حكاية ديربي (6)- قصة "الرور" بين "كلب" دورتموند و"أسد" شالكه

كتب- محمد زكريا:

شاع تشجيع أدولف هتلر لنادي شاكله، وانحيازه له خلال سنوات ألمانيا النازية. شائعات كثيرة حول علاقات خفية بين هتلر وشالكه، وصلت حد إعدام الديكتاتور لبعض العاملين بنادي بوروسيا دورتموند بتهمة توزيع منشورات ضده، وتحويل النادي إلى مخزن سلاح في الحرب العالمية الثانية. ورغم تنصل نادي شالكه من نسب الزعيم النازي له في بيانات رسمية. يحتد الصراع بين الناديين الألمانيين في الملعب، وبين جماهيره في المدرجات وخارجها، فيما عرف بـ"ديربي الرور".

سمي ديربي الرور نسبة إلى نهر الرور، الذي يفصل بين دورتموند وغلزنكيرشن، الأولى معقل نادي بوروسيا دورتموند، والثانية معقل نادي شالكه، وتبعدان عن بعضهما لمسافة لا تزيد على 15 كيلومتر مربع، فكلاهما يقع في المنطقة الصناعية للبلاد وهي منطقة الرور، وربما في هذا سببًا للعداوة التاريخية، فعمل أهل المدينتين في مناجم الفحم خلق عداءً كبيراً بينهما، حيث تم إغلاق 13 منجمًا للفحم في منطقة الرور في عام 1963، وفقد 10000 عامل منجم وظائفهم.

يعود تاريخ الديربي إلى العام 1925، في 3 مايو كان أول لقاء بين الفريقين، وانتهى بفوز شالكه على دورتموند بأربعة أهداف مقابل هدفين، لتبدأ منافسة شرسة لها خلفية سياسية واجتماعية ورياضية عنوانها إظهار التفوق، مرت بمنعطفات شدت من حدة الصراع.

أكبر سلسلة خسارة في تاريخ الديربي: كانت من نصيب بوروسيا دورتموند بواقع 12 مباراة متتالية، بدأت من يوم 5 مايو 1999، وانتهت في 14 مايو 2005.
فيما كانت أكبر سلسلة انتصار في تاريخ الديربي من نصيب بوروسيا دورتموند بواقع 8 مباريات متتالية، بدأت من يوم 25 يناير 1964، وانتهت في 11 نوفمبر 1967.

كانت الشرطة تحاول منع المشجعين من الهبوط إلى الملعب بمعاونة الكلاب، غير أن كلبًا من فصيلة جيرمن شيبرد يدعى بليتز عض لاعب شالكه فريدل خاوش، ليتلقى اللاعب حقنة ويتابع المباراة، قبل أن يتضح لاحقًا أن هذا الكلب لا يتبع الشرطة بل أحضره أحد مشجعي دورتموند، بعد زعمه أنه ضابط شرطة ليتمكن من دخول المباراة، فأصدر الاتحاد الألماني قرارًا على إثر ما جرى بوضع كمامات على أفواه الكلاب، لكن هذا الرد لم يكن كافياً لنادي شالكه ولاعبيه وجمهوره الغاضب، استدعى الاعتداء ردًا أقوى من رئيس نادي شالكه، حيث وجد في المباراة التالية فرصة للثأر، توجه إلى حديقة الحيوان واستعار أسدًا، ربطه بسلسلة، وتجول به في الملعب أمام أعين المشجعين، لكن لحسن الحظ لم يعض الأسد أحدًا في ذلك اليوم.



لكن رغم العداء في بعض الأحيان، تتخلل مباريات شالكه ودورتموند في السنوات الأخيرة أجواء حماسية رائعة، تليق بمتعة كرة القدم وإثارتها، حيث يتبادل الجمهوران الهتافات الصاخبة، يرفعون الأعلام والرايات الضخمة، فيما يسعى كل فريق للفوز من أجل إسعاد تلك الجماهير، ونصرتهم في صراع "الرور".