"عايزين نتخرج".. لماذا غضب طلاب الفرق النهائية من تأجيل الامتحانات؟
كتبت-إشراق أحمد:
لليوم العاشر تأمل ميرنا هاني أن يحدث ما يبدل الحال. تتابع طالبة الصيدلة المجموعات الإلكترونية لطلاب السنوات النهائية في الجامعات، تُنفس عن حزنها من قرار تأجيل امتحاناتها حتى إشعار آخر عبر هاشتاج "عايزين نتخرج"، الذي خرج به الطلاب يوم 18 إبريل الجاري بعدما أعلن وزير التعليم العالي خالد عبد الغفار
إلغاء الاختبارات لصفوف النقل مقابل تقديم أبحاث دراسية، فيما ينتظر طلاب التخرج حتى تتحسن الأحوال ويخف انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
انتظرت ميرنا بفارغ الصبر ما يسفر عنه اجتماع المجلس الأعلى للجامعات، على أساس ما يُعلن تقرر خططها المستقبلية، لم يكن بحسابنها التأجيل لأجل غير معلوم، لذا صُدمت حين جاء القرار "كنت مستنية اتخرج عشان أشوف حياتي". اضطرت طالبة السنة النهائية بكلية الصيدلة -جامعة المنصورة- إلى تأجيل زفافها المتفق عليه أغسطس المقبل ليصبح العام القادم، فيما خاب أملها في الالتحقاق بسلسلة صيدلية كبرى واصلت التدريب فيها في العطلات حتى إن حان التخرج تقدمت للعمل، لكن مع الوضع الحالي "الشغل مبيستناش حد للأسف. لو جه حد كفء حتى لو تجارة هيشغلوه مش هيستنوا صيدلي أو صيدلانية لسه متخرجوش".
كانت الجامعات علقت الدراسة منذ 15 مارس المنصرف، ضمن الإجراءات المتبعة للوقاية من تفشي فيروس كورونا المستجد، ومن حينها استكمل الطلاب المناهج عبر المنصات الإلكترونية، لكن هذا لم يمنع عنهم التساؤل والقلق طيلة الفترة الماضية.
تحمل أحمد حسانين الحال المستجد من الدراسة إلكترونيًا، كان يهون على نفسه بأن ما بقى له في الجامعة ليس كثيرًا، لكن مع القرار زادت مخاوف طالب الشريعة والقانون في جامعة الأزهر من ضياع العام بلا جدوى، يتساءل عن مصير الالتحاق بالخدمة العسكرية، كما يساوره القلق أيضًا بشأن الوظيفة "في ناس من عشرات السنين ولسه مالاقوش وظيفة"، يربكه الوضع الدراسي، يجده كما يصفه غير مرضي"لا عارفين هنمتحن أمتى ولا المنهج ولا عارفين نذاكر إزاي"، يرى حسانين أن القرار زاد الضغط على طلاب الصفوف النهائية ولم يخفف كما يعتقد البعض.
ينتظر محمد عثمان نهاية الشهر حتى يعرف ما عليه أن يفعل، في الثلاثين من أبريل الجاري تتوقف المحاضرات الإلكترونية التي كان يتابعها طالب كلية التجارة. لم
يعد يضع خطة للمذاكرة كما كان يفعل مع اقتراب أيام الامتحانات "أنا مش عارف راسي من رجلي أذاكر إيه"، أصبح يجد حاله كالمعلق كما العديد.
مجموعات إلكترونية عدة أنشأها الطلبة بعد القرار الأخير للمجلس الأعلى للجامعات، للمطالبة بإلغاء الامتحانات، والبعض الآخر أصدر بيانات مثل طلاب جامعة الأزهر، فيما أُطلق العديد من "الهاشتاج" عسى تنقل رؤيتهم وغضبهم، وانتشر بعضها حتى وصل أن يكون "تريند" لعدة أيام، ومن قبل ذلك لم يتوقف الكثير منهم عن الحديث بشأن مقترحات بديلة للامتحانات، أراد العديد أن تحل الأبحاث مكانها، وهو ما حدث لسنوات النقل.
منذ مارس وشاركت جوري محمد في إطلاق مجموعة نقاشية بين طلاب الجامعات المختلفة، توحدوا جميًعا حول رغبة القيام بأبحاث، توقف طلاب سنوات النقل عن الحديث واستكمل الخريجون، تشارك طالبة الحقوق زملائها مخاوفهم من مغادرة المنازل لأداء الامتحانات، فيما ترى شكاوى الأخرين "في ناس مش هتضيع وقت ومجهود بس لا وفلوس كمان في طلبة بيدفعوا فلوس كتير في السنة". ترى أن كل ذلك يهدره تأجيل التخرج، كما تقول.
كذلك لا تعرف شاهندة مصطفى كيف يمكن أن تؤدي الامتحانات "أنا من سوهاج وبدرس في جامعة أسيوط"، كانت تسكن الطالبة في المدينة الجامعية التي تحولت إلى نُزل للحجر الصحى. ينقسم انشغال الفتاة بين الحزن على الانتظار لوقت غير معلوم حتى يتحدد مصير انتهاء الدراسة، وكيفية السفر والإقامة في حال أُعلن موعد الامتحانات، فضلاً عن عدد الطلاب الكبير "دفعتي حوالي 4 آلاف كلنا هنمتحن إزاي في مكان واحد"، تراودها فكرة أن هذه مجازفة لا تستطيع تحملها "إزاي هرجع لبيتي وأهلي تاني. الموضوع مخيف".
ينقسم طلاب السنوات النهائية بين الرغبة في الأبحاث أو الامتحان إلكترونيًا في المناهج حتى قبل توقف الدراسة في 15 مارس مثلما ترغب ميرنا، لا يتعلق رفض الطلبة لفكرة التأجيل أو المطالبة بتقديم الأبحاث بعدم رغبتهم في المذاكرة، تقول طالبة الصيدلة إن ما تدرسه في العام النهائي "لمسات أخيرة. أحنا أخدنا كل حاجة في السنوات السابقة واتدربنا كمان"، بينما تتركز أساسيات الدراسة في سنوات النقل حسب قولها، فيما لا يرى حسانين أن الاطمنان بشأن القادم لن يزوره إلا "يوم ما تكون السنة مارحتش عليا ويوم ما أكون خلصت كليتي".
فيديو قد يعجبك: