بالصور-صدفة ورسالة.. كيف شاهد 3 سائحين تعامد الشمس في "أبو سمبل"؟
كتبت- دعاء الفولي ورنا الجميعي:
تصوير-كريم أحمد:
بالحظ عرفت فريدريكا عن ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني، صادف تواجدها في مصر للمرة الثالثة الحدث الكبير، حيث جاءت برفقة ابنها وزوجته وأحفادها قادمين من هولندا.
حين دقت الساعة الثالثة فجرَا بدأ زوار معبد أبو سمبل في الدخول حيث الممر الضيق المقرر السير منه، جلسوا هناك في انتظار تعامد الشمس، الذي يوافق اليوم الذكرى الخمسين على انتهاء نقل المعبد من أسوان إلى منطقة تبعد أكثر من مائتين كيلومتر خوفَا من مياه السد العالي.
داخل الممر جلست فريدريكا وهي في الخامسة والستين من عمرها أصبى حالَا من كثيرين، تنتظر الإِشارة للتحرك في السادسة صباحَا حيث الوقت المحدد لتعامد الشمس، لم تشعر فريدريكا بالملل حيث يرافقها كتاب للكلمات المتقاطعة وكشاف نور يضيئ لها تزجي به الوقت الممتد لثلاث ساعات.
تشعر فريدريكا بود المصريين، قدمت لمصر ثلاث مرات منهم تلك الرحلة للقاهرة في مارس 2011، أي بعد أقل من شهرين على انطلاق ثورة الخامس والعشرين من يناير، تقول السيدة الهولندية إنها لم تشعر بالخوف على الإطلاق، متذكرة إنها انطلقت نحو الأهرامات دون أن يستوقفها أحد.
في السادسة إلا خمس دقائق سمح الأمن للناس بالسير تجاه قدس الأقداس، وقتها كانت فريدريكا تتحدث مع فتاتين مصريتين عبر اللغة الإنجليزية ليتعرفوا من خلالها على بعضهما البعض، حينها استدعت فريدريكا للنهوض لرؤية الحدث الفريد.
لم تشعر ريتشيل روبرتس بذلك الزحام الموجود بالداخل، وقفت في طابور آخر خارجي، تنتظر دورها، حيث تسنى لها رؤية تعامد الشمس للحظات قصيرة، لم تلتقط فيها سوى بعض الصور تحفظ فيها زمن ربما لن تراه ثانية.
لم تعرف ريتشيل، التي تعمل كصحفية في مجلة متخصصة للسفر، عن الظاهرة سوى عن طريق المرشد السياحي، رغم تعدد زياراتها إلى مصر لكنها المرة الأولى التي تجئ فيها إلى تلك البقعة كما ذكرت، تعلو ملامحها البهجة والإثارة مما تراه، حيث تقول "أمر غير مصدق، لم أتوقع أن تكون الأجواء احتفالية بهذا الشكل".
خارج المعبد كانت الفرق الشعبية تضفي أجواء من البهجة، كل فرقة أخذت بقعة صغيرة أمام بحيرة ناصر، دائرة تتشكل من الصغار والكبار، المصريين والأجانب أخذوا في التفاعل مع دائرة التحطيب والرقص الشعبي، وأخرى تشكلت حول جاذبية صوت يغني لمحمد منير، وعلى صوت الآلاف أخذ شبيهه يغني في عشق البنات وأنا قلبي مساكن شعبية.
مندفعَا خارج المعبد كان الهندي أرمان سراج، الذي أنهى جولته السياحية هناك، انبهر أرمان كثيرًا بظاهرة التعامد التي يراها للمرة الأولى، في زيارته الأولى أيضًا إلى مصر، حيث وجد أن الترويج للظاهرة هو اتجاه شديد الذكاء من الدولة المصرية.
خارج المعبد وقفت إلين تتحدث لرفيقتها، مقررين الذهاب نحو بقية المعبد لرؤيته، المقام كجزء منفصل عن قدس الأقداس، لم تتمكن إلين القادمة من أوكرانيا الاستمتاع بمشاهدة الظاهرة، فوجئت بالازدحام والدفع بين الناس، ما جعلها لم تستمتع بشكل جيد لتلك التجربة، متمنية مشاهدتها في مرة قادمة يكون التنظيم أفضل.
كان كرم أحمد هو المرشد المرافق لسياح أوكرانيا، يقول إن شركات السياحة تعتبر الظاهرة موسم سياحي، وعبر "بوكلت" دعائي عرفت إلين عن الظاهرة.
كان الحشد خارج المعبد كبيرَا من بينهم مجموعة لافتة للنظر؛ سيدات ارتدين جلباب مصري ملون، وبعضهن ارتدين الحجاب، ملامحهن تبدو قادمة من القارة الآسيوية، قدمت كيكو اليابانية مرة سابقة في شهر مايو، حينها علمت عن الظاهرة، وجدت أنها إشارة للقدوم مرة أخرى في أواخر شهر أكتوبر، واصفة الإشارة بأنها "نوع من الرسائل".
تعمل كيكو كمدربة روحية، لذا تؤمن كثيرَا بالروابط الروحية، لم يتسن الوقت لكيكو والسيدات القادمين برفقتها لمشاهدة الظاهرة اليوم، حيث أن الوقت المحدد لها هو عشرين دقيقة فقط، لذا قررت كيكو الذهاب ثانية في الغد لترى تعامد الشمس، حيث يستمر لأسبوع كامل.
تنبهر كيكو كثيرَا بالحضارة المصرية، ترى أن هناك روابط عدة بينها وبين اليابان، أولها هو شهرة الآلهة حورس وايزيس ورع، فهم يشبهون الإله بوذا عندهم، كما ترى كيكو أن ظاهرة التعامد لها صلة روحية ببوذا أيضَا، حيث تتعامد الشمس على ثلاثة تماثيل دون الرابع، والإله الأخير هو إله الجانب المظلم من الحياة الأخرى عند المصريين القدماء، ولا تقترب الشمس من إله الظلام مطلقَا، وتشير كيكو أن قيمة الظلام والضوء موجودة عندهم أيضَا في الثقافة المرتبطة ببوذا.
فيديو قد يعجبك: