إعلان

بالصور-عمال المزارع في مواجهة "كورونا".. محاولات تخطي الأزمة

11:14 م الإثنين 13 يوليه 2020

صورة رئيسية- حصاد البرقوق في مزرعة بمنطقة النوباري

كتب- محمد مهدي:

تصوير: جلال المسري

في الشهور الأخيرة لم يعد عمل "وليد الفيومي" في محل لبيع الفاكهة مجزيًا، تأثرت حركة الزبائن مع ظهور فيروس كورونا المستجد في فبراير الماضي، فاتخذ قراره بالبحث عن فُرصة في حصاد وتعبئة المحاصيل داخل المزارع المختلفة لتوفير دخل ثابت لأسرته "الفترة اللي فاتت اشتغلت في مزرعة بالنوبارية، بعبي برقوق، والأيام الجاية جالي شغل في دمياط" يقولها الرجل الثلاثيني ساردًا تجربته الجديدة.

صورة 1صورة 2

داخل مزرعة بمنطقة النوبارية، يتحرك "الفيومي" الذي حصل على لقبه نسبة إلى محافظته، جاء من هناك في الساعات الأولى من الصباح رفقة عدد من زملائه، حيث عُرف عنه خبرته السابقة في التعامل مع المحاصيل الزراعية والفاكهة "بشتغلها من صُغري، بقالي فيها سنين ياما" يعرف أن لتلك المهنة أصول لم ينساها حينما تحول إلى بائع في السنوات الفائتة "كل نوع فاكهة له تعامل خاص، البرقوق مثلًا ليها ماسكة معينة، ولازم تتنضف كويس وأرصها بترتيب في الصناديق بتاعتها" لكن الأمور تغيرت في زمن "كورونا".

صورة 3

بات على "الفيومي" اتباع الإجراءات التي أقرت بها رئاسة مجلس الوزاء، حيث ألزمت بضرورة ارتداء الكمامات للحفاظ على سلامة المواطنين، وهو ما دفع أصحاب المزرعة إلى توفيرها إلى العمالة خلال فترة الحصاد "بنلبس الكمامة طول الوقت، هي بتبقى صعبة على الواحد بس اتعودنا عليها مع الوقت" بهمة ونشاط يعمل الرجل الثلاثيني من السادسة فجرًا حتى الواحدة ظهرًا "عشان نقدر نخلص بدري، والبضاعة تلحق توصل للأسواق".

صورة 4

في نهاية اليوم الشاق لا ينطلق إلى محافظته "المسافة بعيدة لو روحت وجيت كل يوم هيتبقالي إيه من (اليومية) اللي بأخدها" يمكث مع أبناء بلدته في شقة قريبة من المزرعة "عشان كدا أول ما بنخلص شغل بنتعقم كويس عشان نحمي نفسنا وغيرنا" ثم تتكرر التجربة ذاتها كل ليلة حتى انتهاء فترة الحصاد "بنحاول نقدم أفضل حاجة عندنا، عشان نحافظ على مكانتنا في المزرعة ونرجع مرة تانية" حين يعود إلى الفيوم ينتظر عدة أيام قبل أن يأتيه اتصالات هاتفية لاستدعائه في مهمات أخرى في أماكن ثانية "بروح الشرقية ودمياط وأسيوط، أي أرض فيها رزق".

صورة 5

في جولاته الأخيرة بالمحافظة اكتشف "الفيومي" تأثر الأجور قليلًا نظرًا لتوافر أعداد أكثر من العمالة "فيه ناس كتيرة أشغالها وقفت بسبب الفيروس، فاضطرت تنزل المزارع عشان تجيب أي فلوس" لم يعترض حينما تعرضت "اليومية" لهزة بسيطة "أهوه بدل القعدة خالص" فيما يؤكد أن عدد من أصحاب المزارع رفضوا الاقتراب من المقابل المادي الذي يحصلون عليه.

صورة 6

في تلك الصناعة يعمل السائق "أحمد سعيد" منذ عام 2003، يذهب في كُل صباح إلى المزارع لتحميل البضائع على عربته الرُبع نقل، والانطلاق إلى الأسواق المختلفة "سواء كانت العبور أو 6 أكتوبر أو في أي محافظة" لكن مع تفشي "كورونا" كان عليه إتمام خطوات جديدة بعيدًا عن دوره الرئيسي كناقل للفاكهة والخضروات "لازم أطهر العربية الصبح قبل ما أروح للمزرعة" وعند عودته إلى البيت في المساء يعمل على التخلص من ملابسه سريعا.

صورة 7

يُحب "سعيد" ما يفعله، حتى أنه تعرف سريعا على كافة المعلومات الخاصة بالحصاد "ودا بيساعدني وأنا برص الفاكهة على العربية" لذلك كان حريصًا خلال حصاد البرقوق في التعامل بحرص شديد خلال ترتيب الصناديق أعلى سيارته "برتبهم على حسب الأهمية، الفاخر، ونمرة واحد، ونمرة اتنين عشان أوديهم الأسواق والوكالة بشكل كويس" في الأيام العادية ينطلق في رحلتين صباحا وعصرا إلى الأسواق "عشان البضاعة متطلع في الشمس وتبوظ" غير أن أزمة "كورونا" دفعته لتقليص تنقلاته.

صورة 8

مع فرض حظر التجول خلال شهر مارس ضمن قرارات الحكومة لمواجهة فيروس "كورونا" كان على "سعيد" الاكتفاء برحلة واحدة يوميًا "لو طلعت النقلة التانية هأضطر أبات في السوق لأني هأمشي وقت الحظر لو قررت أرجع" فيما يلجأ أصحاب المزارع إلى الاستعانة بعربات أخرى لضمان وصول الكميات ذاتها إلى التجار ، تلك لم تكن الإجراء الوحيد الذي قام به الرجل الثلاثيني إذ صار يحتفظ بعدد من الكمامات في سيارته لاستخدامها طوال اليوم"أنا بدخل أسواق فيها ناس من كل بلد، لازم أخد بالي من نفسي".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان