إعلان

"المشاهرة والخلاص".. من عالم "خرافات" تأخر الإنجاب في مصر

01:27 م الإثنين 14 يناير 2019

طفل

كتبت-إشراق أحمد ودعاء الفولي:

تصوير-أحمد النجار:

في المواقف تنكشف النفوس، صبرها واستسلامها، معتقداتها وعوالمها المنطقي منها والخرافي. وحين يفقد الأزواج الأمل، أو تتملك منهم الرغبة العارمة في إنجاب طفل، يلجئون إلى ذلك الأخير؛ عالم "الخرافات" الموروثة.

"المشاهرة" هي أكثر خُرافة تقابلها إيمان شوقي، طبيبة أمراض النساء، المقيمة بمحافظة أسوان. وتعتمد على الفأل السيء أو الحسن "بيشوفوا إن لو ست ولدت ودخلت عليها واحدة مبتخلفش أو سقطت قبل كدة ده هيخلي اللي ولدت متجيبش عيال"، ما إن تسمع إيمان ذلك، حتى تُحاول تفنيده "وإثبات إنه كذب"، تقتنع بعض النساء، فيما تُصر أخريات على آرائهن "خاصة السيدات كبار السن".

في المقابل، يصطدم الطبيب عمرو أبو اليزيد، استشاري النساء والتوليد بمستشفى الشرطة، واستشاري رعاية الخصوبة بجامعة كريتون الأمريكية، بأشكال مختلفة من الاعتقادات الخاطئة، تتعلق غالبا بنوع الجنين.

يُفند أبو اليزيد تلك الخُرافات قائلا: "البعض يعتقد إن حدوث العلاقة الجنسية في الأيام القمرية أو نوعية الأطعمة او وضعية الجماع نفسها ممكن تحدد نوع الجنين، وكل هذا خطأ"، فيما يؤكد الطبيب أن نوع الجنين يتحدد نتيجة التقاء البويضة والحيوان المنوي، وجنس المولود كذكر أو أنثي يعتمد على الحيوانات المنوية للرجل.

بعض الأزواج أيضا يعتقدون بشكل خاطئ أن مرور عدة أشهر عقب الزواج دون حمل معناه تراجع نسبة الخصوبة، بينما الحقيقة الطبية أن فرص الحمل ترتفع بنسبة ٣٠٪؜ كل ٣ أشهر من الزواج عند الأزواج الطبيعيين، حتي تصل إلي اكثر من ٩٠ ٪؜ مع نهاية السنة الاولي من الزواج.

مواقف كثيرة أيضًا تعرض لها أحمد كامل عن خرافات تأخر الإنجاب، يستمع لكلمات مثل "حد عامل لنا سحر" أو "أحنا محسودين"، ويزيد الأمر بالرضا للذهاب إلى أحد الدجالين.

لا يصطدم الطبيب من تلك الممارسات بقدر لجوء البعض إليها وإنفاق الكثير من الأموال رغم احتياجهم المادي.

يتذكر الطبيب بمستشفى أسيوط الجامعي، تلك السيدة التي أتته من إحدى قرى أسيوط، قبل نحو 6 أشهر. ست سنوات ولم تُرزق الزوجة بطفل، بعد الفحص تحدثت إلى الطبيب عن معاناتها، حكت له عن ذهابها لأحد المشايخ وقيامهم بجلسة مارسوا فيها الذبح وأداء طقوس بالدماء، أقنعها "الشيخ" أن بذلك تنجب الأبناء.

ولا ترتبط "الخرافات" بمستوى التعليم، فلكل تفكير يوقن به، كما يقول أحمد إسماعيل، طبيب النساء والتوليد في مستشفى دمياط الجامعي.

على مدار 8 أعوام عمل فيها في هذا التخصص، التقى إسماعيل بمن يلجأ إلى الحقن المجهري بعد نحو ثلاث أشهر من الزواج رغم عدم وجود مانع لحدوث الحمل عند الزوجين لكنهم يظنون أنهم تخطوا المدة المتوقعة، ويزيد من رغبتهم، الضغوط المجتمعية.

ثلاث مواقف لا ينساها الطبيب، أكثرهم تكرارًا، ما يسمى "الخلاص"، يوضح إسماعيل أنها معروفة في قرى الدلتا وضواحي القاهرة والجيزة، وتعني أن تجلس السيدة المتأخرة في الإنجاب على "مشيمة" أخرى انجبت اعتقادًا أن يمنحها "بركة" حدوث الحمل.

عرف إسماعيل تلك الوسيلة أول مرة، حين لاحظ أن العاملات والممرضات يخفين "المشيمة" بعد عمليات الولادة، وفهم جدوى هذا حين رأى إحدى الممرضات لديها مشاكل في الإنجاب تحتفظ بها لنفسها.

تفاجأ طبيب النساء بهذا المعتقد، لكن ليس كصدمته بتلك السيدة التي التقاها قبل 8 شهور، وقد مر على ترددها على الأطباء نحو 5 سنوات ولم تنجب، فما إن استفاضت بالحديث معه عن وسائلها للإنجاب، وأنها فعلت كل شيء، حتى النوم تحت قطار يسير، فيما يعرف بـ"الخضة"، وهو ما تؤمن به بعض سيدات قرى الصعيد ممن لم تُنجبن الأطفال بعد الزواج مباشرة.

كذلك لم يصدق الطبيب حين علم أن إحدى قريباته لجأت إلى أحد المشايخ بعد قيامها بالحقن المجهري مرتين دون نتيجة، ليخبرها الرجل "ده في واحدة جارتك مبتحبكيش وعاملة لك عمل"، حتى تسللت تلك الفكرة إليها واقتنعت أنه أزال عنها السحر، لاسيما أنها انجبت طفلة بعد المرة الثالثة للعملية.

يعلم إسماعيل حال الكثير من زملائه بوجود خرافات كثيرة، يبتسم بينما يذكر إحداها عن مَن تأخر حملها ثم حدث الحمل أو انجبت "يقولوا متتكشفش على حد حالق دقنه أول 40 يوم لأن لو حصل ده اللبن ينشف في صدرها".

يرجع طبيب مستشفى دمياط العام تلك الخرافات إلى منطق "ما وجدنا عليه الأجداد"، فبعض النساء تصدق ما تخبرها به إحدى قريبتها الطاعنة في العمر أكثر من الطبيب.

 

تابع باقي موضوعات الملف:

"لا تذرني فردًا".. مصريون في رحلة البحث عن طفل (ملف خاص)

ملف-الأطفال

بالصور- مصراوي داخل أول مركز مصري لأطفال الأنابيب (معايشة)

2019_1_10_19_39_27_473

فرح من 7 ليالي.. زوجان يستقبلان مولودتهما الأولى بعد 18 عامًا

2019_1_8_15_59_36_779

"في انتظار لُطف ربنا".. مشاهد من مأساة الإجهاض المتكرر في مصر

2019_1_9_11_43_54_416

تعرف على أبرز أسباب منع الانجاب (فيديوجرافيك)

2019_1_11_19_45_55_244

حكايات الدور الخامس.. أزواج يبحثون عن الإنجاب داخل قصر العيني بـ"سعر حنين" (معايشة)

2019_1_13_19_36_7_28

ساعة ميلاد القدر.. رحلة زوجين لإنجاح عملية الحقن المجهري "في اللحظات الأخيرة"

2019_1_12_15_22_25_565

"أول طفلة أنابيب مصرية".. كيف وثّقت الصحف ولادة "هبة"؟

2019_1_11_14_56_13_671

رئيس وحدة "تأخر الإنجاب": نُجري 600 عملية سنوياً.. و70% من الرجال يعانون ضعف الخصوبة (حوار)

الدكتور عبدالمجيد رمزي مؤسس ورئيس وحدة تأخر الإنجاب

"سابوا البيت وفكروا في الزواج التاني".. حكايات من "مرارة" تأخر الإنجاب

2019_1_14_16_32_39_50

ما الفرق بين أطفال الأنابيب والحقن المجهري؟ (فيديوجرافيك)

2019_1_12_19_0_47_68

"10 جنيه" مكافأة.. حين عايش ياسر رزق ولادة أول طفل أنابيب مصري

2019_1_12_17_18_36_967

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان