"friends: the reunion".. كيف تأثر مصريون بحلقة لم الشمل في المسلسل الأمريكي؟

كتبت-هبة خميس:

بعد مرور أكثر من خمس وعشرون عامًا على عرض أولى حلقات مسلسل "friends"، حدث لم شمل الأصدقاء من جديد في حلقة حوارية بعنوان "friends the reunion"، شاهد العالم كله منذ أيام شاهد عودة الأصدقاء في نفس الديكور القديم للشقة؛ ليفتحوا الأبواب من جديد ويجتمعوا في حوار ممزوج بنوستالجيا لاستعادة تفاصيل المسلسل الذي أغرم به الملايين حول العالم كله و شكل وعي أجيال كاملة.

على عكس الكثير من متابعي المسلسل لم يشاهد "هيثم ماهر" المهندس الشاب المسلسل إلا منذ عام ونصف، ففي مارس 2020 وبسبب ظروف الحظر والبقاء في المنزل لفترات طويلة، لم يجد "هيثم" ما يفعله سوى الاجتماع في بيت أحد الأصدقاء ومشاهدة الأفلام سويًا "في البداية استغربت المسلسل لكن بعد شوية حبيته وانتقلت لمرحلة الهوس بيه".

بعد تلك المرة أكمل "هيثم" المسلسل للمرة الأولى في أسبوعين بعد عودته للعمل بمفرده، ليستطيع استيعاب تفاصيل العمل الذي أذهله ""بعد كدة كنا بنتقابل أنا وأصحابي ونشغله تاني ونضحك ونعلق عليه، ونتبادل الايفيهات منه، كنت حابب تفاصيلهم جدا وعلاقاتهم ومشاكلهم وأزماتهم العمرية لأني أنا كمان في نفس المرحلة العمرية دي علشان كدة حسيت بإنهم قريبين مني".

منذ شهر أعلنت منصة "HBO" عن عرض حلقة إعادة لم الشمل، وذلك العرض الذي تأخر طويلًا بسبب انتشار كوفيد 19، لكن بمجرد الإعلان عن الحلقة انتظرها محبي المسلسل ليتمكنوا من متابعة أبطالهم الذين صاحبوهم من المراهقة للشباب، فور سماعه عن الحلقة ظل "هيثم" يضع الخطط لمشاهدة الحلقة مع أصدقائه ليلتئم شملهم بعد عودة كل واحد لعمله، لكن تلك الخطط باءت بالفشل "للأسف كل واحد شافه لوحده بطريقة يناسب مواعيد شغله والضغوط اليومية اللي بيمر بيها، لكن مخططين نتجمع تاني قريب و نشوفها تاني سوا".

أحب "هيثم" كل تفاصيل الحلقة بداية من الحوار مع الأبطال واسترجاعهم الذكريات المتعلقة بالمسلسل، والمشاعر المختلطة التي كانت تنتابهم تجاه بعضهم طوال الوقت، لتظل الحلقة بالنسبة لـ"هيثم" مدهشة أضحكته وأبكته في نفس الوقت.

منذ أكثر من عشر سنوات بدأ "إيهاب هيكل" في متابعة المسلسل على التليفزيون، وبمجرد متابعة إحدى الحلقات انبهر به ليقرر متابعته بدقة على القنوات التي تذيعه في ذلك الوقت "كنت بتفرج عليه لوحدي و حبيته جدًا، بعد كدة بقيت أنزله من على النت، وأعيده أكتر من مرة أنا وأصحابي".

تعلق "هيكل" بالمسلسل و أبطاله تعلقًا كبيرًا؛ جعله لا يتذكر كم من المرات التي أعاد فيها متابعته هو وأصدقائه، فيتبادلوا طوال الوقت المقاطع والجمل المضحكة والتعليقات "بنضحك جدًا لما موبايل حد مننا يرن بنكون مش عارفين موبايل مين لإننا حاطين كلنا أغنية التتر نغمة لموبايلاتنا ".

في يوم إذاعة حلقة لم الشمل تجمع "هيكل" مع أصدقائه لمتابعة الحلقة ليسترجعوا سويًا مع الأبطال ما أضحكهم وأبكاهم، و لم يندهش "هيكل" من رؤية الأبطال بعد مرور الزمن على ملامحهم فهو يتابعهم منذ سنوات على السوشيال ميديا "المسلسل بالنسبة لنا حالة، ومازلنا بنتبادل الهدايا الخاصة بيه زي التيشيرتات اللي ليها علاقة بالمسلسل، مجات القهوة وأي حاجة لها علاقة بالمسلسل بنشتريها ".

منذ خمس سنوات انتقل "محمود راضي" إلى القاهرة وترك محافظته للعمل ليستقل بحياته وحيدًا، حينما سمع عن حلقة لم الشمل عاودته ذكريات الرفاق الذين تفرقوا "كنت منتظر الحلقة من وقت الإعلان عنه من سنة ولحد تأجيله، ولما نزل الإعلان كنت مخطط اني أسهر عليه مع أصحابي، لكن للأسف صعب التجمع، لكن سيبت الشغل و اتفرجت عالحلقة لوحدي"، بعد عرض الحلقة تبادل "راضي" التعليقات مع أصدقائه حولها وكيف تأثروا بها، شعروا أن شريط حياتهم يمشي أمامهم.

في المرحلة الثانوية شاهد الشاب الثلاثيني حلقات المسلسل فور عودته من السعودية لاستكمال دراسته في مصر، و تابعه وحده "أكتر حاجة حمستني أشوف المسلسل وقتها، ولحد دلوقتي هو إني طول الوقت كنت بحس إنهم قريبين مني، كأنهم أصدقائي مع مرور الوقت ومن كتر مشاهدة تفاصيلهم اليومية، وشدة شبه الأبطال بأصحابنا، ومجموعات الأصحاب وازاي بنقضي الوقت مع بعض".

عن طريق المسلسل كان يسترجع "راضي" تفاصيل الأصدقاء الذين انشغلوا وغابوا عن حياته والمسافات والعمل الذي أجبرهم على الابتعاد، البساطة المبهرة في المسلسل جذبته طوال الوقت وتفاصيل الحياة الكاملة بكل تفاصيلها من البحث عن الحب و الطموح "من كذا سنة كنت بلاقي نفسي شبه أحد الأبطال إما بكون في وضع معين زي بدايات تخبطي في مجال الترجمة، كأني بربط بين المسلسل و الواقع، وفي حلقة لم الشمل حسيت كأني بشوف صحابي بعد طول غياب"، فالبعد عن الأصدقاء مؤثر طوال الوقت على حياة راضي، وفور مشاهدته الحلقة تمنّى أن يجتمع مع أصدقاء فارقوه قبل ذلك، ليتبادلوا التعليقات حول المسلسل، ويضحكوا سويًا.