إعلان

30 ثانية من الجمال والراحة.. خديجة ترسم الكلمات بالضوء

01:12 م الأحد 26 مايو 2019

خديجة الخواص ترسم الكلمات بالضوء

كتبت-إشراق أحمد:

ثلاثة أشياء تهواها خديجة الغواص: الخط العربي، التصوير، والتأمل. لم تتخيل قبل عام 2013 أن ثمة شيئا يجمعهم في آن واحد ويمكنها ممارسته، حتى شاهدت فيديو لرسام فرنسي يدعى جوليان بريتون وهو يشكل بالضوء كلمات باللغة العربية، انجذبت الشابة لهذا الفن وقررت أن تكرس وقتها لتقديمه في مصر.

1

فيما يشبه العرض، تمسك خديجة بمصباح مضيء، تتحرك في خطوات محسوبة، وقد يرافقها شريكة تلوح بشرائط ملونة. تواصل صاحبة السابعة والعشرين ربيعًا تحريك الضوء باتجاهات معينة في عتمة المكان، وبعد 30 ثانية أو يقل تخرج النتيجة على شاشة عرض، في صورة تلتقطها الكاميرا، تُظهر كلمة انسيابية، اختارت لها خديجة الخط السنبلي "ده خط قديم شوية لكن له جمال في الكتابة" توضح خديجة.

تمتهن خديجة طب الأسنان، لكنها لم تغادر حبها للخط منذ كانت طفلة وحصلت على المركز الخامس على مستوى محافظة الاسكندرية في مسابقة للخطوط. درست ثلاثة أعوام في مدرسة الخط العربي، واستمرت في التواصل مع دوائر الخطاطين ومحبي الكتابة.

2

وبينما تساعد صديقة تدرس الفنون الجميلة في مشروع لها عن الخطوط، قادتها الصدفة لفن "الكتابة بالضوء"، ومن وقتها قررت ألا تفارقه "أنا دكتورة أسنان الصبح وفنانة بعد الظهر" مبتسمة تقول الشابة.

10 أشخاص في ست دول فقط يمارسون هذا النوع من الفن من بينهم خديجة حسبما تقول، وتعدد الجنسيات "مصر، تونس، فرنسا، ماليزيا، دبي، المغرب".

3

نحو عامين تدربت فيها خديجة، اطلعت على أعمال الفنانين ثم نسجت تجربتها "اتعلمت بشكل ذاتي من الفرجة والتجربة مع نفسي"، فما عليها إلا تهيئة المكان بإضاءة مناسبة ثم تروح تنفذ ما يدور في خلدها من أفكار لكلمات أو معاني، تقول خديجة إن أغلب ما قضته من وقت كان في التمرين على التأمل والتركيز.

في مركز الثقافة السويسري بالقاهرة، كان أول عرض لخديجة عام 2015، جاءت من مقر إقامتها بالإسكندرية، وقدمته بعدما استجاب المكان لدعوتها بأن تؤدي عرضًا مباشرًا، ولازالت تفعل الشابة "الناس لسه مش فاهمة أوي أنا بقدم إيه عشان كده ببعت لكل الأماكن المهتمة بالفن والثقافة جوه وبره مصر"، وكثيرًا ما تستقبل الرد من الخارج حتى لو بالإعتذار، فيما يلبي القليل في الداخل.

4

10 عروض قدمتها خديجة إلى الآن ما بين القاهرة والإسكندرية، بينها عرض جمعها بالفنان الفرنسي، من كان سببًا في دخولها ذلك المجال "جه اسكندرية وقدمنا شو سوا في المركز الثقافي الفرنسي"، حينها علمت أنها ليست بعيدة عن محترفي هذا الفن في العالم.

تتهيأ طبيبة الأسنان لردود الفعل التي تستغرب ما تؤديه. "هو اللي بتعمليه ده سحر.. يعني مش فوتوشوب؟" كثيرًا ما سؤلت الشابة قبل أن ترد بتوضيح ما يحدث في الظلام خلال الثوان القليلة من تناسق بين الحركة والإضاءة وتسجيل الكاميرا لذلك، حتى أنها لجأت لمشاركة بعض الحضور في العرض لتأكيد حقيقة الأمر إليهم، فيما تمتن للحظات التي تتعالى فيها صيحة "الله" بعد عرض الصورة على الشاشة.

5

مع تكرار العروض تحلت خديجة بخبرة فهم الجمهور "في اللي بيجيي بحالة أنه مش مصدق وجاي عشان يتأكد من ده واللي جاي عشان فعلاً عايز يفهم"، أصبحت تعرف ذلك من الأسئلة، فمن يستفسر عن أدق التفاصيل غالبًا ما يكون من النوع الأول، وفي جميع الأحوال لا تنشد الشابة سوى أن يكون ما تقدمه "ثوان من الجمال والراحة" تدخلها على نفس المتفرجين.

تتمسك خديجة بحبها الشديد للخط وقناعتها أنه لولا ممارستها الرسم بالضوء "يمكن مكنتش هبقى بنفس الشخصية..هو بيديني دفعة"، فيما تحلم أن تقيم معرضًا مصورًا لأعمالها.

6

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان