في الغربة.. أعياد الكنيسة ملاذ "إبراهيم" المصري وأسرته
كتب- محمد مهدي:
في حي شهير بعمان، أنهى "عم إبراهيم" عمله مبكرًا، استئذن من رئيسه في الرحيل من أجل الاستعداد لاحتفالات عيد الميلاد، اتصل عامل البناء الخمسيني بأبناء شقيقه للتجمع في منزلهم بمنطقة "الأشرفية" بوسط المدينة، لينطلقوا سويًا إلى كنيسة "العذراء" المصرية لحضور القداس "احنا بنعتبر الكنيسة والاحتفال فيها هو الملاذ لينا في الغربة".
يعيش عم إبراهيم، في عمان منذ 22 عامًا "حياتنا مفيهاش راحة، من البيت للشغل ومن الشغل للبيت" يعود لمنزله في كل ليلة يتحدث قليلًا مع أسرته "عايش مع ولاد أخويا التلاتة مأجرين بيت على قدنا" يطمئن عليهم ثم يخلد إلى النوم. لذا يعتبر زيارته الأسبوعية إلى الكنيسة متنفس له من أعباء العمل "وخاصة فترة الأعياد لأننا بنقابل فيها كل الحبايب".
تخدم كنيسة "العذارء" كافة المسيحيين المصريين في الأردن "عشان كدا الأعياد فرصة إن كلنا بنجتمع من جميع محافظات المملكة " هي فرصة ينتظرها المغتربين للتعرف على أخبار بعضهم "وعشان حبال الود تبقى موصولة" خاصة أن عدد كبير منهم يعيش بعيدًا عن ذويهم.
ليلة العيد مقدسة لدى عم إبراهيم، يحرص على شراء اللحوم والفراخ مع أبناء شقيقه "مينا وسمير وسامي" الذين يعملون في المهنة ذاتها. يتأنق الرجل الخمسيني، يرتدي أفضل الثياب، ممنيًا نفسه بقضاء ليلة سعيدة لا تأتي كثيرًا "بتكون مبهجة والواحد بيتبسط فيها خالص".
يتحرك عم إبراهيم من منزله في الساعة السادسة مساءا، يتجه إلى وسط المدينة، برفقة الأسرة والجيران، يستقلون سيارات ملاكي تنطلق بهم نحو القداس "ممكن نتمشاها بس بنقول نلحق القداس من الأول" قبل أمتار من الكنيسة، توجد قوات شرطة لتأمين الأعياد، يعتبرها الرجل المغترب أمر ضروري لخروج العيد دون أزمات.
يجتمع شمل المصرييين في كنيسة العذراء، يتبادلون التهاني والأمنيات للعام الجديد، قبل أن يبدأ القداس في الثامنة مساءا "بيكون زي القداس اللي في مصر بالظبط" كما يحضر عدد من الشخصيات العامة معهم "السفير المصري جيه يهنينا وقعد معانا" وتمتد الأجواء حتى الثانية فجرًا.
بعد انتهاء القداس، يعاود المصريون المغتربون منازلهم في أنحاء الأردن، يغادرون الكنيسة بعد التقاط الصور وتبادل التهنئة من جديد على وعد بلقاء قريب "بنروح البيت نطبخ الأكل، كل واحد فينا بيعمل حاجة" يرفض عم إبراهيم تناول الإفطار في أحد محلات وسط المدينة "بنحب نأكل بإيدينا وتبقى لمة كدا".
على مائدة دائرية صغيرة يضعون أطباق الطعام جنبًا إلى الفاكهة والحلويات "وطبعًا بنكلم أهالينا في المنيا نعيد عليهم ونطمن على الأحوال" ثم يخلدون إلى النوم وفي الصباح يستمتعون بالعطلة بزيارة الجيران من المسيحين "ولو فيه مجال نروح نشم الهوا في أي مكان جديد".
فيديو قد يعجبك: