ليلة لا تُنسى.. "حسونة" يروي كواليس الغناء أمام الرئيس خلال زيارة النوبة (صور)

كتب- محمد مهدي:

على مدار أكثر من 30 عاما كان صوت الفنان النوبي حسونة ملاك حاضرا أمام ضيوف قرية غرب سهيل بأسوان من جميع الجنسيات التي تتوافد على المنطقة السياحية الشهيرة، يشدو الرجل الخمسيني ليُطرب الجميع، قضى أياما عديدة مميزة في مسيرته لكنه يرى أن الغناء أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال زيارته للمنطقة حدث لن ينساه أبدا كما يؤكد في حواره مع مصراوي.

في غرب سهيل النوبية اعتاد الأهالي على سماع أفضل الأغاني النوبية والعربية بصوت حسونة، يأتي الرجل يوميا من قريته القريبة من المكان والتي تسمى كارور لينشر السعادة على السائحين الأجانب والمصريين "بحب أغني عن النوبة وأشهر الأسماء في عالم الغناء، زي سيد مكاوي وسيد درويش والسيدة شادية" في شتى الفنادق الصغيرة المطلة على النيل يتواجد الرجل ممسكا بالعود يمنح الحضور ساعات من المتعة الخالصة.

وقبل أيام من الزيارة الهامة لقرية غرب سهيل، تلقى حسونة العديد من الاتصالات لتجهيز فرقته للغناء أمام السيسي "مصدقتش، افتكرت حد بيهزر، بعدها كلموني وقالولي الموضوع بجد، وجهز الأغاني والناس اللي هتكون معاك" دق قلبه بقوة، شعر بالقلق نظرا لقيمة الحدث الاستثنائي "حضرت نفسي مع الفرقة، وفي يوم الزيارة كنا موجودين في منطقة استقبال الريس" جلس في المكان المخصص له وبجانبه "حسام حسن ومعاه الطبلة وبسام عبدالعال اللي بيلعب على الدُف".

جاء الرئيس ليجلس مع عدد من كبار وشباب القرية من بينهم حسونة، أنصت إلى أحاديثهم قبل أن يأتي الدور على حسونة "رحبت بيه وبضيوفنا من المسؤولين، وبدأت أغني" اختار الرجل العاشق للموسيقى مقطوعة من التراث النوبي "بتتكلم عن علاقتنا بالنيل ومدى حبنا للقعدة قدامه وقيمته عندنا" ثم أراد الاستعانة بأحد أهم الفنانين في النوبة "غنيت كمان يا مراكبي للفنان الكبير أحمد منيب" تملكه شعور طيب لم يمر عليه من قبل، كأنه طائر يُحلق في سماء الطرب.

لم يتوقف نظرا لتشجيع الحضور وعلى رأسهم الرئيس له "كملنا وغنينا يا حبيبتي يا مصر، ثم لعبت موسيقى على العود" امتدت الجلسة لنحو ساعة ما بين الحديث والغناء والموسيقى" بينما يستعيد عقل حسونة المسار الذي دفعه لتلك اللحظة "من بداتي مع المزيكا، لما قررت أتعلم عود وأنا عندي 18 سنة" عندما قام بصنع عود من الخشب لكونه لا يملك حق شرائه "في الوقت دا كان صعب اطلب من أهلي فلوس عشان حاجة زي كدا".

مرت السنوات سريعا، صار الفتى المُحب للموسيقى أحد أشهر الأسماء في دنيا الغناء بالنوبة، يطلبه الجميع في المناسبات المختلفة والفنادق، لم يكن يطمح إلى الكثير من الأضواء "المهم إني بعمل حاجة بحبها وببسط الناس بيها، وبعرفهم على التراث النوبي" ذاع صيته في غرب سهيل تحديدا لذلك وقع الاختيار عليه للحضور في جولة الرئيس بالقرية "حاجة مكنتش متوقعة، لكن دي أقدارنا، ربنا عالم وهو اللي مرتب الأمور كلها، ويمكن يبقى سبب إن صوتي يوصل لنأس أكتر" يذكرها والابتسامة تعلو وجهه.

يعتقد حسونة أن جولة رئيس الجمهورية في قرية غرب سهيل ستمنحها دفعة إلى الأمام في المجال السياحي وتعطي انطباعا للسياحة الداخلية والخارجية بأهمية المكان "وجود الريس هيجيب الخير وهيساعد إن الشغل يزيد في المنطقة" فيما يذكر ردود الفعل الكبيرة التي انهالت عليه في نهاية اليوم "عيلتي وأولادي كانوا مبسوطين، والناس كانت سعيدة إني غنيت من التراث النوبي" بينما لا ينسى توجيه الشكر إلى صديقه الفنان المتميز "زيزو تاج" الذي منحه عوده الخاص ليعزف به أمام الرئيس.