إعلان

سائقو "أوبر" و"كريم" عن اندماجهما: "احتكار هيضيع حوافزنا"

01:47 م الأربعاء 27 مارس 2019

أوبر وكريم

كتب- أحمد شعبان ومحمود عبد الرحمن:

صباح أمس الثلاثاء، تفاجأ محمود صبحي، سائق في شركة "كريم" للنقل الذكي، برسالة على بريده الإلكتروني، تخبره بعقد اتفاقية تستحوذ بموجبها شركة "أوبر" على أكبر منافس لها في مجال النقل الذكي في الشرق الأوسط شركة "كريم". ساوره القلق قليلاً، فهو يخشى من تغييرٍ يطال نظام التشغيل والمحاسبة في "كريم"، الذي شجّعه على تفضيلها عن منافستها السابقة، رغم إشارة البيان إلى أن الشركتين ستعملان بشكل منفصل، كلٌ بعلامته التجارية الخاصة ونظام تشغيله المتعارف عليه بالنسبة للسائقين والعملاء "مع الوقت النظام ده هيتغيّر والأمور هتختلف بالنسبة لسائقي كريم، وهنفقد مميزات كتير"، يقول محمود.

قبل ثلاث سنوات، بدأت رحلة محمود، 34 عاماً، مع خدمات النقل الذكي، وجد فيها عملاً إضافياً يدر عليه دخلاً إلى جانب عمله كمدرس ثانوي، اشترى سيارة تناسب عمله الجديد وبات واحداً من سائقي شركة "كريم"، بعدها بعام انضم لسائقي شركة "أوبر"، رآها أكثر شعبية من الأولى "عدد الرحلات فيها كتير وبتعمل دعاية أكتر"، غير أنه سرعان ما عاد إلى "كريم"، يقول إن مميزاتها أكبر، خاصة فيما يتعلق بنظام "البونص" أو الحوافز للسائقين المتميزين "لو عملت 90 رحلة في الأسبوع كريم بتديك 1100 جنيه كحافز، إنما في أوبر الموضوع أقل بكتير بيوصل حوالي 250 جنيها للخمسين رحلة"، لذا أكثر ما يخشاه بعد قرار الاستحواذ أن يحدث تغيير ويُعامَلوا بنظام أوبر.

صور1

كانت شركة أوبر قالت في بيان أمس الثلاثاء إنها استحوذت على منافستها الوحيدة "كريم" في الشرق الأوسط، التي يعمل معها أكثر من مليون سائق، ولها نحو 30 مليون من المستخدمين في 120 مدينة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مقابل 3.1 مليار دولار.

صفقة ضخمة تركت تساؤلات كثيرة بين سائقي الشركتين، يرونها احتكاراً من جانب أوبر لسوق النقل الذكي، الذي ستختفي منه المنافسة، ما سيترك أثراً على طريقة تعاملاتهم مع الشركة.

يشغل عقل محمود مصير الحوافز التشجيعية التي تطلقها الشركتين للسائقين، يسأل: كيف سيتم تحفيزهم وقد اختفت المنافسة من السوق، وباتت أوبر هي المسيطرة عليه؟ "المنافسة كانت في صالحنا كسائقين وصالح العميل، كده ضاعت"، يؤيده محمود محمد، السائق بشركة أوبر، يبدي استغرابه من القرار بالرغم من أنه يعمل كسائق في أوقات فراغه فقط، بعد أن يفرغ من عمله كمهندس بالإدارة الهندسية بأحد المستشفيات، لذا لا يعتمد على "أوبر" كمصدر دخل ثابت.

التأثير الأكبر، في رأي "محمد"، سيقع على السائق الدائم، الذي يعتمد بشكل كلي على عمله مع "أوبر" أو "كريم"، يشير إلى أن هناك مشكلات كثيرة تعترض السائقين أغلبها مع العملاء، انحازت فيها الشركات للعميل على حساب السائق "دلوقتي مفيش قدام السائق لما يحصل خلاف مع الشركة اللي أصبحت محتكرة السوق، غير إنه يرجع للتاكسي الأبيض".

بينما يعرج "أحمد أسامة" إلى نقطة أخرى، تخص السائقين العاملين بالشركتين الذين يستفيدون من مزايا الشركتين. العمل بالشركتين سدّ لدى صاحب الـ33 عاماً وقت فراغه؛ حينما يتعطل "سيستم" إحداهما، وفق قوله؛ يستفيد من كثرة مستخدمي أوبر، التي بدأ العمل معها قبل عامين، ولا يفوته تحصيل "البونص" من كريم، الذي تفتقده الأولى، يبدي أسفه حين يذكر أنه الآن مجبر على العمل بشركة واحدة "أهم حاجة عندي إني أشتغل طول اليوم وده ممكن ميحصلش دايماً والدخل هيقل وأنا عندي التزامات"، كما يخشى أن تقوم شركة أوبر باستغلال الأمر ورفع النسبة التي تأخذها على كل رحلة من السائق والمقررة بـ22.5% " ممكن يرفعوا النسبة علينا ومش هنعرف نتكلم طبعا وقتها".

على نفس المنوال علق محمد دياب، 32 عاماً، سائق آخر بشركتي أوبر وكريم، قائلا إنه يخشى أن تقوم شركة أوبر برفع الأسعار، ما سيؤثر برأيه على انضمام السائقين إليها، كذا عزوف المواطنين، كذلك يبدي قلقه من أن يتم إلغاء تطبيق كريم مستقبلاً ويصير للشركتين بعد اندماجهما تطبيقاً واحداً.

بالنسبة إليه فإن خدمة العملاء في أوبر سيئة، على حد وصفه، يرتاح أكثر في التعامل مع شركة كريم.

"تكلمهم في أوي وقت وتحل أي مشكلة، لكن أوبر معندهمش حتى رقم تكلمه، بتتواصل معاهم بالرسائل والرد بيكون نمطي"، فيما يتمنى أن لا تتأثر الخصومات التي تتيحها الشركتين للعملاء، بقرار الاندماج.

صورة 2

من جهته، حاول وليد ماهر، أحد أعضاء مكتب العمل المباشر لشركة أوبر بالقاهرة، والذي يقوم بتسجيل المشتركين الجدد بالشركة، طمأنة السائقين، قائلا إن عملية الدمج ليس لها أي تأثير عليهم، "عملية الاستحواذ تعني الرقابة من شركة أوبر، والتغيير سيكون في الإدارة المالية فقط، من حيث وجود أعضاء من شركة أوبر بين مجلس إدارة كريم"، وفق ما يذكر.

وائل محمد، سائق بشركة أوبر، أغضبه القرار كثيراً، رغم أنه لا يعنيه كثيراً مسألة غياب المنافسة بين الشركات في سوق النقل الذكي، بقدر ما يثير خوفه أن يؤثر ذلك على طريقة العمل في أوبر؛ إذ يرى أن هناك فرق شاسع بين الشركتين في تقديم الخدمة، سواء بالنسبة للسائقين أو حتى العملاء. يذكر عدة مشكلات في خدمة العملاء وطريقة المحاسبة المالية في شركة "كريم"، بسببها بات يفضّل أوبر كثيراً.

يحكي أنه في بعض الأحيان يبدأ رحلته مع عميل على أساس أن المحاسبة ستكون "بالفيزا" فلا يحصّل منه أموالاً نقدية "وتاني يوم بلاقي الأبلكيشن بيقولي إن المشوار ادفع نقدي، كأني أخدت الفلوس بالرغم من أنه محصلش"، وهو ما تكرر معه كثيراً، ولم يجد حلاً يرضيه لدى خدمة العملاء، وفق ما قول الشاب الذي انضم لسائقي النقل الذكي قبل عامين.

كذلك يضيف أنه رغم حصوله على تقييمات مرتفعة، وقت عمله مع كريم، إلا أنه لم يحصل على مشوار سفر، ما يوفر له دخلاً أفضل، وذلك على عكس أوبر التي تؤهله للسفر كثيراً، كذلك يذكر أن هناك بعض الرحلات التي قطعها مع كريم بمقابل مادي لا يتعدى الـ10 جنيهات "أوبر فيها خصومات للعملاء مبتظلمش السائق زي كريم اللي معاها حقك بيضيع"، لذا يتمنى الشاب ألا يكون نتيجة الاندماج أن يطغى نظام وطريقة عمل "كريم" على "أوبر"، فعندها سيغلق حسابه على التطبيق "مش هشتغل تاني".

اقرأ أيضًا:

بدأت بنصف مليون دولار.. قصة كريم من شركة ناشئة لعملاق يخطف أنظار أوبر

جهاز حماية المنافسة: ندرس صفقة أوبر وكريم.. ولم نوافق عليها بعد

كيف سيكون شكل سوق النقل الذكي في مصر بعد استحواذ أوبر على كريم؟

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان