عبر الموبايل.. 4 سائقين يتابعون "ماتش مصر" على الكورنيش
كتبت- دعاء الفولي ورنا الجميعي:
على أحد المقاعد بالقرب من ميدان التحرير، جلس أربعة سائقين يستمعون لمباراة مصر والسعودية، فيما تتراص سياراتهم الأجرة أمامهم. بينما كان يُمسك تامر إبراهيم بهاتفه. تنفعل ملامحه مع كل هدف وحركة، يصرخ أحدهم "الحكم ده ظالم"، يقاطعه آخر "احمد ربنا إنك عشت وشفت مصر في كأس العالم"، قبل أن يسكتهم إبراهيم بإشارة من يده ليتابع بتركيز.
يتذكر سعد عنتر صاحب الـ٥٣ عاما، مباراة مصر في كأس العالم 90 كأنها أمس "ساعتها كان الفريق كله زي صلاح مش واحد بس"، يبدو الحزن واضحا على ملامح والد الأربعة أبناء، فخلال الفترة الماضية رافقته إذاعة الشباب والرياضة في مذياع سيارته ليسمع عبرها التحليل والنتائج "كان حلم جميل بس للأسف المنتخب محتاج تدريب أكبر".
لم يكن سائق التاكسي مهتما بالكرة دائما "أنا بصرف على العيال وبفكر إزاي أوفر احتياجاتهم"، لكن وصول مصر لكأس العالم أعاد له الشغف.
يعمل صاحب التاكسي من الثامنة صباحا وحتى الثامنة مساء، لم تُتح له فرصة مشاهدة المباريات "كنت شغال حتى في العيد"، لكنه مر بكل تفاصيل الفرح والحزن عقب إحراز الهدف أو الخسارة "مكنش عندي أمل نصعد فالحمد لله إننا لحقنا".
في الثالثة من عصر اليوم تذكر إبراهيم أن مصر ستواجه منتخب السعودية في مباراتها الثالثة والأخيرة في مونديال 2018، اتصل بأحد أصدقائه ليدرك أنه لن يستطيع مشاهدتها أثناء عمله كسائق تاكسي "كنت فاكره الساعة تمانية".
يعمل إبراهيم منذ الثامنة صباحًا وحتى الثامنة مساء، يتبع عمله أحد الفنادق الموجودة أمام الكورنيش، ولكنه لم يفوت المباراة، أطفأ محرك سيارته أمام الفندق وفتح الإنترنت التي تتبع شبكته للفندق، وبحث على اليوتيوب عن رابط يسمع خلاله المباراة.
كانت تلك هي الوسيلة الوحيدة لدى إبراهيم لمتابعة اللقاء، على الكورنيش كان تامر ورفاقه كل منهم يستمع للمباراة عبر التليفون المحمول "دي كانت أول مرة أعمل كدا" فالمبارتان السابقتان تمكن من مشاهدتهما بعيدا عن أجواء العمل.
حمل إبراهيم الأمل داخل نفسه عند التأهل "كان نفسي نكمل للنهائي"، وخاب ظنه مع كل مباراة تقرب المنتخب من الهزيمة، بحسرة يقول: "كان عندنا ضربة جزاء متحسبتش أدام روسيا، كانت هتفرق"، وبينما كان يتحدث سأله أحد المارين عن النتيجة "كنا كسبانين واحد بس جت ضربة جزاء للسعودية".
اطمأن ابراهيم لجلوسه على أحد المقاعد بالكورنيش، فيما قبعت سيارته أمامه باستكانة، إلا أن قدوم "الونش" اضطره للتحرك مسافة للأمام، لم يبتعد إبراهيم كثيرًا عن الفندق "عشان النت ميفصلش"، فيما ظل يتابع الشوط الثاني منهيا يومه بحزن واضح إثر الخسارة التي نالها المنتخب المصري في الثواني الأخيرة من الوقت بدل من الضائع.
فيديو قد يعجبك: