من الجنوب إلى القاهرة.. "المُندرة" صوت الصعيد في العاصمة
كتبت-رنا الجميعي:
من الجنوب قدِم أحمد جمال للعمل بالقاهرة، كأي شاب يسعى لتأمين مستقبله، لكنّه لم ينسْ أصله خلال السعي وراء لقمة العيش، ظلّ
يُفكر كيف ينشر ثقافته الجنوبية التي تربى عليها في العاصمة؟
مع استقرار جمال بالقاهرة وجد أن ثقافة الجنوب غائبة عن الساحة الثقافية بالعاصمة "رغم إن عندنا منجز كبير من شعراء وفولكلور لكن مش معروف هنا"، رغب جمال في أن يؤسس مكانًا يصبح صوتًا مستقرًا يعبر عن الجنوب، كما يُشعر أهل الصعيد بالقاهرة بـ"الونس"، على حد تعبيره، مع الوقت تبلورت الفكرة داخل جمال، ويصير الحُلم له تفاصيل واضحة "إني أعمل تجمع شبابي".
لم يكن هناك أفضل من وسط البلد "هي أكبر مكان بيتجمع فيه الشباب والمثقفين"، واستغرق جمال وقتًا حتى يجد مكانًا بها، برفقة مجموعة من الأصدقاء القادمين من الجنوب بدأ يتضح معالم المكان "فكّرنا نعمل المكان مليان بالشخصيات الجنوبية حتى الأغاني اللي تبقى شغالة".
الأسبوع الحالي تفتح المُندرة أبوابها، الحلم أصبح حقيقة، وصار للجنوب مكانًا يعبر عنه، ينقسم المكان إلى عدة غُرف تتخذ من شعراء الصعيد اسمًا لها، هناك غرفة باسم عبد الرحمن الأبنودي القادم من قرية أبنود بمحافظة قنا، وأخرى لأمل دنقل القادم من مركز قفط بالمحافظة ذاتها.
كما اهتمّ جمال وأصدقائه بكل تفاصيل المُندرة من ديكور له طابع جنوبي "حاطينا صور للشيخ أحمد برين ومحمد العجوز اللي بيقدموا فولكلور الجنوب"، كذلك عبّر الفَرْش الخاص بالمُندرة بعادات الجنوب من دكك خشبية ووسائد حتى "القُلة".
لا تقتصر المُندرة على كونها مُجرد "وورك سبيس" بالمعنى المعروف، لكنّ المؤسسين اهتموا أيضًا بوجود مكان لإقامة الفاعليات الثقافية "ودي مفتوحة لأي حد، مش مقتصرة على ثقافة الجنوب بس"، كما توجد غرفة أيضًا لعرض أفلام سينمائية كل أسبوع.
لم يكن اختيار اسم المُندرة كعنوان للمشروع صدفة، بل مُعبر أيضًا عن الجنوب، "كنا عايزين اسم يعبر عن الألفة والكرم، والمُندرة بضم الميم هي كلمة دارجة عندنا يعني مكان استقبال الضيوف".
فيديو قد يعجبك: