"يلا نزرع".. أطفال وكبار يشاركون في "تخضير" المدينة (بالصور)
-
عرض 2 صورة
-
عرض 2 صورة
كتابة وتصوير- شروق غنيم:
كانت لحظة مُدهشة، دود صغير في أيادي الأطفال، يحملونه برِفق ليستقر داخل تُربة ليّنة، كبداية لتعلم أساسيات الزراعة، فيما يتابعون باهتمام كيف ينمو في الحديقة نباتات وأشجار مُثمرة، يدُق شغف بداخل قلوبهم تجاه الأمر فيطلبون بعفوية "إحنا عاوزين نزرع في البيت كمان".
كل سبت من الأسبوع، يعقد "بَستَنة" يومًا للزراعة تحت اسم"يلا نزرع" كما يُطلقون، المشروع الذي بدأ في بدايات العام الجاري، جنى ثِمار أفكاره حين وجدوا ترحيبًا من أناس شتّى يصطحبون أطفالهم إلى الحديقة الموجودة في مقر مؤسسة "KMT" بمنطقة المعادي.
تحكي ثريا حلمي، مؤسسة المشروع لمصرواي، أن المشروع بدأ عام 2017 في الشرقية، لكن لم يلقَ اهتمامًا كبيرًا رغم المناخ الطبيعي المتواجد بالمكان "اللي مولود فلاح بيبقى عاوز يطلع حاجة مختلفة زي دكتور وييجي يشتغل في القاهرة"، لذا مع بداية العام الحالي قرروا نقل المشروع إلى قلب العاصمة "ونوّعي الناس إزاي يبقى في تناغم بين الطبيعة والمدينة".
في المدينة الوضع مختلف بالنسبة لفريق عمل "بستنة"، لكن اهتمام المتواجدين بالمكان كان كبيرًا تجاه الفكرة، التي تراها ثريا كأحد الحلول للتحديات التي تواجه العالم "زي تغير المناخ مثلًا، ومش بنقول إنه الحل الوحيد، لكن طريقة عشان نرجع للطبيعة من تاني".
لا تسلم فكرة من النقد، وسط أزمات كُبرى يُنظَر إلى مشروع بستنة كنوع من الرفاهية، لكن لثريا فلسفة أخرى تجاه الأمر "دي حاجة أساسية، لو مفيش شجر مش هنعيش ولا هيكون في أكسجين أو أكل، فالموضوع يمسّنا كلنا، وإحنا كبشرية بنتفاعل مع الطبيعة بطرق مختلفة واحدة منهم الزراعة".
من التاسعة صباح اليوم، بدأ الأهالي وأطفالهم في الحضور إلى الحديقة، يتحلقون حول ثريا بينما تُمدهم بمعلومات عن مراحل الزراعة، ثم تمنحهم دود لوضعه داخل التربة "عشان يأكّل الشجرة اللي هنعرف ناكل ثمارها بعد كدة"، لم يكن اليوم مُرتبًا على هذا النحو "لكن قولت الدود حاجة جديدة على الأطفال وجمب التعليم هيكون في انبساط".
من بين الحاضرين كانت ياسمين مسعد، أحضرت ابنيها الاثنين وأبناء شقيقتها، لأول مرة تحضر مثل هذا النوع من الفاعليات، غير أن اهتمام كبير نمى داخلها تجاه الأمر حين رُزقت بطفليها "أي أنشطة زي دي مهمة للولاد، إزاي يتعلموا التعامل مع الطبيعة والبذور والنبات، لإننا عايشين في مكان مفتقر للطبيعة فبحاول أخليهم يشوفوها ويحسوها".
تصطحب الأم ابناءها في نُزهات إلى الحدائق، أو حيث يستقر البحر وعالمه الأزرق "وأي لعب حر، كمان بحاول أخليهم يزرعوا في البيت ونجيب حيوان أليف"، لكن المهمة الأساسية التي كانت لإسعاد ابنائها تسللت لها خلال اليوم "اتحمّست للموضوع وعاوزة أتعلم إزاي أزرع أشجار مثمرة".
كما يعود الأطفال في يوم السبت إلى الطبيعة، تعود ثريا إلى ذكراها حيث وُلدت في ألمانيا بالأصل، في مكان عامر بالأشجار "متعودة أطلع الشجرة، أحس بيها، ولو لقينا عصفورة ماتت بندفنها عشان هي اللي هتأكِّل الشجرة وهكذا".
يُفكر أصحاب "بستنة" في أفكار جديدة لخلق ارتباط بين أهالي المدينة والطبيعة، يطمحون في أن يجوبوا مناطق مختلفة لبناء مجتمع أخضر، يؤمن بذلك حتى من خلال زراعة نبتة في منزله، فيما تتذكر ثريا شعارهم العام الماضي بأن البذور انعكاس لروح المكان الذي يعيش فيه الإنسان، وتتمنى أن يتحقق ذلك قريبًا.
فيديو قد يعجبك: