إعلان

القادة يتناولون كثيرًا من اللحوم.. دراسة تكشف أنظمة الغذاء "الطبقية" في عصور ما قبل الميلاد

11:56 م الثلاثاء 24 مارس 2020

حصل الباحثون على العينات من موقع أثري في أسبانيا C

نقلا عن: للعِلم - Scientific American

قبل نحو 4000 عام، عاشت جماعة من البشر في جنوب شرق شبه الجزيرة الأيبيرية. كانت تلك الجماعة تُشكل مجتمعًا معقدًا في أوروبا. وكانت مُنظمةً بشكل هرمي؛ إذ كان لها قائد يُنظم شؤونها، وموظفون يعملون على توزيع الغلال والخيرات.

عاشت تلك الجماعة -المعروفة باسم "الألجار" (El Algar)- في مستوطنات محصنة على جبال شديدة الانحدار، تتوسطها سهول خصبة أتاحت لهم تربية الحيوانات، وبالتالي تنوعت أنظمتهم الغذائية بين اللحوم والحبوب.

لكن، هل يُمكن أن يؤثر التسلسل الهرمي في المجتمعات البدائية على نوعية الغذاء الذي يأكله الأفراد كما يحدث اليوم؟

الإجابة "نعم"، وفق بحث نشرته دورية "بلوس وان" (PLOS ONE).

في تلك الدراسة، أوضحت الأدلة التي قدمها تحليل نظائر الكربون والنيتروجين في مستوطنتين مختلفتين في تلك المنطقة أن الطبقات الاجتماعية العُليا استهلكت مزيدًا من اللحوم، مقارنةً بطبقات المجتمع الدُّنيا.

حلل الباحثون بقايا 75 فردًا من مختلِف الطبقات الاجتماعية، و28 عظمة من الحيوانات الأليفة والغزلان البرية، و75 حبة من الشعير، و29 حبة من القمح.

ولم تُظهر تلك التحاليل اختلافًا كبيرًا بين أنواع العناصر الغذائية التي استهلكها الذكور والإناث، مما يُشير إلى أن الأنظمة الغذائية قد تكون متشابهةً بين الجنسين. ومع ذلك، أظهر أفراد "النخبة" في تلك المنطقة مستويات أعلى من الكربون والنيتروجين، مما قد يعني أنهم استهلكوا مستويات أعلى من الأطعمة الحيوانية.

ووجد الباحثون أيضًا مستويات عالية من النيتروجين في الحبوب التي جرى فحصها، ما يعني أن سكان تلك المنطقة اعتمدوا على روث الحيوانات في تسميد حقولهم. كما أن عظام الحيوانات التي جرى فحصها تُشير إلى استخدام المنتجات الثانوية للقمح والشعير في علف الأغنام والماعز والأبقار والخنازير.

تقول "كورينا نبر"، الباحثة في مركز كيرت إنجلهورن للآثار بمدينة مانهايم الألمانية: إن معظم دراسات الأنظمة الغذائية في عصور ما قبل التاريخ اعتمدت على المعلومات المُستقاة من بقايا الطعام الموجودة في المواقع الأثرية. وتعطي هذه المصادر فكرة عامة عما يستهلكه البشر في تلك الأماكن، لكنها لا تتيح تحديد ما تتناوله المجموعات البشرية الأكثر أهميةً أو حظوةً أو أصحاب المناصب العُليا في تلك المناطق.

تضيف "كورينا" في تصريحات لـ"للعلم" أن "تحليلات النظائر المُشعة قدمت معلومات عن التمايُز الغذائي داخل المجتمعات. ولم نفحص فقط عظام الإنسان، ولكن عملنا أيضًا على تحليل بقايا الحبوب المتفحمة وعظام الحيوانات وكل السلسلة الغذائية، وهو الأمر الذي أتاح لنا تحديد مصادر الغذاء للطبقات المختلفة، وأيضًا تحديد ما كانت تتناوله الحيوانات التي شكلت مصدر غذاء لتلك الطبقات".

وتشير "كورينا" إلى أن الهدف من تلك الدراسة -التي استمرت عشر سنوات- يكمن في فهم الطبقات الاجتماعية في مجتمعات ما قبل الميلاد من خلال ربط المتغيرات الهيكلية، كالعمر عند الوفاة، والجنس، والإصابات، والأمراض، وضغوط العمل، والشعائر الجنائزية، ونوع الطعام. كما تهدف أيضًا إلى بيان الكيفية التي ترتبط بها الأنظمة الغذائية بإستراتيجيات زراعية مُحددة، كالسماد ورعي الماشية.

وتقول "كورينا" إن حياة البشر في مجتمعات العصر البرونزي "كانت معقدة"، وقد يساعدنا فك تشابكات الماضي على الوصول إلى فهم أفضل لطبيعة البشر، الأمر الذي قد يُحسِّن ممارستنا الحالية ويُحقق "استدامة مواردنا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان