إعلان

بجانب الوظيفة الروتينية.. شباب يستثمرون أوقاتهم في هوايات فنية ورياضية

07:29 م الجمعة 21 مايو 2021

تعبيرية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-آية الله الجافي:

استجاب طالب كلية الطب البشري "مينا جرجس"، لطلب أصدقائه في إنشاء صفحة على موقع فيسبوك لترويج لوحاته الفنية، وبتلك الديباجة الطريفة بدأ مينا صفحته التي تحمل اسم مصطلح طبي "هرمون السعادة": "مستغرب الإسم أكيد.. تعالى معايا كدة، ده اسم هرمون السعادة.. الهرمون ده بمجرد انه يمشي في دمك بيقلبك 180 درجة بيخليك شخص مقبل على الحياة.. فرفوش.. ضحكتك تبقى على وشك طالعة من القلب راشقة في قلب اللي شافها وكما أثبتت الأبحاث العلمية اللي عملناها أنا وأصحابي الدكاترة أن علشان الدوبامين يوصل لدمك لازم تشرفنا في البيدج هنا".

المجال الطبي مجال إنساني في المقام الأول، كما قال مينا، فهو يحب دراسة الطب ويسعى لتطوير نفسه بشكل دائم: "أجمل شعور بحس بيه هو فرحة أهل المريض بشفاء شخص غالي عليهم".. أما عن موهبة الرسم فقد تعرف مينا عليها منذ كان صغيرا قبل دخول المدرسة "ماما هى اللي اكتشفت موهبتي وشجعتني جدا، و كان فخرها بيا وهي بتفرج العيلة على رسوماتي البسيطة بيخلينى عايز أرسم علطول".

1

لم ينس مينا قيامه بالرسم في حفلة "لايف" أمام الكثير من الناس، ليفاجأ بعد إنتهاء الحفل أن أحد الحاضرين تطلب منه رسم برواز كبير لها ولخطيبها، فرسم اللوحة وتلقى أول مبلغ مالي نظير رسوماته: "كنت مبسوط جدا وقتها، كأني بقيت غني ومعايا فلوس كتير".

فيما بعد قرر أن يدرس على يد الفنان "إبراهيم أسامة" في ورشة تعليم الرسم، لتحدث له طفرة بعد ذلك في لوحاته؛ وكان رسم البورتريه هو الأقرب لقلب مينا سواء بالقلم الرصاص أو الجاف أو من خلال الرسم بالفحم.

2الرسم لم يُعطل مينا عن دراسته؛ فرأى أن دخوله عالم الرسم والإبداع بشكل احترافي يمنحه طاقة وسعادة تكفيه لباقي اليوم "بحس براحة غير طبيعية من أول ما أفتح الأدوات وأمسك القلم وأسمع صوته على الورقة، كأن ايدي طايرة على نغمات بترن في دماغي محدش سامعها غيري.. فخور بنفسي كفنان ودكتور ومش هقدر استغنى عن حد فيهم".

3

شارك مينا غيره من الشباب الذي ترك المساحة لموهبته كي تعيش ويكون لها الأثر في الشعور بالسعادة وتحقيق الذات، بجانب التخفيف من ضغوطات الحياة.

بدأت رشا عبد الفتاح قصتها قائلة " بحب الشغل اليدوي من وأنا صغيرة وبالنسبالي وسيلة بخرج بيها الطاقة السلبية"، فلم تمنعها دراستها في كلية التجارة والعمل بعد التخرج كمسؤول موازنة وتكاليف في وزارة الإتصالات من ممارسة هوايتها في المشغولات اليدوية والعمل بمجال الهاند ميد بعد احترافه.

45

"لسة عايزة أتعلم فن التطريز والديكوباج"، عملت رشا في الكروشيه والتريكو وصناعة الإكسسوارات، كما عملت بفن التشكيل الحراري على الأكواب والسلاسل والميداليات ورسمت بالخيوط "string art"، وصنعت لوحات بالورق الملون ""Quilling والخشب ""arcit وكان لها تجارب في العمل بفن الصب لصناعة الميداليات والأكسسورات " resin"، حتى تبلور حلمها بإنشاء مشروع شامل لكل الأعمال اليدوية من خلال إتقان كل عمل منهم على حدة، والدمج بينهم كالدمج بين فن الريزن والصلصال الحراري، والكورشيه والأسترنج آرت.

التشكيل بالصلصال الحراري أكثر فن مميز لها لأنه يسمح بمساحة أكبر من الإبداع عن الفنون اليدوية الأخري: "بدأت اشتغل بشكل إحترافي بعد الدمج بين الكروشيه والتريكو في صنع مفرش سرير، ناس كتير اعجبت باللي عملته وبدأت بعدها أسوق منتجاتي على فيسبوك".وخلال فترة الحجر بسبب فيروس كورونا لم تتوقف رشا عن التطور في مجال عملها بالمحاسبة، إذ حصلت على ورش عمل عديدة لتصقل وظيفتها الأساسية كما تفعل مع الموهبة.

6وضع الشاب الثلاثيني مصطفى شعراوي موظف التشغيل في شركة أبو قير صورة والده الغواص أمام عينيه؛ فهو محب للرياضة منذ صغره ولكن لم تتح له الفرصة لتعلم السباحة إلا في الكبر "قررت أتعلم أساسيات السباحة في أواخر العشرينات ولما المدرب شفني مميز بعد فترة من التدريب أقترح عليا أشترك في الاتحاد المصري للغوص والإنقاذ".

شارك الشاب في أول بطول بعمر الـ29 عاما.وعمل بعدما أتقن السباحة مدرب في أكاديمية "سيستا" للسباحة، ونجح في تعليم عدد من الأطفال والكبار بالأكاديمية.

كان انضمام شعراوي إلى مجموعة توعوية تحمل اسم "Alexandria free riders club" تُعلم الناس كيف يحققون الأمان خلال ركوبهم للدرجات البخارية، بداية اهتمامه وعشقه للتصوير"كنت بسبق بالموتوسكل أصور وأعمل أيديت بسرعة علشان أنزل الصور على الجروب وأفرح الناس".

7تعلم أساسيات التصوير أونلاين بعد شراء كاميرا ذات جودة عالية، وكان دائما ما يُدرب نفسه بتصوير الوجوه والمناظر الطبيعية، حتى قرر تصوير مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط عام 2016 وعرض الصور على فيسبوك، والتي أتاحت له الفرصة بتوسيع علاقاته في مجال التصوير: "بعد تصوير المهرجان الناس بدأت تعرفني فعملت صفحة خاصة بالتصوير.. بعتبر شغلي في الشركة أولى لأن ده باب رزقي الأساسي وكنت بحرص أنظم وقتي بناء عليه بين شغلي كمدرب سباحة وبين شغل التصوير".

89

نادي عدسة لتعليم التصوير في الإسكندرية هو المكان الذي جعل شعراوي يمتهن التصوير بإحترافية: "الناس كانت بتنقدني دايما نقد بناء في نادي عدسة، وده كان بيجبرني على التطور". وكانت أول مسابقة يشترك فيها هي مسابقة صالون النيل للتصوير الضوئي والتي فاز بها من لجنة التحكيم، وبعدها شارك في في 4 معارض للتصوير منهم 2 دولي، وتوالت التكريمات عليه حتى اشترك في مسابقة الاتحاد الأوروبي للتصوير عام 2017 وفاز بالمركز الرابع ضمن أفضل 12 مصور على مستوى مصر.

10

تنشط الأجساد عندما يمر طيفها بالمكان.. وتُسمع أصوات الفرحة والتهليل الهامسة عند حضورها لتُلعن عن بدأ جولتها بالعالم من خلال رقصاتها.. تحدثت "هدى محمد" مدربة الزومبا في جمل مختصرة عن مجال عملها قائلة "أنا خريجة هندسة مدني قسم إنشاءات وبشتغل بشهادتي، اشتغلت مهندسة موقع وحاليا مهندس مكتب فني في أحد المولات". وسرعان ما أفسحت المجال للحديث عن عشقها للرقص وبصفة خاصة لرقص الزومبا "الزومبا برنامج للتخسيس. الأساس بتاعه حركات راقصة من أمريكا اللاتينية. بس بعدها تطور وشمل كل أنواع الرقصات من أنحاء العالم هندي وأفريقي ولاتيني وحتى كمان الرقص الشرقي".

11

لم تكن هدي مهووسة بالرقص الشرقي في صغرها، بل كانت تشعر بالانجذاب بشكل طاغي بالرقص الغربي كـ "الهيب هوب" و "البوب"، وكانت بداية حبها للرقص من خلال تقليد استعراضات فوازير "نيللي" وشريهان".

الرقص موهبة مرتبطة بالذكاء بالنسبة لها، موضحة أن أغلب من تميزوا في برنامج الزومبا حاصلون على شهادات عليا "الزومبا محتاجة مستوى عالي من التنسيق العصبي العضلي، الدماغ بتدي اوردر للهيكل العضلي علشان يتحرك مع الموسيقى ولازم اللي بيرقص يكون عنده أذن موسيقية".

وجدت مُدربة هدى فيها شوقا للتحدي والتطور، لذا فتحت لها باب ذلك التطور، وبعدها انتقلت هدي من مرحلة الهاوي للإحتراف وحصلت على شهادة معتمدة في رقص الزومبا منذ حوالي 5 سنوات.

12حب الزومبا جعلها لا تكتفي بتقليد الرقصات الأجنبية بل سعت لتأليف رقصات خاصة بها من خلال التعرف على أنماط متنوعة من الموسيقى حول العالم "الرتم البرازيلي لفت نظري وسرق أذني.. واللي ساعدني أكتشف ده اخويا لأنه عايش في البرازيل وكان ديما يبعتلي أغاني برازيلية إيقاعاتها مميزة وسريعة".

انجذبت أيضا للإيقاع الأفريقي ونظمت في بداية عام 2020 أول كورس "أفرو دانس" معتمد في مصر بمؤسسة "سامية علوبة "وساعدت على جلب مدرب كيني للتدريب حتى حصلت على لقب الوسيط التسويقي للإيقاع الافريقي بمصر. وفي فترة الكورونا لم تستطع هدى أن تنقطع عن ممارسة الزومبا، فنجحت في عمل حصص أونلاين مع مدربين من أمريكا وأفريقيا والدنمارك والأردن.

"الزومبا مش تضييع وقت ولا مجرد ترفيه بالنسبالي، هي وسيلة عرفت بيها ثقافات الشعوب من خلال رقصاتهم، كأني بسافر بلاد مختلفة وأعرف أبتكروا الرقص أزاي.. مثلا عرفت أن الأفرو دانس هي حركات جاية من الحيوانات في الغابات".. تحكي هدى.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان