من كوريا الجنوبية إلى المنصورة.. قصة شاب هرب من "كورونا" ليواجه "العزل"
كتب - محمد زكريا:
لم يمر 20 يوما على مغادرة سيد عصام لكوريا الجنوبية، حتى اضطر إلى الانعزال بنفسه في محافظة الدقهلية، فالشاب الذي أصابته نزلة برد في مصر، على أثرها لا تتوقف رئته عن السعال، لا يغادر منزله إلا في جنح الليل، بعيدا عن أعين أهالي قرية أجا بالمنصورة، وتجنبا لأي شائعات تثار حوله ومصيره "خوفت حد يشوفني بكح، يقولك ده جاي من كوريا وعنده كورونا.. محبتش أعمل بلبلة في البلد"، يقولها صاحب الـ26 عاما في توجّس.
قبل 5 سنوات، سافر عصام إلى مدينة سول. اشتغل في قطع غيار السيارات. قبل أن يتزوج من كورية. كانت حياة الشاب المصري مستقرة. إلى أن داهم كوريا الجنوبية فيروس كورونا المستجد، والذي انتقل إليها من جارتها الآسيوية، الصين، ليحصد أرواح أكثر من 3 آلاف شخص عالميا. 21 شخصا منهم ماتوا في كوريا الجنوبية. التي اقترب عدد المصابين فيها من 4 آلاف شخص.
بمجرد تفشي الفيروس في الصين، اتخذت كوريا إجراءات احترازية صارمة، شهد عليها عصام في سول "بعد ظهور أول إصابة في مدينة دايغو، السلطات الكورية كانت بتعقم كل مكان في سول، رغم بُعدها عن دايغو حوالي 300 كم"، إلى جانب وضعها إرشادات في الشوارع للوقاية وطرق العلاج، وعدم تسامحها مع أي مشتبه في إصابته بالفيروس "خصوصا إن فيه صينيين كتير في كوريا، والحكومة هناك بتخاف على الشعب جدا، فلو واحد كح كانوا بيحتجزوه".
بسبب الإجراءات الصارمة وإلحاح أسرته في الاطمئنان عليه، غادر عصام مع الجالية المصرية في كوريا الجنوبية، والتي تقدر بحوالي ألف شخص، بحسب تصريحات صحفية لسفير مصر في كوريا الجنوبية حازم فهمي، في أبريل 2019، وعاد إلى المنصورة "فضلت أكون في المرحلة دي وسط أهلي. في كوريا إجراءات السلامة صعبة جدا، ممكن لو كحيت تلاقي نفسك مسجون، إنما في مصر لو كحيت هتهزر وتقلش على اللي جنبك".
فضل عصام لزوجته وأطفاله البقاء في سول "آمن لهم، وجودهم في البلد اللي بيحكوا لغتها، واللي بيعرفوا يعيشوا ويتعايشوا فيها كعيلة، كمان يمكن ميتحملوش الوضع في مصر، لو لقدر الله الفيروس انتشر فيها، خصوصا إن مناعاتهم ضعيفة جدا، بعكسنا كمصريين كنا بنجري ورا عربية الرش وإحنا صغيرين" يقول الشاب ضاحكا.
بعد أن وصل عصام إلى مطار القاهرة الدولي، تم الكشف عليه، للتأكد من خلو رئته من كورونا "كان معايا 4 كوريين أصحابي، لقيوا واحد حرارته مرتفعة، فخدوا الحجر الصحي في المطار، لحد ما اتأكدوا إنه سليم وسابوه".
قبل أسبوع، سافر الشاب إلى محافظة مرسى مطروح في مهمة عمل، ليصاب بنزلة برد وسعال، ويضطر إلى زيارة الأطباء "كشفت عند 3 دكاترة، في 3 أيام مختلفين، قالولي ده دور برد عادي، وخدت أدوية".
ورغم اطمئنانه على صحته، قرر الانعزال عن محيطه، ليس لشيء، إلا تجنبا لتوجس البعض من سيرة كورونا، وخبر تفشيه في كوريا الجنوبية، مقررا العودة بعد انقضاء ذلك التعب إلى حياته الطبيعية، والسفر إلى زوجته وأطفاله وعمله في سول.
فيديو قد يعجبك: