نجا زوجها من حادث قطار سوهاج واُصيبت الأسرة في "طوخ".. عائلة "نهى" جمعتهم مستشفى بنها الجامعي
كتبت- دعاء الفولي وشروق غنيم:
تصوير- شروق غنيم:
لم تدرِ نهى محمد عليوة بما جرى؛ فجأة وجدت نفسها مُمددة على تروللي يجوب طُرقات مستشفى بنها الجامعي، شعرت بأنها أنفصلت عن العالم، ذراعها انخلع عن جسدها، بينما لا تقوى على الحركة. طنين من الأسئلة حاصر الشابة صحابة الـ28 عامًا عن مصير زوجها وابنائها الأربعة، تكاد لا تصدق المصادفة، فقبل شهر من الأن نجا زوجها من حادث قطار سوهاج، بينما أمس الأحد، أُصيبت الأسرة كلها في حادث قطار طوخ.
وكانت أعلنت الهيئة القومية لسكك حديد مصر، أمس الأحد، أنه أثناء مرور القطار المتجه من القاهرة إلى المنصورة، وفي تمام الساعة الثانية إلا خمس دقائق سقطت 4 عربات من القطار عند مدخل محطة سندنهور بمدينة طوخ بالقليوبية، فيما أعلنت الصحة عن وفاة 11 شخصا وإصابة نحو 100 آخرين.
ما جرى قبل شهر أطلقت عليه الشابة صاحبة الـ28 عامًا "معجزة"؛ حجز زوجها في القطار السريع القادم من أسوان إلى القاهرة، غير أن تغيير في خطط العمل أجّلت من تلك الإجازة فألغى الحجز "مصدقناش نفسنا إن ربنا نجده من المصيبة دي.. مكناش نعرف إننا كلنا هنبقى سوا في مصيبة تانية".
في السادس والعشرين من مارس الماضي؛ اصطدم قطار "157 مميز الأقصر- الإسكندرية"، بقطار "2011 مكيف أسوان – القاهرة"، بالقرب من قرية الصوامعة بسوهاج، مُخلفًا 18 حالة وفاة، ونحو 200 إصابة.
في الطابق السابع من مستشفى بنها الجامعي، استقرت نهى، بينما صغيرها مصطفى في الطابق الرابع بالعناية المُركزّة من المشفى نفسه، وزوجها بمستشفى الهلال الأحمر يتألم بسبب كسر في الحوض، أما نصيب أطفالها الثلاثة إصابات متفرقة في الوجه "وشهم أتخيّط وروحوا البيت".
على الجانب المُنقلب، كانت تجلس الأسرة المكونة من ستة أفراد. تحتضن نهى أطفالها "ملاك ومنة ومصطفى ومحمد"، لأول مرة يستقلون القطار ويذهبون في رحلة سويًا "جوزي كان رايح يخلص ورق في مصر تبع شغله فخدنا معاه.. أول وأخر مرة نركب القطر" تقولها الشابة العشرينية بينما غُرز الخياطة تُحيط وجهها من الجانب الأيسر.
تجلس والدة نهى بجوارها، تحاول منحها بعض العصير والطعام إلا أنها لا تستطيع الحركة بعدما أصيبت بكسر في القدم اليسرى، وتورّم شديد في القدم اليمنى، إصابات في الوجه، وانخلاع ذراعها الأيسر، بصوت حاني تسألها من وقت لأخر حاجة وجعاكي لسة؟ قبل أن تُجيب الأم الشابة "حاسة بوجع في صدري بس الدكاترة عملوا أشعة وقالوا مفيش حاجة".
تتوجّع الشابة العشرينية في صمت، تضغط عليها ألام الجسد دُفعة واحدة، بينما تتزاحم ذكريات اليوم الموحش بداخل رأسها، لا تستطيع طرد قلقها على زوجها البعيد عنها، تُنازعها رغبتها في رؤية صغيرها المستقر داخل العناية المركزة بنفس المشفى، تصمت قبل أن تتأمل الحال وتحمد الله على مصابه "على الأقل طلعنا أحياء مع بعض".
فيديو قد يعجبك: