"بكرة ييجي من مصر 100 مليون".. صرخة الفلسطينية التي أرهبت جنود الاحتلال
كتب- محمود على:
"بكرة ييجي من مصر 100 مليون مصري لو عطسوا على إسرائيل بيطيروها"... جملة أطلقتها سيدة فلسطينية في وجه جنود الاحتلال بحي الشيخ جراح، لتنقل الكاميرا انتفاضتها إلى مواقع التواصل الاجتماعي عابرة الحدود الافتراضية وتحشد ردود أفعال واسعة.
سهاد عبد اللطيف واحدة من 550 فردا "28 أسرة" تتعرض لمضايقات مستمرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين بغرض تهجيرهم وتحويل حي الشيخ جراح إلى مستوطنات يهودية، لتخوض سهاد وسكان الحي دفاعا مستمر بدأ منذ عقود تمسكا بمنازلهم.
"المصريين حبايبنا" تقول سهاد إنها لم تتوقع التفاعل مع صرختها في الشارع المصري من الفنانين وأهل الصعيد، ولكن كل الفلسطينيين سعداء بالتفاعل المصري مع القضية الفلسطينية والدفاع عن حي الشيخ جراح "إحنا بنقعد وإحنا جالسين نحكي أن المصريين 100 مليون والإسرائيليين 10 ملايين، ولا توجد مقارنة بين هذا العدو الغاشم والجدعان المصريين اللي اتعودنا على صلابتهم وعلى قدرتهم".
تعمل سهاد عبد اللطيف مستشارة إعلامية في فلسطين، ولكن الفيديو كان بمحض الصدفة "رد فعل أم تحمي بنتها، 12عاما، من اعتداء جنود جيش الاحتلال؛ فكانت المواجهة بالطريقة التي ظهرت في الفيديو حيث الصوت مقابل الرصاص ولكن "صوتي أرهبهم".
يرابط الشباب كل ليلة في خيمة بحديقة عائلة الكرد، على بعد ثوانٍ من منزل عائلة "سهاد" التي ولدت ونشأت فيه مع أسرتها، ضمن 28 أسرة فلسطينية لم تترك حي الشيخ جراح؛ حفاظا عليه ضد اعتداءات من جيش الاحتلال والمستوطنين.
"فيه خطة إحنا عاملينها اسمها الفزعة"... في كل مرة يتعرض "الشيخ جراح" لاعتداءات يتواصلون مع أحياء القدس "تعالولنا يا شباب" عن طريق الهواتف التي لا تفارقهم سواء بالمكالمات أو الكتابة على وسائل التواصل الاجتماعي، فيتوجه الشباب من مختلف أحياء القدس المحيطة بـ"الشيخ جراح" فورا، وهو ما حدث عند تصوير الفيديو.
"بلشوا الاعتداء بالضرب وصوبوا أسلحتهم في وجه الشباب وبينهم ابنتي" ففزعت سهاد إلى بيت عائلة الكرد وفي البداية لم تمتلك سوى مخاطبة جنود الاحتلال بما تعلمته في الإعلام بأن ما يفعلونه مخالف للقوانين الدولية، لكنهم لم يستجيبوا "ردوا عليّ بالضرب وقنابل الصوت وأحضروا الخيالة"، ولكن خوف "سهاد" وشعورها بالظلم الشديد كمواطنة مقدسية صاحبة حق "سلاحنا هو إيماننا بأن الأرض إلنا" هو ما جعل سهاد تفقد السيطرة على أعصابها "كنت مستعدة أتلقى الرصاص بدلا من الشباب".
تصادفت انتفاضة "سهاد" مع وجود مجموعة من الإعلاميين الذين توجهوا إليها بالكاميرات، لكن المفاجئ أكثر "أن جنود الاحتلال ومجموعة المستوطنين هادول صوتي أرهبهم وتراجعوا للخلف، بعدها ما بعرف شو صار"؛ فلم يكن أي شيء مرتبا.
قبل أيام اعتدى مستوطنون مسلحون على منزل عائلة سهاد عبد اللطيف، وكسروا زجاج المنزل، وحاولوا حرق السيارة، وأطلقوا الرصاص على شباب الحي، "بدأ الصراع مع جدي، وادعوا امتلاكهم الأرض المبني عليها المنزل".
ويتعرض أهل الحي باستمرار للتهديد بحرق المنازل "بيقولوا راح يخطفوا أطفالنا ويحرقوهم مثل محمد أبوخضير" الطفل فلسطيني من حي شعفاط بالقدس الذي خطف وعذب وأحرق وهو على قيد الحياة، ويطالبونهم بإخلاء المنازل قبل تحويلها لمقابر لهم.
وتعود أزمة حي الشيخ جراح إلى عام 1880 حينما لجأ إليه اليهودي يوسف بن رحماميم هاربا من الاضطهاد في أوروبا، وأتاح القانون العثماني حينها تأجير الأرض دون تملكها، لكن اعتبرته دولة الاحتلال نقطة رصد استراتيجية، وسعت للسيطرة عليها بعد نكسة 1967، لتبدأ أولى محاولات الاستيطان وتهجير بعض العائلات.
وفي عام 2008 جاءت مجموعة "شمعون إنترناشيونال" الاستيطانية لإقامة مستوطنة تفصل أحياء القدس العربية عن البلدة القديمة، وهجرت ثلاث عائلات تبعها عائلتين في عام 2009، وفي عام 2010 منحت المحكمة الإسرائيلية أرض الحي لمستوطنين يهود، وما زال المقدسيون يناضلون للحفاظ على حي الشيخ جراح "إذا سقط بتسقط القدس" كما تؤكد سهاد.
"مرابطون للحفاظ على الحي" الذي يعتبر مفتاح القدس، تقول إن اعتداءات محاولات جيش الاحتلال على الحي هي محاولات استيطانية بحتة، طبقا لمخطط ينفذ على مراحل منذ احتلال القدس، لإسقاطها حيا حيا "، وكل فترة يحاولون مصادرة جزء من ممتلكات الشعب الفلسطيني للسيطرة على القدس"، وتفريغ محيط المسجد الأقصى من الفلسطينيين.
تؤكد سهاد أن الجيل الحالي يدرك المخطط جيدا وبوعي كبير لم يكن موجودا وقت النكبة عام 48، وسيتصدى له رغم الترهيب والاعتداءات الوحشية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني حاليا.
حي الشيخ جراح هو قرية مقدسية في الجانب الشرقي للقدس، وقع في يد دولة الاحتلال عام 1967، وسمي نسبة للأمير حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراحي، طبيب صلاح الدين الأيوبي، وتعتزم إسرائيل بناء 200 وحدة سكنية لإسكان مستوطنين يهود فيه.
تقول سهاد عبد اللطيف إن "الكيان الصهيوني جبان" ينفذ مخططه خطوة خطوة انتظارا لرد الفعل، لكن يعرف الفلسطينيون أهمية العمق العربي للقضية الفلسطينية رغم محاولات الكيان الصهيوني لتفريغ هذا العمق وإثارة الفتنة، "فلسطين غالية على كل عربي موجود بالمنطقة وكل نقطة بالعالم ومتأكدين أن الهبة العربية راح تقوم وتحديدا الشعب المصري وكلنا ثقة بأن الشعب العربي يحمل نفس المشاعر تجاه المسجد الأقصى".
فيديو قد يعجبك: