إعلان

"الصحة العالمية": 800 ألف شخص ينتحرون سنويًّا وكورونا غيّرَ خريطة الصحة النفسية عالميًّا (حوار)

10:05 م الثلاثاء 29 سبتمبر 2020

الانتحار

كتبت - دعاء الفولي:

لم يكن فيروس كورونا المستجد، الذي أصاب ما يربو عن 33 مليون شخص في العالم، إلا ضغطة زناد أظهرت ما يحتاجه المواطنون من متابعة لصحتهم النفسية والعقلية، والتعامل بجدية مع الأزمات النفسية، بداية من الضغط، مرورًا بالاضطرابات وحتى التفكير في الانتحار، لاسيما في الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض.

العاشر من سبتمبر كل عام، يحيي العالم اليوم الدولي لمنع الانتحار، فيما أصبح الشهر مسرحًا لعديد من الأنشطة التوعوية في بلدان مختلفة للوقاية من الانتحار ومساعدة الباحثين عن دعم نفسي.

مصراوي أجرى حوارًا مع خالد سعيد، المستشار الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للصحة النفسية والإدمان؛ يتحدث فيه عن آخر الإحصائيات المتعلقة بالانتحار في العالم، ولماذا تواجه المنظمة صعوبات داخل بعض دول شرق المتوسط في رصد حالات الانتحار.

- ما آخر الإحصائيات المتعلقة بالانتحار عالميًّا؟

يفقد 800 ألف شخص حيواتهم كل عام بسبب الانتحار، فيما تقابل كل حادثة انتحار 20 محاولة أخرى.

عام 2016، كان الانتحار سبب الوفاة الثاني عالميًّا، في الأعمار بين 15-29 عامًا، فيما يبدو الوضع أسوأ داخل الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، إذ أن 79% من حالات الانتحار عالميًّا تحدث فيها، وتكون نسبة الوفاة 1.5 رجل مقابل امرأة واحدة.

- كيف أثر فيروس كورونا المستجد على خريطة الصحة النفسية عالميًّا؟

يمكننا ملاحظة مدى الضغط الذي يعاني منه المواطنون، خاصة في دول شرق المتوسط، إذ كان الإغلاق وتبدل الحالة الاقتصادية وغيرها عوامل جعلت الحياة أكثر صعوبة، كما أن الناس ولّت اهتمامًا ضخمًا للتعامل مع الفيروس جسديًّا، دون انتباه البعض للشق النفسي.

ما رأيناه مع فيروس كورونا، يدفع لضرورة تبني استراتيجيات واضحة لمنع الانتحار والاهتمام بالصحة النفسية. على دول شرق المتوسط استغلال مواردها لذلك، ليست الأموال فقط، بل الموارد البشرية.

- كيف يمكن استغلال الموارد البشرية لمواجهة الانتحار؟

من خلال تدريب الجهات المختلفة على فهم الصحة النفسية، تلك الجهات هي الأطباء والممرضين في المستشفيات، مرورًا برجال الشرطة، رجال الإطفاء وغيرهم ممن يتعاملون مع الجمهور في وظائفهم، هؤلاء الأشخاص سيكونون قادرين على توعية المواطنين، وتوجيههم للمختصين، وبالتالي التقليل من الانتحار.

كما قامت منظمة الصحة العالمية بتطوير مواد متاحة عبر موقعها، موجهة لأسر ضحايا الانتحار، فهم من أكثر الفئات التي تحتاج للدعم والاهتمام.

- هل لديكم نسب دقيقة للانتحار في الدول العربية؟

لا. نحن نواجه صعوبات في رصد حالات الانتحار. فكثير من الدول العربية ودول شرق المتوسط لا تملك سجلات رسمية للمنتحرين، كما أن عديد من العائلات لا تُبلغ عن حادث الانتحار، للأسف مازال المرض النفسي أو الانتحار أمرًا يوصم صاحبه والعائلة وقد يعتبره البعض "عارًا" يلاحقهم.

المعلومات ستساعدنا لمعرفة جذور الأزمة، فمثلا رصد طريقة انتحار شائعة في إحدى الدول يمكننا من التحكم فيه، فإذا كنا نعلم أن منطقة ما يقفز فيها أشخاص كل فترة من فوق جسر، علينا مراقبة المكان، أو إيجاد حلول لمنع الوصول لأسطح المباني الشاهقة.

رصدنا أيضا أن الشنق والأسلحة النارية طريقتان شائعتان للانتحار في الدول متوسطة ومنخفضة الدخل، كما نعرف أن 20% من وسائل الانتحار المستخدمة في تلك الدول معتمدة على تسميم الذات بالمبيدات الحشرية، والمنتشرة في المناطق الريفية والزراعية، لذلك عندما زادت حوادث الانتحار في الهند باستخدام التوكسافين (مبيد حشري لنبات القطن)، تم تعديل مواصفات المنتج بحيث لا يؤدي إلى الوفاة، وتم تعديل العبوة وطريقة فتحها لتصبح معقدة.

- كيف يمكن تفتيت نظرة الخجل تجاه الأمراض النفسية وطلب المساعدة؟

لكل شخص دور، هناك الجهات المختصة كما قلنا آنفا. ثم يأتي دور الإعلام، وهو الأكبر، إذ أنه مع وفاة أحد المشاهير، نجد أحيانا أخبار تتناقل تفاصيل مزعجة عن وسيلة انتحاره، كذلك نشر مقاطع الفيديو الخاصة بالانتحار أو صور من الواقعة لا يساعد بل العكس.

كما يبقى للإعلام دورًا هامًا، فيجب الحديث عن الانتحار بصفته مستهجنًا وليس كأنه خيار أو حل. إن التعامل دون حذر مع الانتحار قد يجعل الأمور أسوأ. كذلك فالتعامل مع العلاج النفسي باعتباره مرضا كالأمراض العضوية يجعل تقبل المشكلة أيسر.

أخيرًا تعامل بعض وسائل الإعلام مع من أنهوا حياتهم باعتبارهم مرضى نفسيين أمرًا خاطئاً، إذ أن 60% فقط ممن ينتحرون يعانون من اضطرابات نفسية. كذلك على الإعلام الحديث عن الانتحار بانفتاح أكثر، وعقد مناقشات بناءة.

- هل هناك دول عربية طبقت برامج واضحة للحد من الانتحار أو منعه؟

لدينا في المنطقة العربية تونس، إذ طبقت برنامج حكومي لمواجهة الانتحار ووضع استراتيجيات للصحة النفسية، كما يوجد في إيران برنامج وطني للوقاية من الانتحار.

- بالحديث عن الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.. لأي مدى قد تدفع الظروف الاقتصادية الأشخاص للانتحار؟

الضغوط الاقتصادية عامل هام قد يؤدي للانتحار، لكنه لا يأتي بمفرده، فالفقر ونقص الفرص ونقص التعليم والكوارث الطبيعية كلها أمور تدفع للانتحار، وفي الدول العربية كمثال، فالحروب واللجوء أحد أهم أسباب الأزمات النفسية، لذا يمكن القول إن المواقف المؤلمة التي يمر بها الأشخاص كلها عوامل مؤثرة، يجعل ذلك الفئات المعرضة للانتحار عديدة.

تابع موضوعات الملف:

"لن تذهب دموعنا سدى".. أمهات سنغافورة يحاربن الانتحار الذي سرق الأبناء

1 (2)

30 عاما من الاختباء.. أمريكية توثق حياة عائلتها بفيلم بعد انتحار الأم

2

حصلتُ على فرصة ثانية.. كيف صنعت "فوندا" من محاولة انتحارها طوق نجاة لآخرين؟

4

"لا تشعروا بالخزي".. صحفية هندية تساعد من لديهم ميول انتحارية

5

فراق الأحبة مُر.. كيف ساندت أمريكيتان أهالي المنتحرين؟

6

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان