بالجهود الذاتية.. قصة أول معرض للكتاب في العريش (صور)

كتب- محمد مهدي:

لم يصدق أهالي مدينة العريش بشمال سيناء، حينما بدأت فاعليات الدورة الأولى لمعرض الكتاب في أحد مراكز الشباب بوسط المدينة، وجود حدث ثقافي منظم بشكل جيد أشبه بحلم جميل، لذا ازدحم المعرض بالجمهور من عشاق القراءة "وناس جاية تشكرنا على المبادرة حتى لو مش هيشتروا كتب، وإنها إنجاز في ظل الظروف المحيطة" يقولها بسعادة "محمود البيك" مدير أكاديمية فكرة، المسؤول عن تنظيم المعرض.

البداية جاءت حينما حاول "البيك" رفقة عدد من شباب الأكاديمية التي يديرها الذهاب إلى معرض الكتاب الدولي بالقاهرة، لكن تعذر الأمر من أجل أمنهم وسلامتهم "وعدتهم ساعتها إن المعرض هيكون قريب في العريش" اعتبره البعض مجرد حديث لمواساتهم "لكن بالنسبالي كان بداية حلم مهم عايز أنفذه على أرض الواقع" سريعًا تواصل مع عدد من الكتاب ودور النشر ومركز شباب لاستضافة الحدث "الناس كانت مستغربة في الأول، بس مع الوقت اقتنعوا وقرروا المشاركة".

نحو 12 دار نَشر دعموا التجربة بأكثر من 2300 كتاب تم توزيعها في أرجاء المعرض "على إيد 30 شاب من المنظمين، وهم الشباب اللي كان نفسهم يروحوا معرض القاهرة" بالتعاون مع مبادرة "اقرأ بخمسة" و"كافيه ركن الثقافي"، تطوعت شركة نقل في إحضار الكتب من القاهرة إلى سيناء "أول ما شرحت لصاحبها مدى أهمية الموضوع لأهل العريش متأخرش أبدًا" فضلًا عن اهتمام عدد من القيادات الحكومية لخروج المعرض في أفضل صورة.

على مواقع التواصل الاجتماعي، وبيافطة تعلو واجهة مركز شباب العريش، أعلن القائمون على المعرض بداية "8 أيام، من يوم 18 إلى 25 مارس" كانت مفاجأة سارة للجميع حينما توافد عدد كبير من الأهالى على المعرض في أيامه الأولى "مكناش متوقعين لأنها حاجة جديدة، لكن كان فيه إقبال كويس والناس متلهفة على شراء الكتب" ردود الأفعال إيجابية، من يأتي إلى المعرض يقوم بالدعاية على صفحته أو وسط جيرانه وأصدقائه لحثهم على التواجد "وده المكسب الحقيقي من تنفيذ الفكرة".

لن يقتصر المعرض على عرض مئات الكتب فقط "هيكون فيه فاعليات مختلفة على مدار المعرض" حفلات توقيع لكتاب سيحضرون خصيصًا إلى العريش من بينهم الكاتبة إسراء عبدالحميد للاحتفال بروايتها "شين" فضلًا عن تخصيص يوم للشعر "هيحضر عدد من الشعراء الشباب" وأيضًا يوم للحديث عن التراث السيناوي "دا مهم للأجيال الصغيرة عشان تعرف أكتر عن تاريخنا والموروث الثقافي في البلد".

بعد نجاح المعرض على المستوى المادي والمعنوي "جالنا عروض من دور نشر إنها تبعتلنا كتب وتشارك" تلك الخطوة صارت دافعًا للقائمين على المعرض في استكمال التجربة حتى نهايتها على أكمل وجه "دافع كبير لينا هي وتعليقات الناس وسعادتهم بوجود الكتب اللي بيحبوها" لذلك يؤكد "البيك" أن هناك خطة لتنظيم المعرض بصورة سنوية دون توقف "حتى لو مش إحنا اللي كملنا، يجي ناس بعدنا يستمروا في التجربة عشان أهالي العريش".