إعلان

"ضحكة في غرفة العمليات".. حين استقبلت مستشفى أسوان مريض "بلع موبايل"

02:03 م الخميس 21 أكتوبر 2021

الطاقم الطبي بمستشفى أسوان الجامعي

كتبت-إشراق أحمد:

حينما اُستدعي محمد صلاح لغرفة العمليات، لم يتوقع أن تُصبح الجراحة المشارك بها ذكرى لن تنسى في مشواره الطبي الذي بدأه رسميًا فبراير 2020. طيلة أشهر يرى الطبيب المقيم في مستشفى أسوان الجامعي العديد من الحالات، الصعب منها والطريف، لكن يوم السبت المنصرف، كان على موعد مع "أظرف عملية" التقاها إلى الآن بعد استخراج هاتف محمول من أمعاء مريض.

كان صلاح في "نبطشية عمليات"، أبلغه زملائه أن هناك مريض في الدور الرابع، أظهرت الأشعة جسم غريب في جسده، علم الطبيب أن الحالة لسجين "في أوضتين معروفين عندنا في المستشفى أنهم سجن"، لكن هذا لا يهم الطاقم الطبي على حد قوله. توجه صلاح إلى الحالة، في البداية نفى المريض معرفته سبب ألمه، لكن بعد مواصلة الأطباء الحديث معه أخبرهم "إنه بلغ موبايل وبقاله 6 شهور في بطنه".

تعجب الطاقم الطبي، لم تحدد الأشعة هوية الجسم الغريب، لكن أن يكون هاتف كان شيئًا مستبعدًا لهم. هيأ صلاح المريض لغرفة العلميات "لغاية ما أحنا داخلين في حتة في نفسي مش مصدقة إنه بلع موبايل" لكن بعد ساعتين من الجراحة انهارت كل الظنون باستخراج الهاتف.

لم يكن الهاتف المحمول بالحجم الطبيعي "كان ميني فون بحجم صباع الإيد الصغير" كما يصف صلاح، لكن استمر الأطباء في دهشتهم "الموبايل ملفوف ببلاستيك لفة محكمة جدًا"، يقول الطبيب المقيم إنه لولا ذلك لحدثت مضاعفات للمريض مع طول مدة بقاء الهاتف في أمعائه.

1

كانت الجراحة لافتة للطاقم الطبي -5 أطباء- خاصة الأطباء النواب "عملية طريفة وسهلة رغم غرابة أن حد ممكن يبلع تليفون"، يقول صلاح إنه هناك حالات تستغرق الجراحة معهم قرابة خمسة ساعات وليس ساعتين كما حدث.
بعد أن انهى الأطباء العملية الجراحية، قرروا توثيق اللحظة "للذكرى مش كل يوم هيعدي علينا واحد بلع موبايل". التقط الفريق الطبي صورة داخل غرفة العمليات بعد نجاح المهمة التي لم تخل من تبادل الضحكات لكيفية حدوث ذلك "أها الموبايل صغير لكن برضه إزاي بلعه"؟".

2 (2)

ظل الفضول مصاحبًا لصلاح وزملائه بعد انتهاء العملية الجراحية، بعد إفاقة المريض، هموا بسؤاله عن سبب إقدامه على هذه الخطوة التي كانت بالإمكان أن تودي بحياته "قال لنا إنها مش أول مرة. عمل كده مرتين عشان يقدر يكلم أهله ويعمل مكالمات جوه السجن"، أراد الأطباء معرفة تفاصيل قد تلفت نظرهم لأمر طبي في حالة مماثلة بوقت لاحق.
نشرت الصفحة الإعلامية لمستشفى أسوان الجامعي صورة الأطباء الذين أجروا عملية استخراج الهاتف من أمعاء المريض صاحب الأربعين عامًا، لاقى الخبر ردود فعل مختلفة، وصلت لأسماع الطاقم الطبي، بين المكذب لما حدث، والساخر مما وقع، والعارف بأن هذا فعل سجين رغم عدم تداول ذلك.

3

لم يتخيل أطباء مستشفى أسوان الجامعى أن تنال صورتهم اهتمامًا "كنا بنوثق اللحظة لينا عشان نفتكرها متوقعناش كل الاهتمام ده يحصل"، يرى صلاح أن هناك حالات أخطر من "بلع الموبايل" مرت عليهم، يتذكر ما حدث الشهر الماضي، حينما استقبلوا طفل مصاب بطلق نادي في بطنه "كان بيلعب في الشارع وجت له طلقه من خناقة والرصاصة مزقت معدته"، استغرقت العملية الجراحية قرابة 6 ساعات، اعتبرها الطبيب المقيم من أصعب الجراحات التي شهدها مؤخرًا.
يواصل الأطباء إجراء العمليات يوميًا، يتابع صلاح حالة مريض "بلع الموبايل"، يقول إنه في وضع مستقر، لم يتوقفوا كثيرًا بعد ما حدث، لكن لا تمر سيرة العملية إلا وتترك على وجههم ابتسامة لسوء حظ السجين الذي فشلت محاولته الثالثة لتهريب هاتف المحمول، فيما أصبحت في سجل مسيرتهم جراحة لا تُنسى.

فيديو قد يعجبك: