إعلان

مدير المعهد الفرنسي للآثار: تدمير آثار سوريا رفع الوعي بالحضارة المصرية (حوار)

07:21 م الأربعاء 09 مايو 2018

حوار-رنا الجميعي ودعاء الفولي:

تصوير-علاء أحمد:

داخل قصر المنيرة، والذي يضم حاليا مقر المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، وقف بعض الباحثين يتحدثون عن آخر ما توصلوا له من اكتشافات أثرية في مصر. طافوا أماكن عدة من الإسكندرية للصعيد، اكتشفوا خنادق، برديات، وأجزاء من مُدن كاملة اندثرت بفعل الزمن.

بعثات عديدة لم تتوقف منذ عام 1880 أشرف عليها المعهد الفرنسي، اهتمت بتوثيق التاريخ المصري والتنقيب عن الآثار وشرح ما تم اكتشافه، وعرضه إن لزم الأمر في المتاحف. وكي يتم إبراز دور تلك البعثات، كرّس المعهد، اليوم الأربعاء، للباحثين الفرنسيين الذين عايشوا اكتشافات عديدة خلال الفترة الماضية، فيما تم إبراز دور المعهد الإشرافي والتقني.

مصراوي حاور لوران بافيه، مدير المعهد العلمي الفرنسي، لمعرفة تفاصيل أكثر عن الحدث السنوي ودور المعهد وتاريخه مع الاكتشافات.

حدثنا عن يوم البعثات الأثرية الذي ينظمه المعهد؟

ننظم تلك الفعالية للعام الثاني على التوالي. فطوال السنة تعمل البعثات الأثرية في أكثر من محافظة مصرية، لكنها تتوقف عن العمل من مايو إلى سبتمبر، بسبب ارتفاع درجة الحرارة، لذلك قمنا بتدشين حدث يشرح فيه الباحثون ما توصلوا إليه من اكتشافات.

ص    1

-منذ إنشائه عام 1880.. ما الدور الرئيسي الذي يقوم به المعهد الفرنسي للآثار الشرقية؟

بالأساس نقوم بدراسة كل الحضارات التي مرّت بمصر، منذ قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، فيما يعتمد عملنا بالكامل على التعاون مع وزارة الآثار والجامعات المصرية.

- على مدار تاريخ المعهد.. حدثنا عن البعثات الأثرية التي توافدت عليه؟

يمكن القول أن المهمة الأساسية التي تقوم بها البعثات هي تسجيل ونشر الآثار المصرية، لكن تدريجيا اتسعت المهام ونبدأ بالتنقيب الأثري، توافد على المعهد عدد كبير من البعثات، حيث لدينا كل عام من 30 إلى 35 بعثة سنويا، وهناك بعثات دائمة؛ فإلى يومنا هذا هناك بعثة مستقرة بمعبد كوم امبو تقوم بعملية التوثيق لدراسة المعبد، ومن بعثات التنقيب هناك بعثة مدينة تابوزيريس التي تبعد عن الإسكندرية حوالي 45 كيلو.

ص     2

وما أهم الاكتشافات التي حققتها البعثات؟

على مدار تاريخ المعهد هناك عدد كبير من الاكتشافات، حيث عملت البعثات داخل أكثر من 130 موقع أثري، من بين ما اكتشفناه كان كنز كامل من الذهب بمدينة الطود، بالأقصر. كما وجدنا مقابر تانيس عام 1939، والمكان الحالي لتلك المدينة هو صان الحجر بالشرقية. هناك نوع آخر من الاكتشافات تنبع أهميتها من المعلومات الواردة فيها. منها: البرديات المكتشفة في وادي الجرف على البحر الأحمر، وبها أقدم بردية في العالم والتي تُخبرنا عن كيفية بناء الهرم.

ما أبرز المصاعب التي تُقابل البعثات الأثرية؟

التحدي الأول لرئيس البعثة هو التمويل، فعملية التنقيب تُكلف مبالغ ضخمة، حتي يتم توظيف فرقة عمل كبيرة تعمل داخل الموقع الأثري.

ص     3

ما مصادر تمويل البعثات بشكل أساسي؟

لحسن الحظ أن فرنسا تستثمر مبالغ ضخمة في دراسة التاريخ المصري. ذلك لأن العلاقة بين البلدين في ذلك المجال "خاصة جدا" منذ سنوات بعيدة وحتى الآن. وأكبر دليل على اهتمام فرنسا بمجال الآثار، هو إنشاء 3 فروع للمعهد، أقدمهم بالقاهرة، بالإضافة للأقصر، والإسكندرية.

كما تحصل البعثات على تمويل من الجامعات الفرنسية، والمركز القومي الفرنسي للبحوث، بالإضافة لمؤسسات المجتمع المدني التي تحصل على تبرعات خصيصا لذلك المجال.

والحقيقة أن الاهتمام المتزايد بالآثار المصرية، ينبع من اهتمام وحب بالغين بتلك الحضارة في فرنسا، لا سيما بعد تدمير بعض الآثار الهامة في سوريا، والخسارة الفادحة التي حدثت.

ص      4

متى كانت زيارتك الأولى لمصر، ولماذا اخترتها تحديدا لتنضم للبعثات الأثرية داخلها؟

زُرت مصر عام 1994 للمرة الأولى لاستكشاف مدينة صان الحجر بالدلتا. وأثناء دراستي في جامعة بروكسل، لم أكن مفتونا بالحضارة المصرية، لكن أحد أساتذتي في علم المصريات، كان يقدم المعلومات بشغف كبير وبصورة رائعة، انتقلت تلك الحالة لي، أحببت كل ما يخص الحضارة المصرية كثيرا، استكملت الدراسات العليا والدكتوراه فيها مع نفس الأستاذ، والآن أصبحت أُدرّسها مكانه في الجامعة.

ماذا عن قصر المنيرة الذي يضم مقر المعهد، ما تاريخه؟

كان مقر المعهد الفرنسي منذ بنائه عام 1880 قريبا من ميدان التحرير، لكن عام 1907 اقتنت الحكومة الفرنسية قصر المنيرة من الأمير إبراهيم حلمي باشا شقيق الخديوي توفيق. ومنذ ذلك الحين بُني داخل المعهد عدة أقسام تخدم عمله، منها المعامل، المكتبة، المطبعة وقسم الحاسب الآلي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان