إعلان

للحديث عن تجربتهم في زمن "كورونا".. ١٠ أطفال في إفريقيا يجتمعون "أون لاين"

11:54 م الأربعاء 03 يونيو 2020

10 أطفال تبادلوا حياتهم مع كورونا أون لاين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-إشراق أحمد:

توقفت مظاهر الحياة بعد فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، في المقابل فُتحت نوافذ اتصال لم تكن حاضرة من قبل رغم وجود الوسيلة، أقيمت العديد من الفاعليات والحفلات وأتيحت العديد من اللقاءات على الانترنت، لكن القليل منها شهد وجود الأطفال، لهذا فكرت منظمة إفريقية تدعى "Duapa Africa" في إقامة ملتقى إلكتروني يجمع عدد من صغار القارة السمراء، يتبادلون فيه خبرتهم في تلك الفترة الاستثنائية، والتمست من الاحتفال بـ"يوم إفريقيا" ميعادًا للقاء.

قبل نهاية شهر مايو، تواصل القائمون على المنظمة الإفريقية المهتمة بالتنمية مع شيماء خالد، صاحبة مبادرة "علومنجي" لنشر حب العلم بين الأطفال، أخبروها بفكرتهم ورغبتهم في مشاركة صغار من مصر، لكن هناك شرط "أن يكون للطفل نشاط مؤثر خلال الفترة دي"، سعدت شيماء خاصة مع توقف أنشطة مبادرتها المؤسسة منذ عام 2014 جراء (كوفيد 19)، وسرعان ما عزمت على البحث عن أطفال بالمواصفات المطلوبة، وأعلنت عن ذلك عبر صفحتها الشخصية.

استقبلت مؤسسة "علومنجي" العديد من طلبات المشاركة لكن الخيار وقع في النهاية على اثنين "نور أبو علم ويحي محمد.. المميز فيهم هم الأهالي. أنهم بيعملوا أنشطة مع أولادهم تفيدهم هم بس لكن عندهم قنوات عشان يشجعوا أولياء الأمور وأطفال تانية على استغلال الوقت والتعليم". أرادت شيماء أن تبلغ من الفاعلية رسالة تصيب الأهالي وكذلك الصغار في هذه الفترة المختلفة "أولياء الأمور اللي بتشتغل مع أولادها مش مدركين أنهم ممكن يعملوا حاجة تأثر في المجتمع والأولاد نفسهم هيحسوا قد إيه أنهم ممكن يفرقوا في حياة ناس تانية".

1

ما إن عرفت نور أبو علم بأمر المشاركة في لقاء مع أطفال من دول أخرى، حتى دبّ الحماس في ذات الحادية عشرة عامًا "كنت مبسوطة أني هتعرف على ناس جديدة وأعرف ثقافتهم والحاجات الكويسة اللي عندهم واللي بيعملوه خصوصًا وقت الحظر"، لازمت نور والدتها لترتيب الأفكار بشأن ما تقول، وتواصلت معها مؤسسة "علومنجي" لتدريبها على إلقاء خطاب "كان الفكرة أنها توصل الانجازات اللي عملتها بشكل مؤثر في وقت قليل"، إذ كان لدى الصغيرة زخم من التفاصيل التي استقتها من رحلات تعليمية عديدة رافقت فيها والدتها وشقيقها داخل مصر وأخرى بالخارج، فضلاً عن مزاولة أنشطة عدة زادت بعد توقف المدرسة مبكرًا وملازمة المنزل.

2

خلال نحو 3 أيام تهيأت نور لتمثيل أطفال شمال إفريقيا، ومع الحادية عشر صباحًا يوم الخامس والعشرين من مايو المنصرف حان اللقاء. 10 أطفال من دول أفريقيا، يدير الحوار بينهم فتى من غانا اسمه عبيد لا يتجاوز ال16 عامًا، كان أكبرهم، أما أصغرهم فكانت طفلة من غانا أيضاً، تسمى "ماقيات"، ظهرت مرتدية الزي الإفريقي، فيما حضر الأهالي من وراء شاشات الكمبيوتر كمتفرجين على جلسة النقاش.

على مدار قرابة 3 ساعات، دار الحوار بين الصغار، يعرض كل منه تجربته الخاصة وكيف يقضي وقته الحالي، مَن يتحدث عن الأنشطة الفنية، وأخرين عن العلمية، حال عبيد المهتم بالتغير المناخي، وكذلك تركز حديث نور على العلوم التي يهتم أولياء أمورها أن تكون جزء من تعليمها "اتكلمت عن الأماكن اللي كنا بنروحها واتعلمت منها زي بيت المعمار وإزاي أننا نقدر دلوقت نتعلم التكنولوجيا في البيت ونقرأ كتب أون لاين ونزور المتاحف" تقول نور.

لم تكن تجربة الحديث أمام أخرين أمر جديد على بعض الأطفال المشاركين رغم عمرهم الصغير "ماقيات مثلاً معروفة في غانا أنها بابليك سبيتش (متحدثة) رغم أنها مكملتش 9 سنين". جذب شيماء وأولياء أمور الطفليين المصريين ثقة الصغار الإفريقيين أثناء الحديث، تقول إيمان أباظة والدة نور إن أكثر ما لفتها وعي هؤلاء الصغار بما يدور في مجتمعهم وطريقة تعبيرهم، فيما ترجع مؤسسة علومنجي لتربية الأطفال على هذا "كنت شغالة لمدة سنة في التعليم بكينيا. المدارس فيها نادي للمناظرات الولاد بيتعلموا فيه يعني إيه مناقشة ويتكلموا بمنطق"، لهذا سعدت الشابة المصرية بمشاركة الطفلين "نور ويحيي" للتعرف على ذلك.

3

لمست شيماء نتيجة اللقاء مباشرة "كنت متوقعة أن نور تقرأ التحضير اللي عملته من الورقة لكن اتفاجأت أنها غيرت الكلام بعد ما شافت الأطفال التانيين وقدمت تجربتها بطريقة جميلة"، كذلك يحيي رغم أنها تجربته الأولى وكلماته البسيطة حال عمره لكن حضوره كان مهمًا كما تقول شيماء.

4

من اللقاء الإلكتروني عرفت نور أن ثمة أطفال أخرين يشاركونها في تلك الفترة استغلال الوقت في البحث عن وسائل تعليمية ممتعة بعيدًا عن أرجاء المدارس، وكان لمعرفتها عما يدور في بلاد أخرى على لسان رفاق صغار سعادة ذاقتها من قبل "عجبني أني اسمع عن حياة ناس تانية وأعرف عنها زي ما روحت الأقصر وعرفت عن ثقافة النوبة وسيوة واتعلمت عن الأمازيغ".

انتهى لقاء أطفال أفريقيا بعد ساعات، لكن استمرت شيماء تتلقى رسائل من أولياء أمور يعبرون عن رغبتهم في مشاركة أبنائهم في فاعليات مماثلة، الأمر الذي حمس مؤسسة "علومنجي" لمواصلة التجربة بعدما وجدت أن تأثير اللقاءات "الأون لاين" ليست أقل تأثير مما يحدث مع الكبار "الويبنار تجربة مهمة ضمن الحلول اللي محتاجينها في مرحلة زي دي"، لهذا عزمت الشابة على إطلاق سلسلة من اللقاء "أون لاين" مع أطفال مؤثرين، تبدأ، الأسبوع المقبل، مع الصبي الإفريقي "عبيد" صاحب مبادرة عن التغير المناخي في أمريكا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان