إعلان

الشقة والخلية| وقائع ما جرى في الأميرية.. وحرب الـ4 ساعات (صور وفيديو)

12:03 ص الخميس 16 أبريل 2020

خلية الأميرية الإرهابية

كتابة وتصوير- أحمد شعبان ومحمود عبد الرحمن:

فيديو - أحمد الشيخ:

غلاف - أحمد مولا:

على ناصية شارع عباس مصطفى المتفرع من شارع حسين شاهين، بمنطقة الأميرية شرق القاهرة، بدت الأجواء غير معتادة، على إثر معركة دارت رحاها، أمس الثلاثاء، بين قوات الأمن وعناصر إرهابية داخل شقة سكنية مستأجرة، في عقار مكون من 10 طوابق، تميزه وسط بنايات لا تتجاوز ارتفاعات أغلبها 5 طوابق. هدوء حذر أمام العقار، يُشبه هدوء ما بعد المعارك، فيما يتجمع المارّة، يوزّعون نظراتهم بأعين مشدوهة، لأثر طلقات رصاص اخترقت واجهة العقار، وقطع زجاج متناثرة، وأسئلة لا تتوقف حول وقائع ما جرى يوم أمس.

عصر أمس، وقفت سيارة تابعة لقوات الشرطة عند ناصية الشارع، ترجّل منها رجال الأمن، ومعهم "ح. س" ، أمروه بفتح باب العقار الحديدي، حيث يقطن شقيقه "أ. س" في الطابق الثالث، ليبدأ الأخير في إطلاق النار من أعلى صوب القوات الأمنية الوافدة، كانت الساعة الرابعة مساءً، حين وصلت أصوات زخات الرصاص إلى مسامع "أشرف حسب النبي"، المقيم بعقار مجاور، خرج ليستطلع الأمر "لقيت عربية ميكروباص وضرب النار شغّال، وحد من قوات الأمن طلع العمارة"، أصوات الطلقات لا تتوقف، والكل في حالة وجوم "وطلع صاحب الشقة وماسك طبنجة وقال للناس محدش يقف مع الحكومة كله يمشي"، وفق رواية أشرف.

داخل العمارة، كانت طلقات المسلحين تلاحق رجال الأمن في رحلة صعودهم لاقتحام الشقة الموجودة بالطابق الثالث، بحسب روايات شهود العيان الذين تحدثوا لمصراوي، ففقد المقدم محمد الحوفي روحه وسقط شهيداً. في تلك الأثناء، لمح "محمد جمال"، عامل بجراج مجاور للعقار، مسلحاً يحمل بندقية آلية، اختفت ملامحه وراء النافذة، فيما كان يوزّع طلقاته على القوة الأمنية المكونة من حوالي 10 أفراد، المتواجدة أسفل العقار، اخترقت رصاصة كتف ضابط من القوة الأمنية "كان معايا واحد سمكري في الشارع، سحبناه وربطناله الجرح وراح على المستشفى"، وفق ما يقول محمد.

الصورة الأولي

قبل أن تحل الخامسة مساءً، ووسط تبادل إطلاق النيران، خرج من العقار اثنان أحدهم يحمل حقيبة، حاولت الشرطة مطاردتهم ففروا هاربين، مستغلّين التواجد الكثيف للسيارات بالجراج المجاور، واختبئوا بينها، تلاحقهم طلقات الرصاص، حتى اختفوا من أمام محمد جمال، متجهين يميناً في طريق مؤدي إلى ميدان المطرية ومنطقة السواح وغيرها، حسبما يذكر صاحب الـ35 عاماً.

كان الأمر مخيفاً لأهالي المنطقة، حالة من الهلع تلبّست الجميع، مشاهد لن تبرح عقل أشرف حسب النبي، خاصة مع قدوم قوات العملية الخاصة، عند الخامسة مساءً تقريباً، ليبدأ فصل جديد من المعركة الضارية.

الصورة الثانية

اقتربت سيارات قوات العمليات الخاصة ومكافحة الإرهاب من العقار الذي أنشئ عام 2012 على مساحة 75 متراً، واختبأت به "الخلية الإرهابية التي رصدها قطاع الأمن الوطني، وكان يخطط أفرادها لعمليات إرهابية بالتزامن مع عيد القيامة المجيد"، بحسب بيان لوزارة الداخلية. خرج أفراد الأمن، ليبدأوا في التمركز في أماكن متفرقة، بينها مبنى تابع للهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة، مواجه للعقار، وعلى أسطح البنايات المجاورة، بالتزامن مع الانتشار في شوارع المنطقة.

روايات شهود العيان حول قاطني الشقة التي استهدفتها القوات الأمنية،ترسم صورة "ظاهرية" عن حياتهم ومدة إقامتهم وعدد المترددين عليهم. يقول محمد جمال إنه يعرف "أ. س" الذي استأجر الشقة، من خلال تعاملات معه، يرسم صورة له: شاب في الثلاثينات ذو بنية قوية "عامل زي اللي بيلعبوا في الجيم"، يسكن المنطقة منذ سنوات "كان زبوني بييجي الجراج وأغسل عربيته الملاكي الاسبرانزا وكنت بتعامل معاه ومع أخيه في محل قطع الغيار بتاعهم، هو مربي دقنه خفيفة زي أي شاب، وبيتعامل عادي ومحدش يشك فيه، عنده زوجته منقبة وولدين أعمارهم 9 و12 سنة، وهو والناس اللي ساكنة في العمارة مش بيختلطوا بحد وقافلين على نفسهم"، على عكس طبيعة أهالي المنطقة الشعبية التي يعرف قاطنيها بعضهم البعض، وفق قول الشاب.

الصورة الخامسة_1

"محدش يعرف العمارة مين داخلها والناس اللي ساكنة فيها جاية منين، فيه كلام إنهم جايين من عين شمس، واللي يقول جايين من القليوبية، وسكنوا هنا إيجار من رمضان اللي فات"حسبما يذكر "أشرف حسب النبي".

فيما يروي عدد من جيران محل قطع الغيار، الواقع على بعد 600 متر تقريباً من العقار الذي شهد إطلاق النيران، أن والد "أ. س" استأجر محل قطع الغيار بنظام "إيجار قديم" منذ سنوات، وفي عصر يوم أمس، قدمت قوات الشرطة إلى المحل واصطحبت شقيق "أ. س"، وهو ما ذكره عدد من المجاورين للعقار.

الصورة الثالثة

لنحو 4 ساعات، استمرت قوات الأمن في إطلاق النيران صوب الشقة المستهدفة، فيما كانت مكبّرات صوت مسجد قريب تصدح مناشدة الأهالي، بالابتعاد عن النوافذ والالتزام ببيوتهم، حلّ الليل، أطفئت الأنوار في المنطقة، بات الظلام يكسو الأرجاء "كانت حرب"، يلخص أشرف، ما عايشه، فيما كانت السيدة "نادية إبراهيم" في العقار الملاصق، تحتمي في شقتها بمفردها في غرفة مطلة على الشارع الخلفي، عاشت السيدة الستينية لحظات مرعبة "كان يوم صعب أول مرة نعايش حاجة زي كدا، خوف وقلق، ولادي كانوا بيتابعوا في التليفزيون وعلى النت وكانوا قلقانين حاولوا ييجي يدخلوا بس معرفوش، وفضلنا كده لغاية 10 بالليل".

في الشارع الخلفي، استيقظ "عادل مرتضى" على صوت الرصاص، الذي أفزع المنطقة "حسيت القيامة قامت مكنتش عارف إيه اللي بيحصل في الشارع اللي ورانا" ليأتيه ما يحدث على لسان أحد جيرانه "في عناصر إرهابية والنار هنا في كل حتة"، هدأت حدة المعركة وتبادل إطلاق النيران قليلاً عند الساعة السابعة، قبل أن يتم اقتحام قوات الأمن للعمارة، ليعود صوت الرصاص مجدداً، قاطعاً سكون ساعات حظر التجول، الذي بدأ مبكراً في المنطقة في ذلك اليوم، لكنه حمل الصخب والضجيج وزخات الرصاص، وعند التاسعة سكنت الأسلحة، وأسفرت ساعات تبادل إطلاق النيران عن مصرع 7 عناصر إرهابية بحوزتهم 6 بنادق آلية و4 سلاح خرطوش، وكميات من الذخيرة، بحسب بيان وزارة الداخلية، فيما أصيب ضابط وفردين من قوات الشرطة، واستشهد المقدم محمد الحوفي.

الصورة الرابعة_1

استمر إغلاق المنطقة ومنع الأهالي من الخروج وفتح النوافذ حتى منتصف الليل تقريباً، ليحّل يوم جديد تغلّفه أحاديث ما جرى وروايات ساعات من تبادل النيران، وسط هدوء الشارع الذي ضاعفه هدوء ما بعد أحداث الأميرية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان