إعلان

بين تفجير ووباء.. رحلة صباح لعلاج ابنها من سرطان الدم بمعهد الأورام

05:43 م السبت 04 أبريل 2020

إحدى غرف المرضى

كتب- عبدالله عويس:

كان قد مر 15 يوما على احتجار معاذ في معهد الأورام، لإصابته بسرطان الدم، حين سقط شباك داخل الغرفة التي كان الصغير بها أتبعها نيران ودخان، إثر تفجير إرهابي وقع أمام المعهد في أغسطس الماضي، وكانت صباح محمد رفقة ابنها تحاول طمأنته بما استطاعت، وهي الآن مطالبة بطمأنته من جديد، إذ أن المعهد الذي يعالج فيه الصغير ثبت إصابة 17 طبيبا وممرضا بداخله بفيروس كورونا المستجد.

بعد شهور من واقعة التفجير، وعقب علاج مكثف، تحسنت حالة معاذ قليلا، وصارت الأم ملزمة برحلة أسبوعية إلى المعهد في يوم الثلاثاء للحصول على أدوية للصغير، وللكشف عليه، وإعطائه جرعات من الأدوية والحقن، ومنذ ظهور فيروس كورونا في مصر، وهي تخشى على طفلها، فتشتري له كمامة طبية، وترتدي هي الأخرى واحدة، ويمنع رجال الأمن زوجها من المرور رغم أن ذلك كان متاحا في السابق، لكن الإجراءات التي أعقبت ظهور فيروس كورونا حالت دون تجمعات كبيرة داخل المعهد المزدحم بالمرضى وطاقم التمريض والأطباء: «قالولنا عشان كورونا، فمفيش زحام ولا تجمعات كبيرة، ومش مسموح يدخل مع المريض غير شخص واحد» تحكي السيدة التي تأتي من محافظة الشرقية إلى المعهد، وتصطحب ابنها أحيانا إلى مستشفى هرمل المجاورة للمعهد للحصول على الحقن هناك.

«الأطفال دي تحديدا مناعتهم ضعيفة، والدكاترة بيبقوا خايفين عليهم وساعات بيدونا كمامات، بس هيعملو إيه» قالتها وهي لا تعرف مصير جرعات الأدوية في الفترة المقبلة، فآخر زيارة للمعهد كانت منذ 15 يوما، حين منحها الأطباء أدوية و4 أمبولات تستخدم واحدة كل أسبوع بإشراف طبيب، وعليها أن تعود للمستشفى بعد 15 يوما آخرين: «هروح وأمري لله، أنا خايفة على ابني من مرضه وفي نفس الوقت خايفة من كورونا بس هعمل إيه». نصح الأطباء السيدة في حال تعرض ابنها لأي مرض مفاجئ أن يتواصلوا معها، وأن يذهبوا سريعا إلى قسم الطوارئ: «زي لو سخن مثلا، وكل دي احتياطات منهم، قبل ما يبقى في حالات كورونا في المعهد اللي سمعنا عنها».

كانت جامعة القاهرة قد أعلنت عن فتح تحقيق عاجل بشأن إصابة ١٧ شخصا من الأطباء والتمريض بالمعهد القومي للأورام بفيروس كورونا المستجد، للوقوف على أسباب التقصير، ومعاقبة المتسببين والاطلاع علي تفاصيل الأزمة. وكان الدكتور حاتم أبو القاسم مدير المعهد القومي للأورام، قد صرح في مداخلة هاتفية مع برنامج توك شو في إحدى الفضائيات، أن بعض أعراض فيروس كورونا المستجد ظهرت على أحد الممرضين، وتم إجراء تحليل له وعزله طبيا، ثم عزل المخالطين له بعد تبين إصابته بالفيروس، وإصابة 15 من الطاقم الطبي للمستشفى الذي يتكون من 600 ممرض و750 طبيب: «يمكن قلقي مضاعف عشان مناعة المرضى دول تحديدا وحشة، سواء الأطفال أو الكبار» قالتها الأم التي تخشى على طفلها الإصابة بأي عدوى.

تختلف الجرعات والأدوية وفق حالة كل مريض، وفي مرحلة ما كان بقاء معاذ في المعهد يمتد لـ5 أيام في الأسبوع، لكن تحسن حالته وتغير ظروفه، جعلت طريقة معالجته الآن متمثلة في أدوية يومية وحقنة في الأسبوع، كانت السيدة تحصل عليها داخل المعهد أو المستشفى المجاور. وكان مدير معهد الأورام قد صرح بأن هناك تعقيم كامل للمعهد على مدار 3 أيام: «لما الحقنتين دول استعملهم هروح تاني المعهد عشان نكشف من جديد ونشوف علاجه وصل لإيه، مقدرش مروحش للأسف».

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان