حُكمُه "يمشي" على رئيس الفيفا.. صفارة "حسن" تصنع التاريخ بكرة الصالات (حوار)
كتب- محمد مهدي:
رغم تميزه في تحكيم مباريات كرة القدم بالدوري المصري لكن الحكم الدولي محمد حسن يوسف اختار أن يمنح كامل طاقته وشغفه في كرة الصالات، ليتحول إلى أيقونة في هذا المجال بعد اختياره منذ أشهر قليلة كأول حكم مصري وإفريقي يُدير نهائي بطولة كأس العالم ليحجز مقعده المستقر في قائمة الحكام الدوليين التي جرى الإعلان عنها صباح اليوم الخميس من الاتحاد الدولي لكرة القدم.
تربى ابن محافظة الإسماعيلية على حُب كرة القدم، تدرج داخل جدران نادي "الدراويش" قبل أن ينتقل إلى العديد من أندية الدرجة الثانية وعندما جاء موعد الاعتزال في سن الـ 30 أراد الاستمرار لأطول فترة ممكنة في الملاعب "اتجهت للتحكيم لأني بحب الكرة ومش عايز أبعد عنها" خاض العديد من الاختبارات قبل انضمامه إلى قائمة التحكيم في دوري الدرجة الثالثة عام 1998 "كنت بلعب كرة قدم عادية ومعاها كرة الصالات" وتحديدا في عام 1999 في المباراة التي جمعت بين فريقي الزمالك والكهرباء.
في تجربته الأولى مع كرة الصالات اكتشف عالم آخر لم يكن يعلم عنه الكثير "لعبة ممتعة جدا، ولو بتتذاع على التلفزيون هيكون ليها شعبية كبيرة" أما عن التحكيم فهناك قوانين مختلفة عن مباريات كرة القدم الاعتيادية "الوقت في كرة الصالات 20 دقيقة تكون ملعوبة، مفيهاش تسلل، (التماس) بيتلعب بالرجل، بعد 5 أخطاء بنحسب ركلة حرة غير مباشرة، (الفاول) السادس بيكون ركلة جزاء على بُعد 10 أمتار" كما أن اللاعب الذي يحصل على طرد يخرج من الملعب ويُستبدل بآخر بعد مرور دقيقتين على خروج الأول.
التزم الحكم الأربعيني بدوره في عالم تحكيم كرة القدم وفي الوقت نفسه يتواجد بقوة في كرة الصالات من خلال إدارة المباريات الهامة "الفرق القوية كتيرة، دلوقتي موجودة ميت عقبة والبنك الأهلي ومستقبل وطن وغيرهم". رياضة تشتهر بـ "الحرفنة" وكونها منبع لأصحاب المهارات "صلاح طلع من دوري لكرة الصالات ونفس الكلام ميسي" فيما يرى أن التحكيم في هذا المجال أصعب من المباريات التقليدية "بتحتاج تركيز عشان الاحتكاكات أكتر، والصفارة بحساب، والحكم لازم ياخد باله من تمركزاته في الملعب".
في عام 2014 كان الحكم المميز ضمن قائمة الترشيحات للحكام الدوليين لكرة القدم قبل أن يتلقى اتصالات هاتفيا من أحد المسؤولين في اتحاد الكرة المصري يُخبره بترشيحه في كرة الصالات "ومن وقتها بشارك في أغلب البطولات الكبيرة" يتذكر مباراته الدولية الأولى "بين منتخبي ليبيا والسودان في تصفيات إفريقيا" ليظهر بعدها في البطولة القارية المؤهلة لكأس العالم "ثم مونديال كرة الصالات في كولومبيا، قدمت 4 مباريات" ليضع بصمته بعد ذلك في أولمبياد الشباب بالأرجنتين "أدرت 6 لقاءات كحكم صافرة والمباراة النهائية".
بحماس بالغ انطلق الحكم الواعد في المحافل الرياضية الكبرى "5 مباريات في كأس العالم للأندية بتايلاند من أبرزهم الدور قبل النهائي بين برشلونة وبوكاجونيرو، ثم بطولة إفريقيا 2020 بالمغرب" ثم البطولة العربية للصالات في القاهرة العام الجاري لتأتي الخطوة الأهم بإدارة مباراة نهائي كأس العالم في ليتوانيا بين البرتغال والأرجنتين "كان ترشيح من الفيفا بعد أدائي المميز في ماتشات كتيرة، وبلغني بالخبر (كولينا) رئيس التحكيم في الاتحاد الدولي لكرة القدم" شعور لا يوصف امتلك قلبه، خطوة غير مسبوقة في مصر والوطن العربي والقارة الإفريقية.
عاد الحكم المخضرم من بطولة كأس العالم منتشيا بالمجد الذي تحقق في كرة الصالات باسم مصر "كنت سعيد جدا بردود الفعل اللي جاتلي من كل مكان، واتكتب عن الإنجاز في (الكاف) وإشادة بوجود حكم إفريقي في الصفوف الأولى" قبل أن يأتي تكريمه بمنحه إدارة المباراة الاستعراضية التي أقيمت على هامش افتتاح مشروع الهدف بحضور جياني انفانتينو رئيس "فيفا" وباتريس موسيبي رئيس "الكاف" وأحمد مجاهد رئيس اتحاد الكرة المُعين "قبل المباراة اتقابلت مع رئيس فيفا، قال إنه فاكرني وإن ماتش النهاردة أصعب من النهائي" ذكرها ضاحكا.
لكل قصة نهاية، وكان لزاما على الحكم الكبير أن يستعد إلى ختام مشواره في التحكيم بعد أكثر من 20 عاما في الملاعب "السنة الجاية هي الأخيرة مع الصفارة، بعد انتهاء مُدتي في التحكيم الدولي"، يرغب في الاعتزال ثم التفرغ إلى خطوة جديدة في عالم كرة القدم "أنا محاضر في الاتحاد الدولي من 2017 وبحضر دورات كتيرة وفي أخر ورشة طلعت الأول بين خمسين محكم" لذلك يستعد لأن يستكمل مسيرته كمحاضر في لجان التحكيم "تجربة جديدة بتمنى أقدم فيها نجاحات زي التحكيم".
فيديو قد يعجبك: