إعلان

بـ"جولة تاريخية وورشة رسم".. كيف احتفل بيت المعمار بيوم التراث العالمي؟

10:20 م الأحد 14 أبريل 2019

احتفال بيت المعمار بيوم التراث العالمي

كتبت-دعاء الفولي:

تصوير-محمود بكار:

أمام غُرفة المعماري الراحل حسن فتحي، وقف إسلام الحسيني يشرح للحضور تفاصيل المكان؛ كيف كان فتحي يقضي أوقاته بين رسوماته وكتاباته، كيف أفنى حياته للحديث عمّا يُحب، حتى أنه احتفظ في مسكنه بُمجسم صغير لقرية "القرنة" التي خططها بمحافظة الأقصر. في بيت المعمار المصري احتفلت العائلات ومحبو التاريخ بيوم التراث العالمي، خاضوا جولة داخل القاهرة القديمة، فيما قضى أطفالهم ساعة ونصف من الرسم والتلوين ومعرفة معلومات أكثر عن الآثار.

ص  1

احتفل بيت المعمار المصري، أمس السبت، بيوم التراث العالمي الذي يوافق 18 من إبريل كل عام. بدأ اليوم بجولة في المنزل الذي سكن فيه العديد من الأشخاص، بداية من تأسيسه على يد إبراهيم الملاطيلي، ثم سكنه من قبل علي لبيب، ثم عدة مستشرقين، وأخيرا المعماري الراحل حسن فتحي، الذي اتخذ الدور الأخير مستقرا له، مقسما إيها لمكانين "الغرفة الصيفية ودي اللي كانت بتضم لوحاته والمكان اللي بيرسم فيه والغرفة الشتوية وكان بيبات فيها وفيها الكنبة اللي توفى عليها"، يحكي الحسيني، المعيد بكلية الآثار جامعة القاهرة.

ص  2

بين المستمعين، كان محمد قدري يلتقط صورة رفقة ولديه الحسن والحسين فوق سطح المنزل الأثري. لا يفوت قدري مناسبة شبيهة إلا ويذهب لها "وبحاول ولادي ييجوا معايا دايما عشان يحبوا الاثار ويفهموا أهميتها". القاهرة القديمة يحفظها قدري عن ظهر قلب، تملؤه السعادة حين يُعلن بيت المعمار عن أي نشاط "عشان المكان هنا مش معروف لناس كتيرة عشان كدة لما بيلتف حواليهم عدد كبير بتبسط".

ص  3

في 2016 عاد بيت المعمار المصري للعمل، بعد إغلاقه لسنوات "المكان ساب أثر عظيم في سكان المنطقة خاصة من الأطفال"، يحكي الحسيني عن هؤلاء الصغار الذين يأتون بشكل أسبوعي للرسم أو حضور ورش أخرى، باتوا هم مرآته لمعرفة ردود فعل أهل المنطقة على المكان "كتير منهم بقى يقولي عايز أطلع مهندس معماري أو رسام زي الناس اللي هنا"، لا يعمل المعيد في البيت بشكل أساسي، لكن يشارك في تنظيم الجولات داخله بشكل مستمر، يلمس الوعي الزائد بأهمية الآثار عند الناس "دة جزء من هدفنا أصلا".

ص    4

فناء متسع مفتوح على السماء، تتوسطه مقاعد خشبية جلس عليها 11 طفلا ومعهم الفنان التشكيلي أحمد علي، التفوا حوله ليحدثهم عن العمارة والاثار بمفهومهم، يسألهم عن أكثر الأماكن التي يحبون زيارتها، فيقول عُمر صاحب التسع سنوات "قلعة صلاح الدين"، يُمسك علي بطرف الخيط، فيسأل الصغار "تفتكروا القلعة مين بيعيش فيها"، يُدلي كل واحد منهم بدلوه، تنطلق ضحكاتهم وسط التخمينات، قبل أن يطلب منهم الفنان رسم القلعة كما يتخيلونها في أذهانهم.

ص 5

"بقالي 3 سنين باجي البيت هنا وبشتغل مع الأطفال على الرسم والحكايات بشكل عام"، درس علي الآثار، لكنه آمن دائما بأهمية العمارة كفلسفة، قرّبه المنزل الأثري مما يحب، اكتشف في ورش الرسم أن الأطفال يستوعبون التراث بطريقتهم الخاصة، يُعرفهم هو به من خلال "الحواديت" التي يرويها أثناء الورشة.

ص  7

كانت مي تُمسك الورقة التي رسمت القلعة فوقها، تُريها لعلي، ثم لأختها الأصغر سلمى، فيما تراقبهم الوالدة فاطمة محمد على بُعد. تعمل فاطمة في بيت المعمار "بس لازم أجيب ولادي في أي نشاط.. هما بيحبوا الرسم أوي ومنها يتعرفوا على الآثار"، مع الوقت، باتت الأم تعرف كثيرا عن المكان، لم تسمح لها ظروف العمل الخروج لمناطق أثرية أخرى "بس بشوف الجولات اللي بيعملوها هنا علطول وساعات بسمعهم".

ص 6

في احتفالية بيت المعمار، لم يتوقف الأمر عند حدود المنزل، تطرق الحسيني لحكايات إنقاذ متحف أبو سمبل في الستينيات من قبل منظمة اليونسكو، روى كيف اتحدت شعوب العالم للتبرع والمساعدة، قص على الموجودين تفاصيل أخرى عن الآثار "عندنا في القاهرة بس أكتر من 600 أثر ومصر فيها 7 مواقع تراث عالمية ضمنها منطقة القاهرة القديمة".

ص   8

يوقن الحسيني أن وعي الناس ازداد بالتراث والآثار عموما "بقوا أكثر محافظة عليها وده بشوفه في مواقف كتير"، يُثمن دور المبادرات الفردية التي يجول فيها مجموعة من الأفراد على المزارات المختلفة، وإن كان بعضها يفتقر للدقة التاريخية، بينما ينتظر المزيد من الفرص لتعريف الناس بحكايات التاريخ سواء في بيت المعمار أو خارجه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان