياضة الاسكواش، لم تكن الرؤية واضحة غير أن ابن الاسكندرية صال وجال في المباريات التي خاضها، نشاط جم وقوة فائقة وتركيز عالي منحوه دفعة كبيرة إلى الأمام "وصل لاتنين نهائي، ونصف نهائي في بطولة تالتة " فاز اللاعب العشريني ببطولة Pittsburgh open 2020 champion ثم بطولة بلاك بول الدولية للاسكواش بعد تخطيه المصنف الأول عالميا علي فرج.



في مطلع عام 2021 أعلنت رابطة محترفي الاسكواش العالمية عن اختيار فارس دسوقي كأفضل لاعب بشهر ديسمبر من العام المنصرم، وبعدها بشهور قليلة كان الشاب الموهوب يخترق صفوف منافسيه في بطولة بلاك بول الدولية مرة ثانية حتى وصل إلى المباراة النهائية أمام زميله مروان الشوربجي ولكن لم يحالفه الحظ في حصد اللقب للمرة الثانية، وخلال تواجده ببطولة الجونة للاسكواش الدولية عبر عن امكانياته الواسعة بإقصائه لعدد كبير من اللاعبين الكبار قبل أن يخرج في مباراة نصف النهائي.

ولا ينظر فارس إلى الاسكواش معتبرا إياها مجرد لعبة لكنها بمثابة حياة كاملة، يمنحها وقته وتركيزه واجتهاده، يتدرب يوميا لنحو 4 ساعات في الصباح ثم يعاود اللعب مع زملائه بمنتصف اليوم وبجانبه أسرته التي لا تمل من متابعته منذ صغره "كنا بنراعيه وهو سنه 5 سنين ولسه بيلعب سباحة وجمباز لحد ما استقرينا على الاسكواش، موهبته كانت باينة فقررنا نبقى تملي مهتمين بيه وبتمارينه" يؤكد الأب أن صناعة بطل عالم أمر يحتاج إلى كثير من الرعاية.

صورة 2

"احنا البيت كله ماشي حسب فارس ومواعيده في التدريبات وكل حاجة، لأن الرياضة أهم حاجة وبتحمي أولادنا من أي شر، وطبعا بيبقى مصدر فخر لينا دايما" من أجل ذلك ينطلق الأب مع الأم خلف فارس في كل البطولات التي تقام على أرض مصر سواء بالقاهرة أو الجونة أو الأماكن المختلفة "وهو صغير كنا بنسافر معاه، لكن دلوقتي خليناه يتعود على نفسه وبنحضر البطولات اللي جوه مصر".

يقول البطل العالمي في تصريحات تلفزيونية سابقة "لما بكون محتاجهم يشجعوني ببص لهم عشان أخد روح" فيما يذكر الأب لمصراوي: "هو بيبصلنا عشان يطمن بينا، بنعمله إشارة شد حيلك، إنت أفضل وهتفوز" من يحضر مباريات فارس سيتأكد من ذلك، يجلس الوالد في الصفوف الأول، يصرخ أحيانا عندما يشعر بتذبذب مستوى الابن "يلا يا فارس" يحاول منحه دفعة معنوية للاستمرار "عشان يحس إننا في ضهره وبنشجعه، الحاجات دي بتديله دافع، وهو بيكون فرحان بكدا".

صورة 3

مازالت الرحلة طويلة ومستمرة، يطمح فارس أن تنتقل شعبية الاسكواش من إنجلترا التي أخرجت اللعبة إلى النور لتأتي إلى مصر لكونها تملك كبار اللاعبين فضلا عن وصوله إلى المركز الأول في التصنيف العالمي للاسكواش والحفاظ على الصدارة لأطول فترة ممكنة "دا حلمنا، يكون بطل العالم وهو عنده الموهبة وباذن الله ربنا هيكرمه".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان