حكاية ديربي (10)- لعبة الظالم والمظلوم تشعل "الغضب" بين مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي

كتب- محمد زكريا:

قبل العام 2008، لم يكن هناك تنافسًا جديًا بين الناديين، بل وصل ذروته ببيع مانشستر سيتي لثري عربي، فلم يعد هو النادي الذي يتنافس على مراكز الوسط، أو يصارع الهروب من دوامة الهبوط، بل سطع نجمه في سماء إنجلترا، صار منافسًا قويًا على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، والذي يتزعمه تاريخيًا نادي مانشستر يونايتد، لكن لحكاية "ديربي الغضب" أصل وتاريخ بعيد.

في 1 مارس عام 1878، تأسس نادي مانشستر يونايتد، وكان يسمى آنذاك "نيوتن هيث"، على يد مجموعة من عمال سكة حديد في مدينة مانشستر الإنجليزية، ليلحق به بعد عامين فقط نادي مانشستر سيتي، والذي تأسس في العام 1880، باسم "سينت ماركس"، قبل أن يتغير الاسم لـ"أدرويك"، ويطلق عليه الاسم الحالي في 16 أبريل 1894.

في الأعوام ما بين 1888 - 1893، احتكرا الناديين لقب كأس مانشستر، كأفضل ناديين على مستوى المدينة الإنجليزية، ليُكسب التنافس على سيادة كأس مانشستر الديربي اشتعالًا، زاد منها لعبة الظالم والمظلوم.

في العام 1889 التحق "اليونايتد" بـ"الدوري الإنجليزي القصير"، وهو الذي كان يضم 12 نادٍ فقط، وكان يلي دوري الدرجة الأولى، بينما لم يلتحق "السيتي" بالمسابقة نفسها، إلا بعد عامين كاملين، ليزداد العداء بين الناديين اشتعالًا، حتى قبل أن يحصلا على أسمائهما الحالية، بانتقال "اليونايتد" إلى دوري الدرجة الأولى عام 1892، وإبقاء "السيتي" في دوري الدرجة الثانية، رغم اعتلائه عرش مدينة مانشستر في ذاك العام!

الإحساس بالظلم يلتصق بمخيلة مشجعي الكرة دائمًا وأبدًا، وإن كان هناك من الأحداث والمواقف ما يُعبد الطريق إليه تزداد ناره. في العام 1906 تم إيقاف "السيتي" وحرمان 17 من لاعبيه من ارتداء قميصه، بسبب ما عرف وقتها بفضيحة مالية، لتميل الكفة في الملعب لصالح "اليونايتد"، خصوصًا أن 4 من اللاعبين الموقوفين انضموا إليه بعد رفع العقوبة، ليحرز لقب دوري الدرجة الأولى على حساب منافسه اللدود.

رغم ما هيأ لعداء شرس، لم يقع انشقاقًا داخل مدينة مانشستر. قبل الحرب العالمية الثانية، كان مشجعو كرة القدم يشاهدون أحد الناديين في أسبوع، والآخر في الأسبوع التالي، لكن بعد انتهاء الحرب لم يكن ذلك المتعارف عليه، تعارف على وجود مشجعين لكل فريق، ولم يعد مشاعًا أن يشجع واحد الناديين معًا، فيما أصبحت المواجهات المباشرة بينهما صدامًا كبيرًا، يسعى الملايين حول العالم لمشاهدته والاستمتاع به.

اقرأ ايضًا:

حكاية ديربي (1)- "سلتيك" و"رينجرز".. نار تحت رماد الطائفية

حكاية دربي (2)- "الخنازير" و"الدجاج".. الكرة في الأرجنتين "خناقة شوارع"

حكاية ديربي 3- "أسطورة" أولمبياكوس في مواجهة "أغنياء" باناثينايكوس

حكاية ديربي 4- أرسنال وتوتنهام.. صراع بدأ بـ"مؤامرة" واستتب بـ"مدفع"

حكاية ديربي (5)- قصة 22 هدفًا أحرزهم "إشبيلية" في شباك أطفال "ريال بيتيس"

حكاية ديربي (6)- قصة "الرور" بين "كلب" دورتموند و"أسد" شالكه

حكاية ديربي (7)- "فنربخشة" و"غلطة سراي".. تنافس بدأ بمحاولة دمج وانتهى بصراع

حكاية ديربي (8)- غضب "المادونينا" بدأ بانشقاق "إنتر ميلان" عن جسد "إيه سي ميلان"

حكاية ديربي (9)- "هل ترون ذلك أبناء مانشستر؟".. ليفربول وإيفرتون عنوان للصداقة