إعلان

بائعة في السبعين من عمرها.. كوثر تفتح "بوتيك" في النوبة "عشان بتحب الأطفال"

07:54 م الأربعاء 31 أكتوبر 2018

الحاجة كوثرأمام الكشك

كتبت-دعاء الفولي ورنا الجميعي:

تصوير-كريم أحمد:

لم تجد الحاجة كوثر ونيسًا لها سوى حُب للأطفال، تلك الموّدة التي جعلتها تفتح خصيصًا لهم كشك اسمته "بوتيك أشرتود"، أمام بيتها الذي تعيش فيه وحيدة داخل قرية غرب سهيل، يقف البوتيك صامدًا منذ 18 سنة.

1

أكياس البطاطس وعلب البسكويت واللبان هي المُنتجات التي تبيعها الحاجة كوثر للأطفال، لسنين تعوّد الصغار على الشراء منه، صار طريق ذهابهم وعودتهم يمرّ دومًا بكشك الحاجة كوثر، يقفون لإلقاء التحية، أو الجلوس معها، تحكي لهم حكايات الأطفال القديمة التي لم يعد لها أثر اليوم، تضحك حين سؤالها عن ماهية تلك القصص، ثُم تتلو واحدة قائلة "كان عندنا حكايات بالنوبي، دلوقت الأطفال مبقوش يتعلموا النوبي في المدارس، فمبقوش يفهموه".

أسمت الحاجة كوثر البوتيك "أشرتود" باللغة النوبية، التي تعني بالعربية "حلوة"، الكُشك خشبي صغير ذو ألوان متعددة، ككل البيوت داخل قرية غرب سهيل، بمدينة أسوان، المنتشر بها الرسومات والألوان الزاهية.

2

بعد زواج ابنها الوحيد أشرف، وانتقاله لمنزل آخر، لم تترك الحاجة كوثر بيتها المُعمّر منذ الأجداد، تعتز به كثيرًا حيث وُلدت فيه، تعوّدت السيدة الجنوبية على فتح البوتيك منذ الرابعة صباحًا، ليتوالى الأطفال عليها في طريقهم إلى المدرسة، لا تغلق أم أشرف البوتيك أبدًا "صيف وشتا، البلد أمان".

3

يبدأ يوم كوثر بفتح البوتيك، ثُم تدخل إلى البيت لتنتهي من الأعمال المنزلية، أما عادتها الأثيرة فهي الجُلوس برفقة الحاجة تفاحة بجوار الكشك، لساعات تقعدا أرضًا كأن لا شئ يُمكن أن يزعجهما أبدًا، تشربان الشاي وتُصليان، تعوّدت كوثر على روتين حياتها، أحيانًا تذهب لأقاربها المقيمين بالقاهرة، وأحيانًا يأتيها البعض من المقيمين بمدينة أسوان "أخواتي بيجوا في الأجازات".

4

لا تتصوّر كوثر الكشك مُغلقًا ذات يوم، يُعتبر إحدى علامات القرية الصغيرة، التي لا تستقيم الحياة بدونها، مُعتبراه أنيسًا لها، ومن خلاله تُلقّن الصغار درسًا في الأمانة "بسيب الكشك وأدخل البيت، اللي ياخد حاجة بجنيه ييجي يحطلي الفلوس في البيت".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان