بعدسة مكبرة.. أستاذ جامعي يصر على الاستفتاء: يمكن آخر حاجة أعملها في حياتي
كتبت-إشراق أحمد:
بخطوات ثقيلة تقدم وائل أبو الفضل نحو كلية التربية للطفولة المبكرة في الدقي، يحمل حقيبة جلدية بين كتفيه، يرتدي بذلة مهندمة. يأتي صاحب الثانية والثامنين ربيعًا من قريب، يسكن على بعد أمتار من اللجنة الانتخابية لكن الطريق صعبًا "بقيت عامل زي الطفل الصغير عيني في رجلي لكن ساعات برضه بتكعبل". تتلقفه أيدي المتواجدين في اللجنة الفرعية الحاملة لرقم 24. لم يتخلف أبو الفضل عن النزول للإدلاء بصوته منذ ثمانية أعوام، يستشعر في ذلك واجب عليه أدائه، رغم مشقة ذلك عليه.
منذ الإعلان عن إجراء تعديلات على مواد الدستور، تابع الأستاذ الجامعي المتقاعد النقاشات. لا يتردد في فتحها داخل اللجنة بينما يُحضر له العاملون كرسيا متحركًا يعينه على الوصول حتى مكان صندوق الاقتراع. "نفسي يبقى العمال في المجلس بنسبة كبيرة وكمان السيدات تكون 50% مش الربع لكن بالانتخاب مش بالكوتة. نفسي كل الناس تشتغل"، لا يتفق أبو الفضل مع المواد المعدلة بشأن وضع نسبة لتمثيل المرأة والعمال في المجالس النيابية، لكنه في الوقت ذاته لا يتردد في القول "أنا جاي عشان عايز الاستقرار للبلد.. نفسي نرجع زي زمان". العمر أفقد أبو الفضل الكثير من سمعه، يحتاج الحديث إليه الاقتراب من أذنه، لكنه لا يتوان في المناقشة مع المندوبين والمتواجدين في المكان.
انتظر أبو الفضل وقتًا قبل الدخول للاقتراع، ليكتشف أن اسمه ليس في كشوف هذه اللجنة، ساعده المتواجدون على معرفة المكان الصحيح، كتبوه له في ورقة، وقبل أن يطويها في جيب بذلته، أخرج عدسة مكبرة صغيرة، قربها من الكلمات المكتوبة، علم أن وجهته للتصويت تبعد نحو شارع، في مدرسة الشهيد أحمد محمود بشارع إيران في الدقي، أصر الرجل الثمانيني على استكمال الطريق والوصول إلى اللجنة الصحيحة، قائلا "يا عالم الواحد عمره هيفضل لغاية أمتى. يمكن تكون آخر حاجة أعملها".
فيديو قد يعجبك: